بينما يقضي السكّان في طرابلس عطلة العيد على شواطئ البحر، انطلقت النداءات المحذّرة من دخول مياه الشواطئ الملوّثة، وهي التحذيرات التي لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة في ظل عدم الاستجابة من السكان بعدم دخول المياه، أو من جانب الجهات المسؤولة باتخاذ إجراءات لكبح التلوث الذي بدأ الجدال حوله منذ العام 2016.
التحذيرات الأخيرة جاءت من خلال المتحدث الرسمي باسم جهاز الحرس البلدي أمحمد الناعم، الذي قال إنه لا يوجد مصائف رسمية؛ وإنما هي متنزهات مائية غير صالحة للسباحة لوجود نسبة تلوث عالية جدًّا، مشيرًا إلى أن ذلك يأتي بناءً على تقرير الإصحاح البيئي.
إلا أنّ تحذيرات صيف 2024 لا تختلف أبدًا عن تحذيرات صيف 2023، ففي العام الماضي أيضًا، أكد مدير إدارة الإصحاح البيئي طرابلس حسن الوصارة، أن شواطئ العاصمة ملوثة بمياه الصرف الصحي وتسببت لمن دخلها في أمراض جلدية وقيء وإسهال، وقد ظهر هذا التلوث في عينات مياه المصائف التي أخضعت للاختبار.
مياه الصرف الصحي السبب الرئيسي
شكّلت مياه الصرف الصحي غير المعالج التي تُضخ في البحر بشكل يوميّ؛ السبب الرئيس للثلوث، الأمر الذي يهدد صحة المواطنين ليس من ناحية الأمراض المرتبطة بالسباحة فحسب، وإنما من جانب الثروة السمكية خاصة عند قيام المواطنين بالصيد أمام الشواطئ القريبة من مخارج الصرف الصحي.
وإزاء هذه الأزمة البيئية التي ليست بالجديدة، اكتفت بعض الجهات المسؤولة بالتحذير عبر المنصات الإعلامية، بعدم السباحة، ووضع لافتات تحذيرية تفيد بأن هذه الشواطئ محظورة وغير صالحة للسباحة، والأضرار الناجمة عن السباحة في هذه الشواطئ، ولم تُتّخذ التدابير اللازمة لحلّ الأزمة من مسبّبها الأساسي عبر معالجة مياه الصرف الصحي قبل دفعه نحو الشواطئ.
شارك هذا الموضوع:
اكتشاف المزيد من New Jetpack Site
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.