دعا الجراح العام الأمريكي، فيفيك مورثي، إلى وضع تحذيرات على منصات التواصل الاجتماعي تشير إلى أضرارها على صحة الأطفال، ومنع استخدام الهواتف أثناء التعلم في الفصول الدراسية واللقاءات الاجتماعية. وقد أثارت هذه الدعوة تفاعلًا من أخصائيين ونشطاء في المجالات الاجتماعية والتربوية والنفسية.
أضرار تعلمية ونصائح صحية
في هذا السياق، أكدت ندى الفضل، معالجة نفسية إكلينيكية، على ضرورة عدم استخدام الهاتف أثناء التعلم داخل الفصول الدراسية واللقاءات الاجتماعية، ونصحت بانتظار الآباء حتى يصل أبناؤهم إلى المرحلة الإعدادية قبل السماح لهم باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، باستثناء الحاجة للبحث عن المعلومات. وأضافت ندى، أن استخدام الهاتف أثناء التعلم يسبب أضرارًا صحية مثل ضعف التركيز، وقلة الانتباه، وتأثر الإدراك، وظهور صعوبات في التعلم، والعصبية المفرطة.
وشددت على أن الأسر يجب أن تتخذ احتياطات لحماية الأطفال، مثل تخصيص ساعتين يوميًا لاستخدام الهاتف، ومراقبة المواقع والألعاب التي يستخدمها الأطفال، وتعزيز ثقافة الحوار والتواصل معهم. وأكدت أهمية الحفاظ على الصحة النفسية للأطفال والشبان وحمايتهم من إدمان وسائل التواصل الاجتماعي، مشيرة إلى أن تنويع الأنشطة اليومية يساعد على تشتيت انتباه الأطفال عن استخدام الهواتف.
علاقة الهاتف بالدماغ والتعلم
من جانبه، أوضح هشام العفو، استشاري متخصص في الصحة النفسية والعقلية ورئيس رابطة متخصصي الصحة النفسية والعقلية بالمغرب، أن موضوع تأثير الهواتف على التعلم لم يأخذ حيزه الكامل من التحليل والفهم. وأشار إلى أن الذبذبات التي تصدرها الهواتف تؤثر على عمليات التركيز والتوازن الذهني والنمذجة في التعلم، مما يسبب تعبًا ذهنيًا وإرهاقًا للمتعلمين.
وأكد العفو على دور الأسرة في هذه العملية، مشددًا على أهمية تقديم القدوة والنموذج للأطفال، ومنع استخدام الهواتف وشبكات التواصل الاجتماعي للأطفال أقل من 14 سنة. كما نصح بتفعيل بدائل مثل الرياضة وألعاب الذهن وإشراك الأطفال في الأنشطة الاجتماعية للخروج من سجن العالم الافتراضي.
الإدمان ومسؤولية الأسر
شدد العفو على أن الأسر تتحمل مسؤولية وضع حدود صارمة لاستخدام الهواتف، مع ضرورة متابعة نشاطات الأطفال بشكل مستمر. وأكد أن الأطفال ضحايا تقصير الأسر وليسوا مسؤولين عنه، مشددًا على أهمية حماية الأطفال وتوفير بيئة نمو طبيعية لهم.
وأشار إلى أن التعاطي المبالغ فيه مع شبكات التواصل أصبح من أكبر المعيقات في الحياة، ويؤدي إلى الإدمان الذي يتطلب علاجات نفسية وطبية. وأكد أن الإدمان لا يؤثر فقط على الأطفال بل يشمل الشبان والكبار، ويؤثر على عمليات الاستيعاب والفهم ويسبب ارتباكًا للذهن.
وختم العفو بالتحذير من أن الإدمان على الهواتف قد يؤدي إلى انتشار أمراض مثل الباركينسون والزهايمر وتلف العصبون في المستقبل، داعيًا إلى مراجعة التعامل مع التكنولوجيا وأخذ الوقت الكافي للنوم والتفاعل مع الواقع الحقيقي للحفاظ على الصحة النفسية والعقلية.
شارك هذا الموضوع:
اكتشاف المزيد من New Jetpack Site
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.