الأخبار الشاملة والحقيقة الكاملة​

2024-11-22

9:25 صباحًا

أهم اللأخبار

2024-11-22 9:25 صباحًا

الشاعرة / حميدة سليمان البرعصي _ في محراب النشيد

alshaari

قراءة نقدية بقلم الأديب _ مفتاح الشاعري

الشاعرة  حميدة البرعصي..  سبق وان تناولنا الحديث عنها على صفحات مجلة ” الفصول الأربعة ”  العدد 129  لسنة 2021 , أيضا كانت حاضرة على صفحات  العدد الخامس والعشرون من مجلة البنفسج للثقافة والفنون العراقية , وحوارها    مع الاستاذة  / ريم العبدلي  وعلى صفحة موقع ” الليبية   وصفت نفسها  بالقول :

    (  أنا  بقلب طفلة أنهكها التعب ٠اعيش حالة فوضي المشاعر لا اذكر متي بدا كل هذا ؟ مشهد عالق في ذاكرتي عندما ما يتوسد راسي الصغير ركبتي أمي عندما يحملني والدي بين لأقرب عيادة فقد كنت هزيلة وكثيرة المرض لا أدري كيف مر شريط العمر مسرعا ووجدت نفسي قد فقدت الأمان بفقدهما واني كبرت ووجدت نفسي مسئولة عن أسرة و أطفال ٠انزعج من الفساتين مغلقة العنق  ٠ أحب الشتاء وصوت زخات المطر ٠٠ واعشق السفر و اللون الأزرق وصوت تلاطم أمواج البحر على حواف روحي )

       و في لقاء لها  في 6-6- 2022   وعلى صفحات موقع الليبي في حاورها مع  الأستاذة   حنان علي كابو ”  قالت الشاعرة   إن  نصها : ( يظل ممزوجاً برائحة احتراقه  وأن  قلمها  يضج بالحرارة العالية ،موسوم بالحنين ،بالغياب وصفعاته، بالفرح حد الرقص والحزن حد الجزع ،بالغربة حد الوحدة. بدمعة يتيم ومقعدان خاليان من الانتظار وثرثرة الموج في حضن البحر )

           هذه القامة الأدبية لم تكن بعيدة عن دائرة الثقافة عبر تواجدها في العديد من المواقع الليبية والعربية قد كانت ولازالت في حضور لا يخفى بدلالة الاحتفاء بنصوصها وكانت أولى كتاباتها قد نشرت عبر عدة صحف يذكر منها جريدة الشلال ودارنس والصقور طبرق وتلى ذلك فترة من توقف الأستزادة التى رغبتها ثم كانت فى حضور قوي عبر شبكات التواصل فحازت نصوصها على اهتمام عدد من أعلام ثقافيةيذكر منهم على سبيل المثال الأديب الكبير سالم العبار الذى نشر لها العديد من الاعمال الأبداعية على صفحات صحيفة اخبار بنغازي

ولعل من الصواب ان يلتقط الأديب حين يسكنه زائر الشعر لحظات التجلي ذلك أن هذا الالتقاط من شأنه ان يكون فى فائدة لتحسس مواطن الصورة والموسيقا لمحاكاة قانون وثوابت النظم مع الاحتفاظ بروح الأكتشاف

وصاحبة هذا النص الشعرى هى أديبة عاشت نصوصها الابداعية الاخرى بأتزان مقرؤ فكان لها تلك البصمة من الاناقة بتجلي لا يخطئه المتذوق لجمالية المفردة تقول فى احد نصوصها :-

”  عدت بلهفتي المنكسرة ..اناملي التي تكتب اليك تتساقط بؤسا  تتبدد على ناصع الورق بثقل اضلعي فمن مثلي تدخر جموح اندفاعها نحو دروبك المشتهاه…انسج من انتظاري رجفة..وما اقسى لحظات القدر عندما تلوي معصم اندفاعي تكسره امام رجاء عيني …عنيفة مدمرة لحظات الخذلان ..لم استطع ان امررها كما كل مرة ..سأبقى قيد الترقب ..تتوهج روحي بين يديك لحين .. ابقيك داخلي تتربص بخلجات التوق …كل شئ هنا .. يعيديني اليك  ارتق الانتظار بانفاسي ..وبحنان روحي ادثرك بيني وبين قلبي .. حلم لا ارغب ان اصحو منه .. كما نظرة ارتباك حينما تقع على نظرة حانية ….”

وحين عرجت لملكة الشعر كان من الضرورة ان نتوقف اليها لنرى جانبا مضافا حافلا بالاهتمام .. رغم أنها شاءت أن يكون نصها فى تكثيف أرادته .. فلم يخلوا هذا التكثيف من رؤى وأدوات أنتقاء جيد مع خصوبة وصفية محسوبة كما فى قصيدتها “أرقع جلدي” والذي نشر على موقع جريدة العربي اليوم من قبل الشاعرة المغربية سعيدة إفقيرن وفيها تقول حميدة  :-

أرقع جلدي ،

وتزدادُ الرقعةُ الملونة

ازديادَ وجيفَ قلبي

وإنصاتي للمطر العالق علي نافذتي…

حب ينمو دون توقف

نحن جميعا في حاجة الي حضوره ..

