بشير العيساوي
رسم على جدار الذاكرة أولى النقوش وباكورة الدواوين
لا تسالوني عن هواهُ مجددا
هو حاكمي هو سيدي واميري
هو والدي هو اسرتي هو مسكني
هو حجرتي ووسادتي وسريري
لا تسألوني وأتركوني هائما
من يمنع الفكر عن التفكيرِ
إني أحبه قاصدا متقصدا
ولقد ربطت مصيره بمصيري
بتواضع جم لصاحب خلق رفيع المستوى قابل المهندس الشاعر / بشير محمد العيساوي _ طلبي التعريف عنه أكثر عبر المنصة ومنها لجمهور أكبر وأوسع عبر رقعة الوطن المترامية من القراء والمتابعين الحركة الشعرية في بلادنا بكل ترحاب وقبول وعلى لسان حاله أرسل سيرة مختصرة .. لكنني لم أرض إلا بالتوسع في التعريف عن هكذا شخصية عصامية .. حينما قرأت له وسمعت عنه شدتني الثقة بالنفس وبالموهبة والهواية وإنه سيكون كما حلم وخطط لمساراته .. خاصة بعد أن ذاع صيت ديوانه الأول المميز بكثير من المثامر وأولها عنوانه (( أمي ليبية أصلية )) بجاذبية وحميمية وروحانية هذا العنوان لكل من يسمع عنه .. ثم تميزه بتفاصيله ومحتواهإذ قسم الشاعر ديوانه إلى (( أبواب ثلاثة الأول خصصه للشعر الغنائي / والباب الثاني لأدب الطفل / والثالث للشعر الفصيح )) ..
مُصدِّق .. يا مُصدّق ..هل تصدّق ؟؟؟ *
أن في قلبي مُحقِق .. واقفٌ للداخلين
واقفٌ عند الحدود .. عن حمى قلبي يذود
شامخٌ مثل الأسود .. إنه الحصن الحصين
واقفٌ عند الوريد .. إنه صعبٌ شديد
والسواتر .. والحواجز
من نحاسٍ .. زادُها زُبرَ الحديد
وبقلبي يا حبيبي .. جالسٌ أنت الوحيد
يا حبيبي يا محمد .. غيرَ حبك لا أُريد
من يباري من يبارز .. يا لا هالات القصيد
قال العيساوي .. بعد تخرجي من جامعة النجم الساطع بمدينة البريقة .. لم أعمل بشهادتي بل ولجت القطاع الخاص كمعلم .. ومن ثم أنشأت مدرسة صغيرة آنذاك إسميتها (( جيل الغد )) بعدد طلاب لا يزيد عن سبعين طالب.. وعدد معلمات لا يتعدى أصابع اليد الواحدة خمسٌ وعشرون عاما من العمل في هذا المجال.. جعل مني ناشط تربوي أُعنى بكل ما يخص العلم والتعلّم .. شغفي بالشعر منذ الطفولة وتوفيق الله في المدرسة جعل أكثر كتاباتي تسخّر للأطفال والتعليم وهذه الرسالة التربوية السامية.. نجحت ولله الحمد المدرسة وأصبحت من كبري المدارس على مستوى مدينة إجدابيا فعمرها الآن ربع القرن .. الشعر يشكل هواية وملجأ وملاذ طيلة هذه السنين
أيش نهديلك يا اجمل هديه في دنيتي .. فيوم النجاح
ايش نهديلك وايش نحكيلك ..
ياضحكتي ويابستمي وكل الافراح
ايش نهديلك وانت الأميرة والوزيرة ..
انت الأولى دائما وانت الأخيره
ايش نهديلك ..علي شان تبقيلي سعيده ..
أجمل عطر أحلى عطر أرقى عطر
انت العطر .. اصل العطر منك تعطر يالفريده
يا اجمل عطور الكاندي يازهرة الأوركيدة..
