لطالما لجأ البشر إلى مملكة الحيوان لمساعدتهم في الحروب. بدأ استخدام الحيوانات في الحروب مع الآشوريين والبابليين، الذين استخدموا كلاب الحرب ضد الأعداء. ولكنهم لم يكونوا الوحيدين، ففي الحرب العالمية الثانية، حول السوفييت أفضل صديق للإنسان إلى لغم فروي مضاد للدبابات. كما لعبت الخيول دورًا محوريًا في الحروب حتى النصف الأول من القرن العشرين. وهناك العديد من الحيوانات والطيور التي لم تتخيلها قط، قد تم تجنيدها في الحروب وأثبتت فعاليتها. موقع “britannica” البريطاني رصد العديد منها.
الدلافين
في ستينيات القرن العشرين، استعانت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي بهذه الحيوانات الذكية كجزء من سباق التسلح في الحرب الباردة. وظلت “الدلافين القتالية”، التي دربتها القوات البحرية في البلدين، على اكتشاف الألغام والغواصين الأعداء قيد الاستخدام حتى القرن الحادي والعشرين. عندما احتلت روسيا جمهورية القرم الأوكرانية المستقلة وضمتها في مارس 2014، كان من بين الغنائم برنامج الدلافين العسكرية للبحرية الأوكرانية.
الفئران
تاريخيًا، كانت الفئران رفيقًا غير مرغوب فيه للجيوش العالمية، حيث كانت تدمر المؤن، وتنشر الأمراض، وتتغذى على جثث الموتى غير المدفونين. في الحرب العالمية الأولى، كانت الفئران مصدر إزعاج شديد لدرجة أن القادة تبنوا قواعد ضد إطلاق النار عليها خوفًا من استنزاف الذخيرة. ولكن في القرن الحادي والعشرين، تم تدريب الفئران على تمشيط ساحات المعارك السابقة بحثًا عن الألغام الأرضية، حيث تودي هذه البقايا القاتلة بحياة المئات كل عام.
الشمبانزي
تتمتع القردة بنسبة عالية من الذكاء، وإعطاء سيف أو بندقية لحيوان يتمتع بذكاء قريب من الإنسان يبدو وكأنه فكرة سيئة. ومع ذلك، لعبت الشمبانزي دورًا بارزًا في سباق الفضاء. في حين أجرى الاتحاد السوفييتي ما يعادل برنامجًا للقتل الرحيم للكلاب في المدار، مهدت الولايات المتحدة الطريق للشمبانزي الذي حقق رحلة دون مدارية وأصبح نوعًا من التميمة لبرنامج الفضاء الأمريكي. توفي الشمبانزي “هام” في عام 1983، بعد أن أمضى بقية حياته في الأسر، ودفنت بقاياه في متحف نيو مكسيكو لتاريخ الفضاء.
الحمام
الحمامة، التي تعتبر رمزًا للسلام، كانت رسولًا في ساحة المعركة منذ غزو قيصر لبلاد الغال. خلال الحرب العالمية الثانية، أدركت هيئة الاستخبارات البريطانية إمكانية إجراء اتصالات سرية عبر الحمام. فجندت هيئة الاستخبارات البريطانية فريقًا من الصقور لدوريات في سماء بريطانيا، ورغم فشلها في إسقاط حمامة واحدة، تم أسر حمامتين واعتبارهما “أسرى حرب”.
القطة
في ستينيات القرن الماضي، استخدمت وكالة الاستخبارات الأمريكية “CIA” قطة للتجسس على الاتحاد السوفيتي، حيث زودتها بكاميرات وأجهزة تصنت وأطلقتها في صفوف العدو لمعرفة ما يخطط له.
الفيلة
كان الاستخدام الأول للفيلة في الهند لبث الرعب في نفوس الأعداء، كما كانت تُدرب على جر الأحمال الثقيلة في المعارك.
الثعابين
كان البيثينيون وزعيمهم هانيبال يفتقرون إلى القوة البشرية اللازمة للانتصار على الأرض، لذا نقل هانيبال معركته إلى البحر. أمر رجاله بجمع الثعابين ووضعها في أواني فخارية، ثم أمطر كومة عملاقة من الثعابين على سفينة العدو الرئيسية، مما أدى إلى انتصاره.
الحرب البيولوجية تُشن عادة باستخدام كائنات حية غير مرئية بالعين المجردة، لكن هانيبال لم يكن رجلاً يتسم بالبساطة. سيناريو “الثعابين على متن قارب” تحقق كما كان متوقعًا وحقق الانتصار.
شارك هذا الموضوع:
اكتشاف المزيد من New Jetpack Site
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.