كما أننا في حاجة لأن نستمتع بالوحدة ،

وهي نادرة الحدوث في بيتنا

الذي يضج بالحركة

ولا يسمح فيه لأي أحد أن يغلق باب غرفته ..

الخلوة في بيتنا أمر مريب ..

والجنائز علي الأكتاف إلى الآن ..

لم تحضن الأرض الرفات

إنهم يقفون بيننا وبين الشمس…

لا تكف عن التذمر

يعلو شجار وصراخ

تتكسر كل الأشياء…

المعصية سيف .. والجلاد لا يرحم

هذا يجعلنا فى مرجعية لقول د . عدنان يوسف حين تحدث عن الشكل فى  خدمة  المضمون العاطفي بفكرة .. قال : إن الشعر حين يكون مجيدا صنعةً وانيقا حضورا .. سيكون من البديهي أن يتخلق عاطفةً تلمح تبصرا .. ولا تقرأ بين السطور ” .. وتعزيزا كتب ميخائيل نعيمة عن عبارة القصيدة  : ( فرب عبارة منثورة جميلة التنسيق موسيقية الرنة , كان فيها من الشعر أكثر مما فى قصيدة من مائة بيت بمائة قافية  ) .

واسترسالا.. رأينا الاشارة بأن الشعر سيظل فى حضور بمعان تتوق لروح التجدد فى الرؤى أي انه ابدا لم يكن فى سكون وانه ما زال هذا الشعر بكل كيانه يسعى بيننا فى تتطابق وتنافر ومصاحبا لتطلعات روح ومتغيرات نفس وبرسم لا يخلوا من استجلاب ماهو جديد فكرا وهدف هذا يقودنا مباشرة الى قراءة اخرى

للاديبة الشاعرة فى قصيدتها ” أنا والذكريات” لنكتشف ما كان من لحظة تأمل لجانب من معان لذاتية مقننة تحتمل شمولية بناء وهدف لمضمون و دلالة على مرونة القصيدة دون أن تفقد جودتها .. وهذا يحسب فى مثل هذه الحالات لناظم القصيدة ايضا .. كان للقصيدة هذا اللون من منظور واضح بصفة التذكر.. تلك الهبة التى تصنع بعضا من واقع ومساحة من أمنية القادم الممكن .

إن نافذة التوقف فى ممالك التذكر ستظل قابلة لسكن نوع من سرور ربما .. هو مناف لحاضر يفتقد حرية السعادة .. وان كانت فى نطاقها الضيق .. وقلنا بالأماني .. كون أن ما امنية فى نفس شادي كشاعرتنا إلا وقد اكتست ابتسامة روح .. وان كانت متخيلة ايضا للقصيدة .. نقلة من احتجاج .. ينطلق من محاولة التحرر من آنية لحظة قد لاتكون فى متناول التفاؤل .. ” كفانا تعقلا” .. قد تكون فى ارهاص لتحرر نحو ليل ينشد السكينة ويعانق حلم ويشاكس واقع من تفاصيل جنون معاش افرزه معاناة معاشة .

وتنتقل المعانى بجمعها لتتمثل صيغة من اشارة لمقابل .. لكنها صيغة احتجاجية ” وانت تلهو بأوتار شراييني” لتتكون فى ذهن المتلقى حالة من وصف لتبخر من حالة تعب لكيان .. وجاء ذلك فى غير تنافر لما سبق إنشاده .. ومرة أخرى كحالة انعتاق وإن كان الفاعل غير الناظم فى خطاب لمقابل ” تنفثني كدخان …أعود غيمة تهطل “

وما يمكن الإشارة إليه تحببا .. أن تلك النقلات من حلم وامنية واحتجاج ثم عودة  .. ما كان ليتبرأ من جوار فى تتالى مقبول ومستساغ نظما واستكمالا لصورة :-

المطر ينزلق على تخوم حزني

فيغتسل ليعود أكثر نظارة 

تعال نخربش بالحلم والكلمات 

وأخر النهار نتوسد ساعة محطمة

ويظل لنا ان نقول إثراءً للرؤية الشاملة ان جيد الشعر هو نوعٍ من تجديد بأفق مفتوحة لم تتبّين حدوده بعد .. وربما بذلك يسعنا فى متسع للتذوق طالما .. إن هدف القصيدة هو إثراء واستنطاق وفتح آفاق لتلون الجمال والتفسير .. وحتى الاستدراك لما قد يفوتنا حين القراءة الأولى .. تقول الشاعرة في بعض من قصيدها :

انا والذكريات نصنع من ليلنا شرفة

تطل البهجة بوجهها المستدير ..

لهفة الضحك تشتهيني ..

كفانا تعقلا .. ففسحة الليل أصغر من جنوننا

وانت تلهو بأوتار شراييني


اكتشاف المزيد من New Jetpack Site

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

شارك المقالات:

مواقيت الصلاة

حالة الطقس

حاسبة العملة