انقطاع الكهرباء في بنغازي ما بين مساعي استقرار التيار واستمرار الأزمة

منذ أشهر تواصل الشركة العامة للكهرباء جهودها لتوفير إمدادات من قطع الغيار والمحولات والكابلات والأجهزة المختلفة لبنغازي، ومع ذلك فإن المنطقة تعاني من أزمة خانقة من انقطاع التيار الكهربائي.

أزمة لم تبدأ بقطع الكوابل الرئيسية للكهرباء التي حدثت خلال الأسابيع الماضية، ولم تنتهي عند إعلان الحكومة عودة التيار الكهرباء لبنغازي بعد أسبوع من الإظلام التام، فالأزمة مستمرة منذ أشهر ومع ذلك الحلول غير موجودة على الرغم من تواصل إمدادات الشركة بالإمكانيات والأجهزة.

غضب الشارع

غضب الشارع من شركة الكهرباء بسبب انقطاع التيار وصل لدى المواطنين للحد الذي فقدوا فيه القدرة على مواصلة المناشدة بحل أزمة الكهرباء، وذهبوا بالأمر إلى التهكم والسخرية واللجوء للحلول البديلة كالاستعانة بمواتير تعمل بالوقود لتوليد الكهرباء، علاوة على أنهم فقدوا الثقة في الشركة، واعتبر الكثير منهم أن منشوراتها عبارة عن أكاذيب.

وفي هذا الصدد نشرت الشركة في 9 يوليو صورة علقت عليها “الحمد لله بنغازي تنعم بالكهرباء”، ولاقت هذه الصورة تعليقات عديدة من المواطنين تباينت بين الشكر والثناء والقدح والذم، حيث أشار المنتقدون الذين علقوا بتهكم “استخرج كهرباء من الصورة غير اضاءة سيارات”، وكان هذا التعليق من محمد عبد الكريم الفاخري، أما الممثل أمجد الترهوني فأكد أن “مقطوع ضي اليوم”، بينما رد حمادي الحاسي بالقول “هذين مواتير ي معلم”، فيما تساءل باسم غيث “تلكحوا ولا شن نظامكم”، وقالت لمياء علي “أين بنغازي، نحنا مازال ماجانا”.

بشكل عام أصبحت سيرة الكهرباء في بنغازي أمرًا شائعًا على مختلف صفحات التواصل الاجتماعي، للبحث عن المناطق التي تنعم بالكهرباء خلال ساعات معينة من اليوم.

وصول محولات

في 15 يونيو أعلنت شركة الكهرباء وصول محولات بمختلف الاحجام و السعات لمخازن الشركة الرئيسية تمهيدًا لأعمال صرفها وفق الاليات المتبعة، ضمن استعدادات ادارة الشركة لتقديم خدمات أفضل خلال الذروة الصيفية القادمة، ولكن يبدو أن شركة الكهرباء لم تلحظ أن الذروة الصيفية بدأت والمواطنين يعانون الأمرين بسبب استمرار انقطاع الكهرباء.

هذه المحولات والكميات الواردة لإمدادات الشركة ليست إلا عينة صغيرة تم الإشارة إليها، وفيما سرد لبعض الإمدادات التي وفرتها الشركة لدعم جهود توفير الكهرباء في مختلف أنحاء المنطقة الشرقية خلال شهر يونيو ومنتصف شهر يوليو فقط.

الكويفية

في 6 يونيو أعلنت شركة الكهرباء وضع المحول  30/11 ك.ف على القاعدة  المخصصة له بمحطة محولات الكويفية، والدخول به على الشبكة، ليسهم في معالجة بعض المختنقات بمدينة بنغازي .

وفي 8 يوليو أكدت الشركة استكمال أعمال اختبارات محوّل قدرة سعة 20MVA جهد 30/11 ك.ف وربطه بمحطة وسط الكويفية، وتجهيزه للشحن لأول مرة دعما لمحطة وسط الكويفية 30/11 ك.ف، إلى جانب إضافة محطة جديدة لشبكة الجهد المتوسط.

