تكرر ظهور التصدعات الأرضية في المنطقة الغربية للمرة الثانية خلال الفترة الأخيرة، حيث ظهرت التشققات الأرضية للمرة الأولى في مارس بمنطقة اسبيعة، وظهرت من جديد في منطقة بئر عجاج “قطيس”.
اللجان الفنية قالت إن التشققات الأرضية وقعت في اسبيعة كانت دائرية، بأعماق تتراوح بين 4 أمتار وطول وقطر 40 مترا، فيما بين جهاز الشرطة الزراعية أن التصدعات في فطيس طويلة المدى ويصل أحدها إلى 800 متر بأعماق تتفاوت بين المتر وثلاثة أمتار.
وعلى الرغم من قيام إدارة الإصحاح البيئي بوزارة الحكم المحلي، ووزارة البيئة وأيضا لجنة إدارية مشكلة لمتابعة ظاهرة المياه الجوفية في زليتن، بمتابعة الظاهرة منذ حدوثها في اسبيعة، إلا أنه لم يصدر أي نتائج أو تصريحات بشأن أسبابها.
كما أن الجامعات الليبية ومراكز البحث العلمي دعت إلى دراسة الظاهرة والتنبيه مبكرا بخطر وقوع هزات أرضية.
المواطنون في اسبيعة أكدوا أن الظاهرة ليست الأولى من نوعها، مبينين أن إحدى هذه الهبوطات حدثت في تسعينيات القرن الماضي، مما يعنى أنها ليست ظاهرة جديدة على المنطقة.
أسباب التشققات
جهاز الشرطة الزراعة رجح أن تكون السيول تسببت في تلك التشققات، موصيا بزراعة أشجار “السرول والصنوبر” التي تنمو بجذور عميقة تسهم في تثبيت التربة.
فيما قدرت لجنة متابعة ظاهرة المياه الجوفية في زليتن سبب الشقوق بـ “انخفاض أرضي”، مستبعدة أن يكون السبب ارتفاع لمنسوب المياه الجوفية بالمزارع.
ويرى الكاتب المختص في شؤون المناخ المبروك الفهري، أن السيول هي السبب في تلك الشقوق، حيث أن الأمطار الغزيرة التي هطلت على منطقة الجبل الغربي، أدت إلى جريان المياه في أوديته وتدفقها نحو المناطق المنخفضة، فيما تسبب الاندفاع القوي للمياه باتجاه البحر لظهور تلك التصدعات والشقوق في منطقة قطيس.
مخاوف من زلازل
فيما تحدثت تقارير عن مخاوف من زلزال مدمر يشبه الذي وقع في إقليم الحوز بالمغرب في سبتمبر 2023 وتسبب في مقتل 3000 شخص، وربط النشطاء بين الشقوق في ليبيا وزلزال المغرب بظهور حفر ضخمة يصل عمقها إلى 60 مترا وهو ما فسره خبراء جيولوجيين حينها بحركة الصفائح التكتونية.
وأشار آخرون إلى أن تلك الشقوق ناجمة عن حركة نشطة زلزالية في الطبقة التكتونية، لافتين إلى وقائع مماثلة صاحبت زلزال تركيا المدمر.
وفي هذا الصدد أوضح المهندس الجيوفيزيائي حكيم المسلاتي أن المنطقة الغربية توجد بها أكبر صدع في البلاد وهو “صدع العزيزية” بطول نحو 300 كيلومتر، مما يجعلها عرضة للهزات والزلازل أيضا، التي لا يمكن التنبؤ بها بشكل علمي دقيق، مبينا أن الصدع يمتد في المناطق إلى الجنوب الغربي من طرابلس، ويشمل منطقة السبيعة.
من جانبه حذر العالم الهولندي فرانك هوغربيتس من احتمالية المنطقة العربية في الشرق الأوسط والأمريكتين الشمالية والجنوبية، متوقعا حدوث زلازل تصل قوتها إلى 6 درجات في مناطق معينة في الأيام المقبلة، ومنها المنطقة العربية، وأشار أنه سيعلن حال إمكانية تعرض دول الشرق الأوسط لأي زلازل.
كما استبعد هوغربيتس وقوع أي زلازل قوية في المنطقة العربية، وممكن أن تبلغ شدتها متوسطة، مشيرًا إلى أن الحالة ليست حرجة خلال الأيام المقبلة.
جدير بالذكر أن خبير الزلازل هوغربيتس، كان قد تنبأ بوقوع عدة زلازل في الفترة بين 11 إلى 13 من أبريل الماضي، مرجعًا سبب حدوث الزلزال للتقارب القريب لأربعة ارتباطات كوكبية مما يحدث نشاط زلزالي كبير يقع من 11 إلى 13 أبريل، وقد صدق تنبؤ هوغربيتس إذ وقعت عدد من الهزات الأرضية في مناطق متفرقه.
ويعتمد خبير الزلازل في تنبؤاته على بحث النشاطات الزلزالية وارتباطها بهندسة الكواكب، حيث يقوم الطلاب في هذا المجال بدراسة الظواهر التي تسبق الزلازل.
تتعدد الشكوك والاحتمالات حول أسباب ظاهرة الشقوق التي تتجدد في المنطقة الغربية من ليبيا، يأتي ذلك في غياب دراسات علمية دقيقة حول أسباب الظاهرة وطرق معالجتها.
شارك هذا الموضوع:
اكتشاف المزيد من New Jetpack Site
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.