قد تشعر المرأة أحيانا بالاكتئاب والملل، ولا تفكر سوى في التبضّع والتسوّق لإخراجها من تلك الحالة، وهي الحال التي غالبا ما تتكر بشكل دوري، يجعل المراقبون يتسائلون عن جدواها فعلا، وأسباب تكررها.
أشارت دراسات حديثة إلى أن فكرة الشراء تراود المرأة كل 60 ثانية، وأن 90% من النساء مصابات بهوس الشراء، وهو الشراء لذي يبلغ معدلات تزيد عن حاجتهن، من دون أي مبرر منطقي سوى أنهن يعانين من اضطرابات مزاجية أو قلق أو عدم استقرار عاطفي، وربما أيضا لصعوبة التحكم في رغباتهن المتكررة.
ووفقا للدراسات والعلوم الاجتماعية، بحسب مجلة «لها» المعنية بشؤون المرأة، فإن المصابات بهوس الشراء غالبا ما يرتبط الأمر لديهن بالتعرض لحوادث أو مواقف خاصة في الطفولة، فيشعرن بالحاجة إلى التسوق داخل المولات الكبيرة والمكتظة بالزوار لقضاء الوقت والتسلية.
التسوق والفراغ العاطفي
وقد يكون إدمانهن للتسوق مجرد محاولة لسد الفراغ العاطفي. لذلك فإن هوس وإدمان الشراء قد يكون عارضا لأكثر من مرض، وغالبا ما يكون تعويضا لحالة اضطراب وجداني، فيصرفن مبالغ كبيرة في مدة قصيرة، للحصول على الإحساس بالسعادة، وهي تدوم لفترة لا تتجاوز اليومين، لذا يعاودن تكرارها.
رأي علم النفس
أخصائية علم النفس العيادي «نورما أبو زيد»، تقول لـ«لها»: «عندما تبدأ المرأة بالاقتراض من أجل التسوق وشراء الملابس والسفر، وتدخل بسبب إدمانها على الشراء، في أزمات مادية وأحيانا زوجية، ولا تكترث للأمر، بل وتستمر في الشراء، عندها نقول أنها تعاني من هوس الشراء القهري».
وتضيف: «غالبا ما تكون محبطة وتحاول التعويض بالشراء ولفت الانتباه بتصرفات فيها الكثير من الحركة والترفيه، وربما يعود ذلك إلى ارتباط “الدوبامين” لدى مرضى هوس الشراء بآلية عمل مشابهة للآلية التي يحدث بها شعور الانتشاء لدى مرضى الأنواع الأخرى من الإدمان».
وتابعت: «أعتقد أن معدلات الإصابة بهوس الشراء تتناسب مع زيادة معدلات أوقات الفراغ لدى المرأة».
وتتابع المجلة، أنه إذا كانت المرأة تعتبر التسوق جزءا أساسيا من بهجتها، يشعر كذلك 50% من الرجال بنشوة جميلة أيضا عند الشراء.
إلا أن النساء بطبيعتهن وجيناتهن ينظرن للتسوق كنشاط ترفيهي، لكن وفقا للمجلة، فإن الرجال على العكس حيث ينظرون للتسوق «كمهمة هدفها شراء سلع معينة لهدف معين، ولا يميلون لإظهار إعجاب بنشاط التسوق في حد ذاته». حسبما يقول أحد المشاركين مع «لها».
التسوق ونسبة البطالة لدى النساء
وعلى الرغم من أن البيانات الرسمية تشير إلى نسبة البطالة بين النساء تصل إلى 35% في العالم العربي، لكن يبدو أن معدل النساء العربيات المصابات بهوس التسوق تتجاوز نسب البطالة، يعزو البعض ذلك إلى أزمات عاطفية واضطرابات.
عادة ما تعشق النساء التسوق، لكن بعضهن ينفقن أحيانا الكثير المال على أشياء قد لا يحتجنها بالضرورة أو لا يستطعن تحمل تكلفة شرائها. فلماذا يتخذ بعضهن قرار شراء أشياء غير ضرورية؟ ولماذا تختلف عادات التسوق عند النساء في فترات معينة؟
أكثر السلع التي تميل لها النساء
وفي مقال نشره موقع “إنفستد واليت” الأميركي، نقلت الكاتبة زوبيا شازي، تجارب مجموعة من النساء شاركن اعترافاتهن حول الأشياء والسلع التي يملن للإنفاق عليها. وأقرت إحدى السيدات بإنفاق مبلغ كبير على شراء ملابس العمل، في حين اعتبر العديد من السيدات أن الاضطرار لشراء الملابس من أجل العمل، وليس من أجل أنفسهن، أمر محبط.
واستثمرت امرأة أكثر من 700 دولار في شراء كرسي مكتب فاخر، ورغم أن الأمر قد يبدو مثيرا للاستغراب، فإنها أكدت أن قرارها كان صائبا لأنه جاء بعد أن عملت من المنزل وأمضت شهورا تعاني من آلام الرقبة والظهر.
وتحتل معدات التطريز مكانة خاصة في قلوب العديد من النساء. ومع ذلك، فإن إدراكهن أنهن أنفقن أموالًا كثيرة على تلك المعدات رغم عدم استخدام العديد منها كان أمرا مؤثرا بالنسبة لهن.
شارك هذا الموضوع:
اكتشاف المزيد من New Jetpack Site
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.