د. عامر التواتي
عبر كل التاريخ كانت ولا زالت أهم ثلاثة أسباب للقتل الجماعي هي:
الحرب والأوبئة والجوع.
جربنا الحرب وجربنا الوباء وعرفنا ماذا فعلت بنا.
وها نحن في انتظار الجوع.!
دعك من أحلام ” البيتزا هوت ” وشطائر ” الماكدونالدز “، وقرمشة KFC وقهوة ” كوستا “.
إذا استمر ” صعود ” الدولار بهذا الشكل الفتاك، فنتيجة ذلك سيكون “هبوط ” في مستوى الصحة العامة للغالبية العظمى من سكان هذه البلاد وخاصة الأطفال منهم،
وإذا أخذنا بعين الاعتبار مقدار معرفة معظمنا بمفهوم ” التوازن الغذائي ” وما يحتاجه أطفالنا للنمو السليم، فهذه النتيجة تبدو حتمية وليست مجرد افتراضات خاطئة ” كما كثير من المسائل.
في ظل السائد اليوم من ارتفاع سعر الدولار وما يصاحبه من غلاء للأسعار والنقص الحاد في السيولة النقدية، كيف يمكن للناس الحفاظ على هذا ” التوازن الغذائي ” لصحة أطفالهم.؟
بل كيف ومن أين ومتى سيجدون لهم الغذاء.؟ !!
إذا استمر هذا ” الصعود ” الفتاك بصمت دون أن يدرك المجتمع ذلك، ودون أن تضع السلطات الصحية والمالية والسياسية سياسات عاجلة وسليمة لإجهاض هذا ” الهبوط ” المخزي فسوف تتفشى أمراض سوء التغذية التي تجاوزتها هذه البلاد منذ 50 عامًا على الأقل.
سوف تتفشى ” الأنيميا ” , وسوف يتفشى ” البري بري ” , وسوف يتفشى ” الاسقربوط ” ،وغيرها من الأمراض التي لم نعرفها نحن كأطباء سوى في المراجع الطبية أو كتب التاريخ.
إذا استمر هذا النهب وهذا العبث وهذا الصمت فإن ” يوم المسغبة” سيكون قريبًا جدًا ولن يجد الناس ما يطعموا به حتى أنفسهم ناهيك عن اليتامى والمساكين، وسينضم الجوع للحرب والأوبئة كقاتل جماعي.
وحينها ربما لن يبقى من تاريخ لهذه البلد سوى ” تاريخ الجوع”.
شارك هذا الموضوع:
اكتشاف المزيد من New Jetpack Site
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.