يتفقد راضي الأشياء التي تلزم للسفر، ويطمئن على وجود كافة أغراض مسرحه المتنقل، موضوعة في أماكنها في الشاحنة الصغيرة، بينما ترتب زوجته منيرة أشياء البيت قبل المغادرة، وأما ابنهما المراهق النزق فراس الذي لم يعد يطيق العمل معهما في هذا الروتين الممل المرهق، فما يزال يغطّ في نوم عميق.
يحكي فيلم “الحكواتي الأخير” الذي أنتجته الجزيرة الوثائقية من إخراج التونسي كريم دريدي والفرنسي “جوليان جارتنر”؛ قصةَ المسرح الشعبي الفلسطيني المتجول، وذلك من خلال قصة عائلة فلسطينية مكونة من زوجين وابنهما الشاب، يمتهنون التمثيل ومسرح العرائس، ويتجولون في القرى والبلدات الفلسطينية، لعرض قصص من التراث الشعبي الفلسطيني.
راضي شحادة من موالدي عام 1952، مؤلف ومخرج وممثل وكاتب ومسرحي فلسطيني ، يعتبر من الشخصيات البارزة في المشهد الثقافي والمسرحي الفلسطيني.
أسس مسرح البلد في عام 1973 في منطقة الجليل، حيث قدّم العديد من الأعمال المسرحية المميزة، منها مسرحيته الشهيرة “السلام المفقود” التي أثارت جدلاً واسعاً وأدت إلى منعها من العرض من قبل محكمة العدل الإسرائيلية ومجلس الرقابة على الأفلام والمسرح.
في عام 1984، أسس مسرح السيرة في القدس، وشارك في تأسيس “مسرح الحكواتي الفلسطيني” في القدس أيضاً. يتمتع راضي شحادة بتنوع إبداعي واسع، حيث أصدر عدة كتب وروايات وأبحاث في مجالات المسرح والسياسة.
من بين أعماله الأدبية، كتابه “سيرة حكواتي من فلسطين” الصادر في عام 2016، حيث يستعرض فيه بأسلوب حكائي روائي تجربته المسرحية منذ السبعينيات، بدايةً من تأسيس مسرح البلد في الجليل وحتى تجربته في مسرح الحكواتي في القدس المحتلة. يركز الكتاب بشكل مكثف على التحديات الإبداعية والمضمونية التي واجهها خلال قيامه بالعمليات المسرحية في ظل ظروف سياسية غير مستقرة.
تجمع أعمال راضي شحادة بين الفن والنضال، مما جعله شخصية مؤثرة في تاريخ المسرح الفلسطيني والعربي عموماً.
شارك هذا الموضوع:
اكتشاف المزيد من New Jetpack Site
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.