الكيش

قالت شركة الكهرباء في 27 يونيو إن محطة الكيش جهد 220/30/11 بمدينة بنغازي تعتبر من المشاريع الاستعجالية التي تنفذها الشركة لضمان استقرار الخدمة للمواطنين بمدينة بنغازي، مؤكدة العمل على استكمال المشروع وفق الجدول الزمني المعدل لذلك، مشيرة في وقت سابق وتحديد في 12 يونيو إلى وصول المحولات المساعدة وتركيبها في أماكنها المخصصة بمشروع المحطة، والبدء في تركيب منظومة التكييف الخاصة بصالة المفاتيح والانتهاء من تركيب حاملات الكوابل في بدروم صالة المفاتيح، إلى جانب وصول باقي المعدات المخصصة للمشروع استعدادًا للبدء في تركيب معداتها.

بوعطني

أكدت شركة الكهرباء الانتهاء من أعمال الحفر وإجراء التحويرات على كوابل جهد 30 ك.ف بمحطة بوعطني القديمة من قبل فرقه الكوابل بإدارة الجهد المتوسط بنغازي لنقل أكثر من 25 ميجا لتخفيف الأحمال على محطة جنوب بنغازي وتحسين الجهد بمنطقة بوعطني وما حولها.

أبو هديمة

ولفتت الشركة في 13 يوليو إلى أنه تم شحن محوّل محطة أبوهديمة الصناعية الجديد سعة 20 MVA والدخول به على الشبكة، بعد إتمام أعمال التركيب والتوصيل سيُسهم المحوّل الجديد في فك الاختناق على المحوّل القديم وتحسين الجهد بالمدينة بشكل كبير.

جاء ذلك بعد أن أعلنت شركة الكهرباء في 25 يونيو البدء في أعمال تركيب ملحقات محول القدرة  30/11 بمحطة بوهديمة الصناعية والذي سيسهم في تحسين الجهد بمدينة بنغازي ضمن إجراءات  إدارة الشركة لضمان استمرار الخدمة المقدمة للمواطنين .

وفي 23 يونيو تم صرف مواد وملحقات محوّل مخصصة لمحطة بوهديمة الصناعية المضاف مؤخرًا للمحطة.

حي السلام

في 16 يوليو أعلنت شركة الكهرباء، البدء في تنفيذ أعمال فرد الكوابل بمشروع ربط محطة الصرف الصحي 30 / 11 ك.ف بمحطة حي السلام الحقن 220 / 30 ك.ف بكوابل جهد 30 ك.ف  قطاع 1×630 مم2 وبعدد دائرتين، موضحة أن الشركة المنفذة باشرت في أعمال فرد الكوابل للمرحلة الأولى لمسافة (1) كم ( الدائرة 1,2 ) و كذلك  تجهز المسار  للمرحلة الثانية لمسافة 1 كم .

يأتي هذا المشروع من ضمن المشاريع الاستعجالية للشركة العامة للكهرباء الجاري تنفيذها حاليًا بمدينة بنغازي و الذي سيساهم في دعم شبكة الجهد المتوسط وفي حل الاختناقات داخل مدينة بنغازي ،كذلك تحسين أداء الشبكة و تخفيف الأحمال على محطة الحديقة 220 / 30 ك.ف و إضافة مصادر تغذية جديدة لمدينة بنغازي.

جاء ذلك بعد إعلان الشركة في 10 يوليو الانتهاء من صب خرسانة مبنى مولد الديزل والردم بجوار مسارات كوابل الـ( 30 ).

وأكدت الشركة في عدة منشورات لها استمرار العمل في مشروع المحطة وفق الخطة الزمنية الموضوعة.

سهل بنغازي

في 20 يونيو أعلنت الشركة صرف كميات من بكرات الكوابل و مواد و الاسلاك من مخازن الشركة الرئيسية إلى إدارة مشروعات سهل توزيع بنغازي خاصة بالمشاريع الاستعجالية القائمة حاليا داخل مدينة بنغازي.

سي فرج

في 15 يونيو أعلنت شركة الكهرباء، صرف ونقل مواد ومعدات محطة الحقن ( عدد 2 محولات 30/11 ك.ف بكامل ملحقاتها، زيوت، كوابل) مخصصة لاستكمال أعمال تنفيذ محطة سي فرج 400/220/30/11 ك.ف مؤكدة بدء العمل على تركيبها وإدخالها على الشبكة في وقت لاحق.

