خلال الفترة الماضية أطلقت الحكومة الليبية حملات للكشف عن أسباب انتشار الأورام في المنطقة الشرقية.
ووفق الإحصائيات والتصريحات فإن هناك تزايدا كبيرا في الإصابة بالمرض خلال السنوات الأخيرة.
وبالرجوع للأسباب العلمية لانتشار الأورام، فإن التدخين يعد أحد الأسباب الرئيسية المهمة للإصابة بالمرض، حيث كشف المركز الوطني لمكافحة الامراض في 2022 أن 80 مادة مسببة للسرطان مصدرها التدخين.
وحذر المركز من ممارسة عادة التدخين، مؤكدا أنه يزيد من احتمالية الإصابة بغالبية أنواع السرطانات، مشيرا إلى أن كافة أنواع السجائر تحتوي على ما يقارب 80 مادة مسببة للسرطان، وعند استنشاق دخان السجائر فإن هذه المواد تدخل الرئة وتنتشر في جميع أعضاء الجسم.
وأوضح بأنه عندما يتم استنشاقه فانه يحدث تحور أو تغير في الجينات يؤدى إلى تحفيز نمو الخلايا وتكاثرها بشكل مفرط خارج عن نطاق السيطرة وهذا ما يسمى بالأورام السرطانية.
وأشار المركز إلى أن الدراسات أكدت مؤخرا أن نصف نسبة المدخنين يتوفون بمرض السرطان أو غيرها من الأمراض المتصلة به.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية أنه حسب آخر مسح وطني جرى في العام 2011 فإن نسبة التدخين لدى البالغين في ليبيا وصلت إلى 47%.
زيادة الإصابة بالسرطان
من جانبها أصدرت جمعية ليبيا لمكافحة التدخين تقريرا في 2008 أكدت فيه أن معدلات الإصابة بسرطان الرئة في البلاد ستزيد خلال السنوات العشر المقبلة بثلاثة أضعاف ما هي عليه وعزت ذلك إلى تفشي ظاهرة التدخين بين الشباب.
ولفتت الجمعية الليبية في تقريرها إلى أن تحرير تجارة التبغ في ليبيا من شأنه زيادة عرض منتجات التبغ والترويج لها وتسويقها وتسهيل تداولها الأمر الذي يلحق الضرر بالصحة العامة.
وقالت الجمعية إن آخر دراسة أجرتها بينت أن 93% من الليبيين المصابين بسرطان الرئة هم من المدخنين، وتوقعت وفاة ألف وثلاثمائة ليبي سنوياً تقريبا نتيجة استنشاقهم دخان سجائر الآخرين من حولهم.
وأشارت الجمعية إلى أن أكثر من خمسين ألف تلميذ وطالب في الصفوف السابع والثامن والتاسع في ليبيا والذين تتراوح أعمارهم ما بين 13 و15 سنة هم مدخنون وهو ما يمثل 12% من الطلبة الليبيين.
ولفتت إلى أن 19% آخرين -أي حوالي 75 ألف طالب- يفكرون في الانزلاق نحو هاوية التدخين خلال عام.
ولاحظت الجمعية أن 40% من أبناء العائلات الليبية يتعرضون لدخان سجائر الآخرين في الأماكن العامة، وقالت إن 37% يستنشقون هواءً ملوثاً بالدخان داخل منازلهم نتيجة تدخين أحد أفراد الأسرة بجوارهم.
دراسة حديثة
من جانب آخر أظهرت دراسة حديثة صدرت عن شركة فايزر العالمية، أن التدخين يشكّل أحد المخاطر الرئيسية للإصابة بسرطان الرئة؛ إذ يُعد مسؤولاً وحده عن 90% من حالات الوفاة المرتبطة باستخدام التبغ، بما في ذلك تدخين السجائر، والسيجار، والغليون.
وقالت الدراسة إن ثمة سبباً قوياً يدعو إلى القلق بشأن استخدام أجهزة التدخين الإلكترونية وسوائل التدخين الإلكترونية «الفيب»، إذ يُعد خطر إصابة المدخنين بسرطان الرئة أعلى كثيراً، مقارنة بخطر إصابة غير المدخنين بسرطان الرئة.
وأوضحت الدراسة، أن التدخين السلبي قد يُسهم أيضاً في زيادة مخاطر الإصابة بهذا المرض؛ لأن الأفراد المحيطين بالمُدخن يستنشقون المواد الكيميائية نفسها التي يدخنها.
ما بين جهود الكشف عن أسباب زيادة الإصابات بالأورام في المنطقة الشرقية وبين الدراسات المؤكدة لتسبب التدخين في زيادة الإصابات، وارتفاع التوقعات باستمرار الزيادة، تواصل اللجان عملها على كشف مزيد من المسببات للمرض.
شارك هذا الموضوع:
اكتشاف المزيد من New Jetpack Site
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.