كتبت للطفل.. للوطن.. للحب.. وعندما أحسست أن هذا الشتات الموجود في داخلي يذهب ويأتي .. يأتي ويذهب وخفت أن يكون من الذكريات قررت أن اجمع هذه القصائد بكل ما فيها من تناقضات لأرسم على جدار ذاكرتي أولى النقوش وباكورة دواويني وقد تكون الأخيرة.. أمي ليبية أصلية.. هو إسم ديواني الأول.. وعن الوطن بصورته الجلية في نفسي قبل عيني كتبت …
أيتها الجالسةُ أمامي
يا سيدة نساء الكون
يا أمي يا أم العالم
أمي يا بلد المليون
الحافظ لكتاب الله
إن الإخوةَ يقتتلون
أدماهم فيروس الحرب
فتغلغل مثل الطاعون
أفشيكِ سراً يا أمي
هم كُلّ مساءٍ يبكون
هذا هو عبر بعض من نماذج كتاباته الرقيقة المتشبعة حنانا وذوقا وهو مايزال يرددها لي أنا لست شاعرا وربما لا صلة لي بهذا المجال فقد عشقت التعليم رغم تخصصه العلمي الأكاديمي المختلف عن كونه معلما .. هو بشير محمد مولود التركي العيساوي المولود في اجدابيا 30/4/1974 م خريج هندسة النفط من جامعة النجم الساطع .. والمقيم في اجدابيا حتى صدور ديوانه الأول (( أمي ليبية أصلية )) المطبوع في طرابلس عبر مطبعة ” إمكان ” هو العيساوي الذي لم يمسك قلما ليكتب قصيدة في حياته قط مع اعتباره أن مايكتبه شيء ينبع من روحه كونه جزء من تفاصيل حياته ..
قال بشير العيساوي .. كل القصائد هي كأبنائي .. أبنائي الذين انتظرتهم امي كثيرا ولكنها رحلت حبيبتي ( مريم علي محمد الفرجاني ) مع قدوم أول أبنائي سيف الإسلام .. سافرت حيث الملتقى بإذن الله هي بين أيادي المولى ولا اعتراض ولكنني كتبت لها كتبت حتى ملت القصائد مني التي حفر في روحي يوم وفاتها ولم ولن أنساه 4/7/2007 م فهي أكثر وأهم المؤثرين في حياتي .. أوتدركين أستاذة عفاف .. أمي مؤثرة أثناء وجودها ومن بعد غيابها فبرحيلها فقدت نفسي وشغفي .. انتابني شعور قوي مخيف حزين أو .. ربما لا شعور وقتها .. فكأنه يوم القيامة بالنسبة لي ..
أمي ليبية أصلية .. في لبسها ليبية .. وفي افعالها اصلية
متشملة برداها والوشم زينها وكملها في عيني
والمحرمه فوق راسها .. اجمل احساس احساسها
كل الدفى في انفاسها .. عقود المحلب .. وسبحة الماجارة
مزينه رقبتها.. ولا يوم تنسى سبرها وعادتها
تصبح علي جارتها وكمين ليله انطوفوا ليلتها
تنوض الصبح بدري .. تمسح علي صدري
وللصلاة توعيني ..
حوشها مفتوح .. تلقى الحصير مفرش ومطروح ..
ع الضيف ما اتأخر .. تلقى الحوش امبخر ..
افعال الرجال ارجالها .. بكل من احذاها تحس ..
وكل العيال اعيالها .. والحن مايندس ..
وأطيب اوكال اوكالها .. غير ذوق منه بس ..
تملى شلامتها من كل حاجتها ..
من كل شي شويه .. وتلبس الفراشيه .. وتقول ياوليدي هيا .. تساول هذا .. ينسى امرضى ..
اتواسي هذي اتزلفلها .. وتمشي لهاذك تحلفلها
أمي الرضيه لامها .. كل الدعى في فمها ..
يابشير اجعل كل صاحب ابخير ..
خطرها شبوب مطرها .. الي صيتها عطرها
الي عاليه في شانها ..
الي الوفا عنوانها .. الي امذوقه جيرانها ..
فاضي اليوم مكانها وفاضيه الدنيا بيه
امي ليبية اصلية ..
