فتح الله ضو فتح الله
ما حدث في الأيام الماضية ويحدث منذ بضع سنوات ذلك الجدال المحتدم حول أسئلة الامتحانات النهائية في مادة الرياضيات والمواد الأخرى، إلا ان مادة الرياضيات أخذت الحيّز الأكبر من هذا الجدال.
علينا أن نعلم أنه ليس هناك أسئلة صعبة وأسئلة سهلة، فالأسئلة توضع حسب مستويات المتعلمين، يراعى فيها الفروق الفردية فيما بينهم، وتوضع الأسئلة حسب ميزان نسبي مابين الحفظ (التذكر)، أو الفهم، أو التحليل، أو التطبيق، أو حتى التركيب.
فلكل باب من أبواب المنهج تُستخلص أسئلة حسب تلك المستويات والتي تتناسب مع قدرات كل إنسان.
لا ينفي أحد وقوع بعض الأخطاء المطبعية وأحيانا قليلة أخطاء في صيغة السؤال وهذا ناتج عن عدة أسباب لسنا بصدد ذكرها.
نأتي لبيت القصيد.
أولا.. كثرة الانتقادات للأسئلة تنزع الثقة من نفوس أولادنا في معلميهم وما بذلوه من جهد في شرح دروس المنهج مما يعكس عدم الاهتمام والتركيز، واتكالهم دائما على احتمالية وجود تلك الأخطاء لكي تحسب لهم درجاتها، مما يؤثر على مثابرتهم.
ثانيا.. لاحظت في الكثير من المواقع التي يشغلها معلمو أو مهندسو الدروس الخصوصية التشكيك في صحة الأسئلة مع احترامنا للبعض منهم، ويعزفون تلك المعزوفات، فمنهم من وعد الطلاب بأنه سيخاطب الإدارات العليا لاحتساب درجات للأسئلة التي شككوا فيها وذلك لاكتساب محبة الطلاب فقط وكنوع من الدعاية (فأحذروهم).
ثالثا…والذي لا يخفى على أحد أن الوضع الراهن في الدولة الليبية الحالية (الناشئة) ينتابه شيء من عدم الاستقرار وفي جميع القطاعات ولهذا أحببت أن أخاطب ولي الأمر. يجب أن نلزم ونعوّد أبنائنا على المذاكرة والمثابرة والبحث، فما هو متوفر في الزمن الحالي لم يكن موجود في زمننا نحن، فاليوم من السهل الحصول على المعلومة سواء كانت من الكتب التي تباع أو حتى من وسائل الاتصال المتوفرة في كل منزل وعدم الاتكال فقط على المؤسسة التعليمية، ولهذا وجب على ولي أمر التلميذ اليوم أن يبذل قليلا من المتابعة و(الحزم) فقط.
والحديث في هذا المجال يطول.
علينا أن نعي … أن الوطن كما هو محتاج للطبيب والمهندس، محتاج أكثر للجندي والحرفي، ورجل الدين وغيرهم… (وفي كل خير).
ختاما…أتمنى التوفيق لجميع أبنائنا في دراستهم وامتحاناتهم فهم عماد هذا الوطن وعلى عاتقهم تقع مسؤولية الرقي به.
وكما قال الشاعر:
أمل البلاد على رقي شبابها
إن كان حيا لا تخاف زوالا.
شارك هذا الموضوع:
اكتشاف المزيد من New Jetpack Site
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.