الأخبار الشاملة والحقيقة الكاملة​

2024-10-18

5:22 مساءً

أهم اللأخبار

2024-10-18 5:22 مساءً

مرزق بين استمرار الأزمات والمعاناة والوعود والشعارات الواهية

تشكو بلدية مرزق من مشكلات في كافة المجالات والقطاعات والتي تبدأ من توفير المياه ولا ‏تنتهي عند انهيار البنية التحتية في المدينة.‏


وقد عدد عضو مجلس مرزق البلدي إبراهيم عمر، بعض المشكلات التي يشكو منها أهالي المدينة ‏ومن بينها استمرار أزمة الوقود في البلدية، على الرغم من تنظيم العمل داخل المحطات وتحديد ‏مخصصات للسائقين عبر كود معين، ومع ذلك فإن كميات الوقود التي يتم توفيرها للمواطنين ‏غير كافية لبعد المناطق عن بعضها.‏



الأزمة الصحية
مرزق لا تشكو من نقص الوقود فقط، بل إن الأزمات تصل إلى حد “توقف الخدمات أو شبه ‏انعدامها في مرزق”، حسب تعبير عمر الذي أشار إلى اضطرار المواطنين لأقرب منطقة ‏لتوفيرها كالمستشفيات، والتي تبعد أقربها للمدينة على مسافة 50 كيلو متر إذ أنها تقع في ‏تراغن، وبحساب المسافة فإنها تصل إلى 100 كيلو متر ذهابا وإيابا، إلا أن بعض الأهالي قد ‏يضطرون إلى التوجه لسبها التي تبعد 130 كيلو متر.‏
وبخصوص المستشفى في مرزق، فيعاني من نقص حاد في الأطباء المختصين، ولا يكاد يوجد ‏أطباء في المستشفى إلا أطباء الصحة العامة الذين يقتصر عملهم على استقبال الحالات الطارئة ‏ومن ثم إحالتها للبلديات المجاورة للكشف وتلقي العلاج.‏
الأزمة الصحية في مرزق لم تقف عند هذا الحد، فالمدينة تعتبر أكبر منطقة عبور للمهاجرين ‏على اعتبار أنها أكبر منطقة في مناطق حوض مرزق، ويصل إليها أعداد كبيرة من المهاجرين ‏يوميا، وعلى الرغم من ذلك فإن المكتب الوحيد التابع لمركز مكافحة الأمراض مغلق منذ فترة ‏بسبب الأحداث التي مرت بها البلدية، وبالتالي فمن الصعوبة الكشف على الوافدين للمدينة.‏
وجود هؤلاء المهاجرين قد يسبب انتشار أمراض يصعب اكتشافها إلا بعد وصولها لمرحلة ‏الانتشار الواسع.‏

أزمة السيولة
المواطن في مرزق يعاني أيضا من عدم توفر الكثير من السلع، كالحليب المخصص لبعض ‏الفئات من الأطفال وذلك لارتفاع سعره، الأمر الذي يدفع التجار لتجنب توفيره في المتاجر ‏والصيدليات لعلمه المسبق بعدم توفر السيولة النقدية لدى المواطنين.‏
وفي هذا الصدد أكد عضو المجلس البلدي انعدام السيولة في المصارف حتى بعد عيد الفطر، ‏مبينا إلى أن بعض المواطنين يلجؤون إلى لبيع راتبهم للتاجر واستبداله بعملة أجنبية بسعر أقل ‏ومن ثم بيعها للتجار ليحصلوا على العملة النقدية رغم علمهم بما يشوبها من شبهات ربوية، لكنهم ‏يضطرون لذلك ليتمكنوا من توفير قوت أبنائهم‎.‎


أزمة المياه
الأزمات في مرزق لم تترك توفير مياه الشرب التي تعتبر أبسط حقوق واحتياجات الإنسان، وفي ‏هذا السياق قال عضو المجلس البلدي إن المياه توفر بجهود المواطنين، حيث يتم جمع تبرعات ‏من السكان لصيانة الأعطال وتوفير قطع الغيار، في حين تتكفل شركة المياه بتوفير المهندسين ‏لإجراء عمليات الصيانة لعدم دعمها من الدولة.‏
هذه الظروف الصعبة دفعت الكثير من أهالي المدينة للنزوح إلى مدن الساحل ليتمكنوا من توفير ‏السيولة والوقود بما يضمن وصولهم إلى مقار عملهم‎.‎
في المقابل أكد مدير إدارة الإمداد المائي بجهاز الإسكان والمرافق محمود عجاج عرض، في ‏عرض قدم خلال اجتماعه مع رئيس حكومة الدبيبة، أن نسبة إنجاز مشروع الإمداد المائي ‏بمرزق وصلت إلى 40%.‏
المراقبون يعلقون على هذا التصريح بأنه كان الأولى بالحكومة توفير الإمكانيات وقطع الغيار ‏للمحطات بدلا من جمع تبرعات من السكان، مشككين في إمكانية إنجاز هذا المشروع في وقت ‏سريع لحل أزمات المواطنين.‏