ويستطرد حين سألته عن الديوان الأول وما سمي أولا إلا لتحتفي المكتبة الليبية الثقافية بإذن الله بعدد من دواوينه القادمة .. وبالأعمال التي تخطفها الملحنون لتموسق ويتغنى بكلماته المعبرة خاصة في قصيدته ( اسمع يا وليدي نوصيك ) وكانت وصية سنقرؤها معا بعد هذه الأسطر .. فقد كتبت القصائد في اجدابيا وربما في المدرسة ذاتها وعبر مناسبات عديدة عاشها الشاعر وشعر بها وهزت وجدانه بقدوم أبنائه الأول سيف الإسلام وتاريخ ميلاده بعده بقليل كان تاريخا آخر تألم فيه شاعرنا لوفاة والدته سر نجاحاته السابقة واللاحقة .. ثم حباه بفارس وصغيرهم منصور .. وليمنحه الله ثلاث قصور في الجنة كن بنياته ثلاثة مريم فحلا ثم غيداء .. قال عنهم أجمل قصائده وأقواها وما يزال يذكر لي ..
هل تصدقي يا أختي الفاضلة انا لست شاعرا.. إنما هي سيرتي الذاتية في قصائد بسيطة لا ترقي لأن تكون قصائد لشاعر..ولم امتهن الشعر ولم يكن لي سوي زفرات اعبر بها عن فرحي وحزني وضجري وصبري.. فكان المتنفس بالنسبة لي.. عبر قصائدي وصاياي ونصحي وحزني وفرحي ..أقول لفلذات كبدي بل ولكل تلميذ عندي مقتنع تماما أنه ابن أوصتني عليه الحياة وأنا مسؤول عنه علميا وأخلاقيا فقلت أوصيهم :
اسمع ياوليدي نوصيلك اسمع ياوليدي نوريك
اول مانوصيك صلاتك .. الصلاة تنور قربك
ورضاة الولدين فريضة .. لو ترضيهم ترضي ربك
واختار الصاحب ياوليدي الي تحتاجه في كربك
دير الطيب تلقى طيب تبقى كل الناس اتحبك
ربي يدلك علي صالح والي يبيض ديمه دربك
اسمع ياوليدي نوصيك دير الخير وحب الناس
ولا تجعل لله شريك .. عمر قلبك بالاخلاص
الله الله في ولديك .. خليهم تاج علي الراس
ماتبيعش صاحب شاريك .. تو تحتاجه وان الباس
ياخذ من عمره ويعطيك .. الي اختارك من بين الناس
الله يسدد كل خطاويك .. حبيبي ياطاهر الانفاس
ومن شر الحاسد يحميك .. وشر الوسواس الخناس
كان يتوقع بشير العيساوي أن يحظى مؤلفه الأول بعدد من الحضور أثناء حفل التوقيع وقد دعى إليه عديد الأسماء كما تخير ان يكون في بنغازي .. بين أروقة المسرح الشعبي حيث وقف كبار الفنانين والمخرجين المؤسسين والجدد وهذا هو هدفه .. فلم يعبأ بكم الحضور بقدر اهتمامه بأين كان هو والكيف منهم الحضروا مرحبين بمولوده البكر ( أمي ليبية أصلية ) وجاء ككرنفال صغير لطيف بين صحبة صادقة آزرته ورحبت بوجوده في المكان المناسب لتدشين الهوية عبر ديوان .. شاكرا كل من وقف معه وأبرزهم وأهمهم وأولهم السيدة الفاضلة المعلمة والفنانة ( سليمة العبيدي ) يقول في ختام حكايته الضمت الشعر والمعنى والعمق والحزن يلفها كما في جنباتها فرح بالأبناء والصيت الطيب والتربية في حضن الوطن الغالي و الوقوف على مسرح وقف عليه الكبار وكان هو الهدف..
كل كلمة قلتها في قصيدة هي جزء مني ومن تفاصيلي..
أن تأثرت بكيت وإن بكيت فاضت المشاعر كلمات قد أَسمعها وأخرى أُسمعها .. وقد تذهب أدراج الرياح ..
وهذا أنا.. التعليم وهذه الرسالة هي الرسالة الحقيقية المكلف بها في هذه الحياة .. والآن أنا في 2024 م على وشك إتمام كتاب عن التعليم في ليبيا والتطلعات لغدٍ أفضل.. وهو رؤية مختلفة للتعليم والتعلم في ليبيا الآن .. وسيرى هذا الكتاب النور قريبا بمشيئة الله.
جمعت السيرة للشاعر الكاتب
عفاف عبد المحسن
شارك هذا الموضوع:
اكتشاف المزيد من New Jetpack Site
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.