تحل علينا اليوم الخميس، الموافق للسادس عشر من مايو، الذكرى العاشرة لانطلاق ثورة الكرامة في ليبيا. هذه الثورة التي قادها القائد العام المشير خليفة حفتر، تهدف إلى القضاء على الإرهاب والجماعات المتطرفة التي اجتاحت مناطق ومدن الشرق عقب أحداث 11 فبراير 2011، وصولاً إلى 2014.
بداية الأمل
في مايو 2014، وسط حالة من الفوضى وانعدام الأمن، تحرك عدد من العسكريين وضباط الصف بقيادة اللواء خليفة حفتر آنذاك، لإطلاق عملية الكرامة.
كانت المهمة شاقة، والمهمة واضحة، تطهير ليبيا من المتطرفين والتكفيريين الذين ارتكبوا جرائم فظيعة ضد الشعب الليبي.
واستجابت القوات المسلحة لنداء الوطن، واضعةً نصب عينيها هدف إنهاء سيطرة الجماعات الإرهابية التي سعت لتحويل ليبيا إلى قاعدة لانطلاق عملياتها الإرهابية في شمال أفريقيا.
من تحرير بنغازي إلى الجنوب الليبي
استجابةً لتعالي الأصوات من الأهالي والنشطاء، شرع المشير خليفة حفتر في إعادة ترتيب صفوف القوات المسلحة.
وبدأت العملية بتحرير مدينة بنغازي، حيث خاضت القوات المسلحة معارك شرسة ضد الجماعات المتطرفة التي كانت تسيطر على المدينة.
بعد تحرير بنغازي، توجهت القوات لتحرير مدينة درنة من قبضة المتطرفين ومجالس شورى الإرهاب وتنظيمات القاعدة وداعش.
ولم تتوقف العملية هنا، بل استمرت لتطهير مدن الجنوب الليبي بالكامل من المرتزقة الأجانب الذين نهبوا ثروات ليبيا النفطية.
بناء ليبيا الجديدة
وبعد القضاء على المسلحين والإرهابيين، تنعم المدن المحررة اليوم بالاطمئنان والاستقرار،وبفضل الجهود المبذولة، تم بناء مؤسسة عسكرية وطنية قوية وموحدة قادرة على دحر المتطرفين وملاحقتهم في كافة المدن والمناطق في كافة أرجاء الوطن .
ونظمت ليبيا عدة مؤتمرات لإعادة إعمار بنغازي ودرنة بعد التحرير. وقد بدأت هذه الجهود تثمر بإطلاق مشروعات لإعادة البناء، وإنشاء الجسور، ورصف الطرق، وتركيب الإنارة، وبناء المدارس والجامعات ومراكز الشرطة والثكنات العسكرية. وتعتبر هذه الخطوات الأولى نحو إعادة إعمار كافة المؤسسات في البلاد.
دور القوات في التنمية
وفي ذات الشأن، أعلنت القيادة العامة عن إطلاق برامج إنمائية عديدة خلال السنوات الماضية. وقد شملت هذه البرامج إعادة الخدمة للمشاريع الزراعية، وحل مشكلة الطرق والمواصلات، وإنشاء طرق جديدة تصل لمسافات طويلة، كما تم تحريك عجلة إعادة الإعمار في الشرق والجنوب .
وتسعى القوات المسلحة إلى فرض الأمن والأمان، وتحقيق تطلعات الشعب الليبي في الرخاء والتنمية. ويجري العمل بشكل مكثف من خلال جهاز التنمية الوطنية والاستثمار العسكري، بتنسيق كامل بين القوات المسلحة ووحداتها مع الحكومة الليبية المكلفة من قبل مجلس النواب.
تطلعات المستقبل
ومع مرور عشر سنوات على إطلاق عملية الكرامة. تسعى ليبيا اليوم لتحقيق رؤية مستقبلية مبنية على التنمية المستدامة والأمن الشامل، وتطمح إلى أن تصبح نموذجاً للسلام والتقدم في المنطقة.
وتمر ذكرى عملية الكرامة كعلامة فارقة في تاريخ ليبيا الحديث، حيث تحولت البلاد من ساحة للصراعات والتطرف إلى نموذج يحتذى به في مكافحة الإرهاب وبناء الدولة.
وتظل ثورة الكرامة رمزاً للتضحية والشجاعة، وهي تذكير دائم بأن الإرادة الصلبة والتصميم يمكنهما تحقيق التغيير الحقيقي وبناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
شارك هذا الموضوع:
اكتشاف المزيد من New Jetpack Site
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.