في الأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية.. انخفاض المعدلات في ليبيا

يبدأ اليوم الأول من أغسطس الأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية، والذي يهدف إلى التوعية ‏بأهمية وفوائد الرضاعة الطبيعية للأم والطفل على حد سواء.‏

ويعد حليب الأم المصدر الأمثل لتغذية الطفل، وهو المصدر الآمن الذي يحتوي على أجسام ‏مضادة تساعد على الوقاية من أمراض عديدة، وقد يؤدي الإهمال في الرضاعة الطبيعية إلى ‏عواقب وخيمة تضر بصحة الطفل، منها سوء التغذية، ونقص المناعة، وإصابته بأمراض مهددة ‏للحياة.‏

معدلات منخفضة

وفي ليبيا أعلنت منظمة اليونيسيف في 2023 أن معدلات الرضاعة الطبيعية لا تزال منخفضة ‏في ليبيا، حيث يرضع فقط 13.2% من الأطفال دون سن 6 أشهر من الرضاعة الطبيعية فقط‎.‎

وفي هذا الصدد قالت مديرة إدارة برامج حماية وتعزيز الصحة بحكومة الوفاق”سابقا” في 2019، أمينة ‏الحميدي إن الإدارة رصدت خلال السنوات الماضية تدني مفاهيم أهمية الرضاعة الطبيعية لدى ‏الأمهات في المجتمع الليبي، الأمر الذي يشكل خطرا على صحة الأطفال والمواليد الجدد ‏والأمهات أيضا‎.‎

وعلى الرغم من أهمية الرضاعة الطبيعية وقيمتها والمحاولات للتوعية بها إلا أنها لا تزال تعد ‏ضعيفة، إذ يغيب عن المجتمع مفهوم قيمة هذا العطاء بالنسبة للطفل.‏

ومع ذلك أعلنت اليونيسيف دعمها للأمهات والأطفال في‎ ‎ليبيا، بالتعاون مع وزارة الصحة، ‏وذلك من خلال تعزيز الرعاية الصحية الأولية عبر برامج تدريبية حول تغذية الرضع وصغار الأطفال ‏في حالات الطوترئ.

وأشارت اليونيسيف إلى أنها قامت بتزويد 73 شخصا من مقدمي الرعاية الصحية بالمهارات ‏الأساسية التي تساعدهم في التوعية بتغذية الرضع وصغار الأطفال.‏

من جهة أخرى أطلقت المنظمة الليبية للرضاعة الطبيعية، سلسلة من الندوات التي تبدأ اليوم ‏للتوعية بالرضاعة الطبيعية.‏

الرضاعة الطبيعية في العالم

وأفادت اليونسيسف في بيان لها أمس الأربعاء، أنه يمكن لتحسين معدلات الرضاعة الطبيعية أن ‏ينقذ أرواح أكثر من 820,000 طفل سنوياً في العالم، وذلك وفقاً لآخر البيانات المتوفرة.‏

وأكدت: “ازداد عدد الأطفال دون سن ستة أشهر الذين يتلقون رضاعة طبيعية خالصة في العالم ‏بأكثر من 10 بالمئة خلال السنوات الـ 12 الماضية، وهذا يعني أنَّ 48 بالمئة من الأطفال ‏الصغار في العالم يستفيدون حالياً من هذه البداية الصحية للحياة”.‏

وتوقعت المنظمة إمكانية الوصول إلى “زيادة الرضاعة الطبيعية الخالصة إلى 50 % على الأقل ‏بحلول عام 2025”.‏

وأكدت المنظمة في إحيائها للأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية لهذا العام، الذي يقام تحت شعار ‏سد الفجوة: دعم الرضاعة الطبيعية للجميع، على الحاجة إلى تحسين الدعم للرضاعة الطبيعية ‏باعتبار ذلك عملاً حاسم الأهمية لتقليص انعدام المساواة في الصحة ولحماية حقوق الأمهات ‏والأطفال الصغار بالبقاء والازدهار‎.‎

وأضافت: “ويُقدَّر أنَّ 4.5 بليون شخص — أي أكثر من نصف سكان العالم — لا يملكون ‏تغطية كاملة من الخدمات الصحية الأساسية، وتفتقر الكثيرات جداً من النساء إلى الدعم الذي ‏يحتجنه لتقديم الرضاعة الطبيعية لأطفالهن على النحو الأمثل، وهذا يشمل إمكانية الحصول على ‏نصائح واستشارات صحية متعاطفة وقائمة على الاحترام يقدمها عاملون صحيون مدربون ‏وعلى امتداد رحلة الإرضاع الطبيعي”.‏

فوائد الرضاعة الطبيعية للطفل

ومن فوائد الرضاعة الطبيعية للأطفال أنهم يحصلون على وجبات غذائية متوازنة‎ و ‎وفقا للمكتبة الوطنية للطب في الولايات المتحدة فإن الأطفال الذين يرضعون طبيعيا عرضة ‏أقل لمشاكل الحساسية، عدوى الأذن، غازات البطن، الإسهال، الإمساك، أمراض الجلد مثل ‏الأكزيما، عدوى المعدة والأمعاء، أمراض الجهاز التنفسي مثل التهاب الشعب الهوائية والالتهاب ‏الرئوي‎ كما أن  ‎الرضاعة الطبيعية قد يكون لها دور في تخفيض مخاطر إصابة الطفل بأمراض السكري، ‏مشاكل الوزن، متلازمة موت الرضع المفاجئ، تسوس الأسنان.‏

أما فوائد الرضاعة الطبيعية للأم فتتمثل في أنها تساعد على خسارة الوزن الزائد دون جهد وتساعد على انقباض الرحم، وعودته إلى حجمه الطبيعي وتقلل من خطر الإصابة بالاكتئاب؛ بسبب التغيرات الهرمونية وزيادة كمية الأوكسيتوسين الذي ‏يقلل القلق والتوتر وتقلل من خطر الإصابة بالأمراض مثل سرطان الثدي وسرطان المبيض ويمكن أن توقف حدوث الإباضة والحيض؛ وبالتالي فإن الرضاعة الطبيعية وسيلة فعالة لتنظيم ‏النسل وتوفر الوقت والمال من خلال عدم اضطرار الأم إلى إنفاق المال على الحليب الصناعي، ‏وقضاء الوقت في تنظيف وتعقيم زجاجات الحليب وانخفاض خطر الإصابة بهشاشة العظام

ما بين التأكيدات بانخفاض معدلات الرضاعة الطبيعية في ليبيا، ومحاولات رفع التوعية بأهميتها ‏وقيمتها للأم والطفل تبقى التبعات السلبية الناتجة عن ضعف الوعي قائمة.‏