وفي 11 يوليو أعلنت الشركة الانتهاء من أعمال حفر مسار كوابل خروجات محطة سي فرج باتجاه محطتي الليّاس، أبوهديمة الصناعية ( المرحلة الثانية ) و سيتم البدء في  أعمال فرد الكوابل

وأفادت الشركة في 7 يوليو انتهاء المرحلة الأولى من حفريات ربط محطة سي فرج ( 30 ) الحقن  بمحطتي الليّاس و أبوهديمة الصناعية ؛ والعمل على تنفيذ المرحلة الثانية والأخيرة  من فرد كوابل و ردم المسارات وفق المواصفات الفنية للشركة العامة للكهرباء.

وأكدت الشركة أن هذا المشروع سوف يساهم في حل الاختناقات داخل مدينة بنغازي ودعم شبكة الجهد المتوسط داخل المدينة ويساعد في تخفيف الأحمال على محطتي جنوب بنغازي وبوعطني 220 ك.ف وايضا يعمل هذا المشروع على إضافة وتوفير مصادر تغذية جديدة للكهرباء لمدينة بنغازي .

بالتزامن مع ذلك أعلنت الشركة في 2 يوليو استكمال مشروع خط النقل الفائق 220 ( القوارشة – سيدي فرج )  ضمن استراتيجية إدارة الشركة لاستكمال المشاريع التي ستسهم و بشكل كبير في تصريف كامل القدرة الإنتاجية لمحطة شمال بنغازي التوليد، وكذلك في زيادة اعتمادية الشبكة العامة .

كما أعلنت في 30 يونيو استكمال أحد المشاريع الاستراتيجية المتمثلة في صيانة خط نقل الطاقة جهد 400 ك.ف شمال بنغازي – سيدي فرج وذلك لغرض شحن محطة سيدي فرج 400 ك.ف و لتوفير إمكانية تصريف كامل القدرة الإنتاجية من محطة كهرباء شمال بنغازي التوليد وحل مشاكل الاختناقات و توفير استقرار الشبكة العامة.

صيانة أعطال طارئة

تأتي هذه الجهود في مختلف المشاريع بالمناطق ببنغازي، بالتوازي مع جهود حل أي عطب يحدث في أي كابل أو محطة أو منطقة، فمثلا في 11 يوليو عملت فرق الصيانة على معالجة عطب على مستوى الكابل المغذي لمحطة الهواري جهد 30/11 ك.ف والذي نتج بسبب أعمال حفر بإحدى الشركات العاملة بمنطقة الهواري.

إتهامات بالسرقة

جميع هذه الإمكانيات التي وردت للشركة وللمناطق المختلفة وكل هذه المشاريع الجاري العمل عليها لازالت لم تجدي نفعا ولم يحصل المواطن في منزله وفي مقر عمله على كهرباء مستقرة، وهذا ما يثير تساؤل النشطاء والمواطنين الذين وجهوا اتهامات بالسرقة والاختلاس والتربح من تلك المعدات.

هذه السرقات على العاملين بشركة الكهرباء وحدهم، بل على بعض المواطنين أيضا، حيث ذكرت بعض منصات التواصل الاجتماعي أن انقطاع الكهرباء عن عدد من الأحياء في المدينة خلال الفترة الماضية كان بسبب سرقة بعض الكوابل النحاسية، من قبل بعض ضعفاء النفوس، وبعد تبليغ رجال الكهرباء عن الأمر تمت عملية الصيانة وإعادة التيار.

يوم أمس الأول تم الكشف عن سرقة سلك الكهرباء من مكان قريب من محطة التوزيع في الطريق الفاصل بين مزارع عمارة والدفع حومة مزارع بوفراج، وكانت آلية السرقة هذه المرة تختلف عن سابقة حيث تم قطع سلك واحد بحيث يكون الكهرباء بقوة 220 بدل 380 وبذلك لا تنطفئ إضاءة المنازل والتلفزيون والكشافات ولا يستطيع أي شخص ملاحظة نقص الكهرباء إلا من يحتاج لتشغيل مضخات المزارع.

ما بين جهود السعي لتوفير تيار كهرباء مستقر في بنغازي، واستمرار أعمال السرقة بطرق مختلفة، يتواصل غضب الشارع من أزمة بات الأمل مفقوداً في حلها على المدى القريب لدى كثير من المواطنين.