بين إخفاق ” الرياضيات ” وظاهرة الغش

فتح الله ضو

بداية.. لاحظنا تساؤل واندهاش الكثيرين حول النسبة العالية التي تجاوزت 80% من الراسبين في مادة الرياضيات والبالغ عددهم 62 ألف طالب في امتحانات إتمام مرحلة التعليم الأساسي ” الدور الأول “،وأرجح  ذلك لسببين …السبب الأول هو ضعف الأساس عند الطلاب فكلنا يعرف أن الرياضيات مادة تراكمية مرتبطة مفاهيمها ،بداية من مفاهيم العمليات الحسابية إلى مفاهيم المعادلات والأشكال المسطحة والفراغية، والسبب الثاني متمثل في كثير من المعلمين الذين لا يضعون الطالب في صورة امتحانات نهاية العام أثناء تدريسهم بحيث تجد المعلم يكتفي بأفكار بسيطة ومباشرة في التطبيقات والاختبارات الشهرية أو حتى في مسائل الواجب.

من جانب آخر.. ظاهرة الغش يجب أن تُعالج من قبل الحكومة والوزارة بأسلوب (يؤخذ بالسلطان ما لا يؤخذ بالقرآن) فإنتظار المسؤولين لصحوة الضمير مضيعة للوقت، فيجب أن لا ندع المعلم أو الملاحظ وحده في مواجهة هذه الظاهرة، فالمعلم يضعف أمام ما يحتاجه من ولي الأمر الذي يتحكم في احتياجاته  في الإدارات والمصارف ومحطات الوقود والعلاج وغيرها بالإضافة للعلاقات الاجتماعية المتحكمة في مجتمعنا ولهذا اعتماد الدولة على شجاعة وصحوة الضمير والاكتفاء بحلم يتغير فيه المجتمع تلقائيا مضيعة للوقت.

   كلنا يعي ويعرف أن وسائل التواصل والهواتف المحمولة تشكل ما نسبته 90 % من العوامل المساعدة في الغش وخاصة عندما تكون الأسئلة غير المقالية (الصح والخطأ…والاختيار من متعدد)، وهناك حل بسيط أما بقطع الاتصالات بصورة تامة أثناء فترة الامتحان أو وضع أجهزة تشويش في كل لجنة وهذا لا يكلف الدولة شيئا.. (يؤخذ بالسلطان ما لا يؤخذ بالقرآن).