تعهدات دون تنفيذ
ودلل المراقبين على ذلك بمطالبة رئيس صندوق إعادة إعمار مرزق عضو اللجنة العليا لبناء ‏السلام وإعادة إعمار مرزق المكلفة من حكومة «الوحدة الوطنية الموقتة»، مولود محمد، في ‏يناير الماضي، دعما للصندوق من أجل تمكينه من إنجاز مهامه على الوجه المطلوب لخدمة ‏أهالي المدينة، كما طالب بالعمل على تفعيل المشاريع الاستراتيجية المتوقفة.‏
بدر الدين التومي وزير الحكم المحلي بحكومة الدبيبة، أكد في يناير الماضي أن ملف إعادة إعمار ‏مرزق “يشهد انفراجا بعد أن واجه عدة عوائق خلال السنوات الماضية”، مشيرا إلى وجود ‏تضافر في الجهود المحلية والدولية، لتقديم الدعم المعنوي والمادي اللازم لبناء السلام وإعادة ‏إعمار المدينة، وإعادة الحياة إلى طبيعتها، معلنا الشروع خلال أيام في صيانة المنازل والمرافق ‏الإدارية والمشروعات الاستراتيجية الأخرى‎.‎
وزارة الحكم المحلي حينها أكدت أن وزيرها ناقش ترتيبات وأولويات إعادة إعمار مرزق وعودة ‏النازحين.‏


موقف الحكومة الليبية
المراقب للوضع يتأكد من تعهدات وشعارات أطلقتها حكومة الدبيبة ولم تنفذ منذ يناير الماضي، ‏وهو ما دفع رئيس الحكومة الليبية أسامة حماد إلى الاقتراب من احتياجات المواطنين في مرزق، ‏حيث التقى خلال الأسبوع الماضي، مسؤولي وحكماء وأعيان مدينة مرزق للاستماع إلى ‏مشاكلهم.‏
وأكد حماد خلال الاجتماع أن الحكومة ستعمل على إعادة مهجري مرزق مع الاحتفاظ بالحقوق ‏القانونية والقضائية لكافة الأطراف‎.‎
وقال حماد إن اللقاء جزء لا يتجزأ من الخطوات الحثيثة التي تبذلها الحكومة الليبية عن طريق ‏صندوق تنمية وإعمار ليبيا ولجنة إعادة الاستقرار والإعمار في سبيل تنفيذ خطط التنمية ‏والاستقرار في كل ربوع ليبيا‎.‎
وأشار حماد إلى أن الحكومة تابعت الظروف العصيبة التي تمر بها مدينة مرزق خلال الأعوام ‏السابقة من التقارير المقدمة إليها متعهدا بإزالة كافة الصعوبات وإحالة كافة المشاكل التي من ‏شأنها تسريع وعودة سكان مدينة مرزق في أقرب الآجال‎.‎
ولفت حماد إلى الشروع في تلبية كافة المتطلبات المتمثلة في صيانة المنازل والمرافق الخدمية ‏والبنية التحتية للأحياء المدمرة وجبر الضرر لكافة المتضررين بإشراف الحكومة والقيادة العامة‎.‎
جميع التعهدات والمشاكل التي استمع إليها حماد خلال الأسبوع الماضي، طرحت أمام حكومة ‏الدبيبة منذ نحو 5 أشهر دون اتخاذ أي إجراءات عملية لحلها.‏
مخصصات إعادة الإعمار
اهتمام حماد شخصيا بملف مرزق وتوفير احتياجاته ليس وليد اليوم، إذا أنه بدأ منذ العام ‏الماضي، حيث التقى حماد بأعضاء مجلس النواب عن منطقة مرزق، وبعد فترة وجيزة أعلنت ‏الحكومة عن طريق لجنة الإعمار وجهاز طارق بن زياد عمليات إعادة
الإعمار بالمنطقة.‏

جاء ذلك بعد أن قرر حماد في التاسع من أغسطس 2023، تخصيص مبالغ مالية لملف إعادة ‏إعمار المنطقة الجنوبية، عقب لقاء جمعه بوزراء وأعضاء مجلس النواب عن المنطقة، على أن ‏تقوم لجنة مشكلة من الحكومة بالتوجه للمنطقة، على الفور.‏
جهود حماد وحكومته لإعادة الإعمار في مرزق وغيرها من مدن المنطقة الجنوبية مستمرة، ومع ‏ذلك مازالت هناك حاجة لمزيد من الإمكانيات والمخصصات للمدينة.‏


اكتشاف المزيد من New Jetpack Site

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

شارك المقالات:

مواقيت الصلاة

حالة الطقس

حاسبة العملة