تتفاقم معاناة مرضى الكلى والكبد في ليبيا، مع غلاء أسعار العلاجات الخاصة بهم وعدم توفرّها، إضافة إلى تهالك القطاع الصحي الذي أدى تباعًا إلى توقف المواد التشغيلية لغسيل الكلى، وانتظار المرضى لأدوارهم في الغسيل لساعات طويلة.
هذه المعاناة دفعت المنظمة الوطنية لدعم التبرع بالأعضاء إلى العمل على توطين عمليات زراعة الكلى، بإجرائها 532 عملية زرع كلى داخل مستشفى طرابلس المركزي على يد أطباء ليبيين.
المنصة الليبية التقت رئيس المنظمة الوطنية لدعم التبرع بالأعضاء محمود أبودبوس، الذي تحدث لنا عن عمل المنظمة وما يعيقها من صعوبات، وما يواجهها من تحديات.
وقال أبودبوس، إن أكثر من 6250 مريض يخضعون لغسيل الكلى، موزعين على 90 وحدة ومركز غسيل كلى، والحلّ المناسب لوقف معاناتهم هو التبرع بالكلى من قبل أحد الأقارب.
وأضاف أن المنظمة الوطنية للتبرع بالأعضاء لا زالت في بدايات عملها، ويدخل ضمن عملها توعية المجتمع بأهمية التبرع بالأعضاء لإنقاذ الأرواح بما لا يتخالف مع الشريعة الإسلامية والقوانين المعمول بها.
“هبة الحياة”
أوضح رئيس المنظمة، أنه نتيجة عملهم تزايد الوعى عن ذي قبل، لا سيما بعد استهداف التوعية معظم المدن والمناطق الليبية، وإطلاق المنظمة حملة “هبة الحياة” وهي حملة ثقافية توعوية تدفع بالمجتمع نحو التسجيل للتبرع بالأعضاء بعد الوفاة، واصفًا الحملة بالمشروع القومي الاستراتيجي الذي لا بدّ أن تدعمه الدولة.
وأشار إلى أن المنظمة شكلت لجانًا توعوية متكونة من أطباء وعلماء دين ونفس واجتماع وقانون، يستهدفون بعملهم الأسر التي لديها مرضى كلى لتوعيتهم بكيف سيساهم تبرع أحد أقرباء المريض بكليته في إنقاذ حياة مريضهم.
ورغم كل هذه الجهود، فإن التحدى الأكبر الذي يواجه منظمة دعم التبرع، هو الحفاظ على حياة المرضى الذين أجروا عمليات زراعة للكلى في ظل عدم توفر الأدوية اللازمة لتثبيت مناعة زارعي الكلى، وما يسببه نقص العلاج في انتكاسه المريض وعودته للغسيل مرة أخرى.
شارك هذا الموضوع:
اكتشاف المزيد من New Jetpack Site
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.