تواجه العاصمة الفرنسية باريس أزمة صحية وبيئية خطيرة مع اقتراب دورة الألعاب الأولمبية “باريس 2024″، حيث تفاقمت مشكلة الجرذان في المدينة بشكل ملحوظ. بينما تستعد باريس لاستقبال 44 مليون زائر سنويًا، أصبحت الجرذان جزءًا من ديكور المدينة، حيث تنافست مع السكان والزوار على حد سواء.
رغم جهود السلطات المحلية لمواجهة مشكلة الجرذان التي تعشش في المدينة منذ سنوات، إلا أن النتائج كانت غير مجدية. ومع بدء الألعاب الأولمبية، يواجه الحدث الرياضي الدولي خطرًا متزايدًا بسبب الفوضى التي خلفتها الأمطار الغزيرة والعاصفة التي اجتاحت المدينة.
وكشفت صحيفة “ديلي ستار” أن الأمطار الغزيرة التي استمرت لمدة 48 ساعة تسببت في خروج حوالي 6 ملايين فأر، بحجم يتجاوز حجم القطط، من مخابئها تحت الأرض. وقد شهدت المدينة مشاهد مروعة حيث هاجمت الفئران أحد الصحفيين أثناء تناول العشاء، مما زاد من مخاوف الزوار والمتفرجين.
المخاطر الصحية لا تقتصر على مشاهد الفئران في المطاعم والحانات، بل تمتد إلى تأثيرها على سلامة الألعاب الأولمبية. فقد ألغى المنظمون جلسة تدريبية لسباق الترايثلون بسبب تلوث غير آمن في نهر السين، نتيجة للأمطار التي أثرت أيضًا على فعاليات التنس.
في مواجهة هذه الأزمة، تعمل اللجنة المنظمة على تنظيف الأماكن الأولمبية بشكل عميق لإزالة المواد الغذائية والقمامة التي تجذب الفئران. كما تم تنظيف نقاط خروج المجاري.
نائبة عمدة باريس، آن كلير بوكس، أكدت أن الهدف ليس القضاء على الفئران تمامًا، بل إبقائها تحت الأرض، مشيرة إلى أنها “مفيدة في صيانة المجاري”. كما صرحت المنتخبة الإيكولوجية آن سويرس، بأنه تم تأسيس لجنة لدراسة “التعايش” مع الجرذان، في محاولة لجعل الأمور أكثر تحملًا للباريسيين.
في الوقت ذاته، لاقت هذه المقترحات ترحيبًا من الإيكولوجيين وجمعيات الحيوانات التي تدافع عن عدم قتل القوارض. ومع ذلك، واجهت استهجانًا من المعارضة التي ترى أن تواجد هذه القوارض يسيء إلى حياة الباريسيين ويشكل تهديدًا لإقامة 44 مليون زائر في المدينة سنويًا.
مع استمرار التحديات، تظل باريس في صراع مستمر للحفاظ على نظافة المدينة وضمان تجربة آمنة ومرضية لزوار الألعاب الأولمبية.
شارك هذا الموضوع:
اكتشاف المزيد من New Jetpack Site
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.