المستشار- فائز محمد موسى بوجواري
أبناءنـا تذكروا دائمًا بأنكم الأمـل الـذي يحــذونا فـي الانتقال السريـع لبناء ليبيا وطننــا وهذا المقال موجه لكم خاصة يأتي البعض أحيانًا إلى حياتنا كنعمةٍ مرسلـة ويأتي البعـض الآخـر بدروس قيمة ونفيسة ، فيجـب أن نتمسـك بها ونتعلم منها ولابـد من أن نسير نحـوها لكي تتزايـد سرعـة التواصـل الهادف البنـاء تجـاه معلوماتنا ومفاهيم بعضنا البعض لنساهم جميعا في بناء المجتمع والذي بالتأكيد هو في حاجة ماسة إلى كل فاعل يتجه للمساهمة في إعادة تأهيل وتدريب كل الكوادر في كل المجالات ، وقد يواجهنا في طريقنا خلال هذه المسيرة الشاقة في إعادة البناء والتنمية والتّطور آخرين يسعون إلى الشد العكسي على مختلف المستويات والاصعدة.
فما علينا جميعاً إلا تجاوز أي منهم والنظر بعين ثاقبة للأمام للبناء للتقدم ، لأن الحياة الإنسانية بشكل عام لا تبنيها الجهوية والقبلية والايادي المرتعشة الساعية إلى الهدم من ضعاف النفوس من بني البشر ، فانتبهوا.
إن هذه المسالك المتنوعة في حياة الأفراد والجماعات المُشكلةَ للدول باتت تشكلُ تهديدا خطيرا ومباشرا على تماسك الدولة الليبية ، لأنهم أصبحوا يمارسون ويسلكون طرقا متعرجة وأفعالا يصعب علينا تجريمها ، وبنظرة على العالم نرى أن الأمم تجاوزت مسالك الحروب وأصبحت هذه المسألة من الماضي ، بينما في إطلالة على مجتمعنا ندرك .. أنه دفع الثمن الباهظ وفقدنا أبنائنا بموتهم في كل بقعة من بقاع ليبيا الحبيبة غربها شرقها وجنوبها وأصبح هناك كم فاقد من أبناء الوطن لأنهم دخلوا خانة الإعاقة الجسدية والنفسية من جراء حرب مستمرة منذ أكثر من عشر سنوات ، وأسفاه ما أحوجنا إليهم ، واختلت في الوطن الكثير من القيم الاجتماعية والثقافية ، وأصبح لدينا من جراء هذه الحروب نازحين مشردين في كل مكان من ليبيا ، فلا تكونوا وقودًا لأي حرب بل عليكم رفع راية السلام والبناء وتوحيد الجهود لإنقاذها فهي تئن وتسيل منها الدماء وأنتم من يضمد جراحها بإذن الله تعالى فالأمل بعد الله سبحانه وتعالى فيكم أنتم .
إن انتشار وباء الفساد وبهذه الطريقة المشينة عندما يصبح جزء من حياتنا ونتكيف معه ستكون نتيجته وخيمة على كل المجتمع ، لأن استغلال النفوذ لا يمكن له أن ينمو في المجتمعات الواعية فهو من أسوأ أنواع وصور الفساد ولا ينمو إلا في محيط قاصر ” مع احترامي وتقديري للشرفاء” مثل محيطنا المهلهل البائد المتهالك الذي وصلنا إليه ، لزاما أن أوجهكم هنا .. ولهذا السبب علينا جميعًا أن ننتبه لأن الخطر داهم وهو يهدد حياة الجميع ولهذا تقع علينا جميعًا مسؤولية ضرورة استئصال ورم الفساد حتى لا نصل إلى درجة تحوله إلى حالة خطيرة نصل في محاولة معالجتها إلى درجة اليأس !!
والفساد له أوجه مختلفة منها الرشوة والمحسوبية وسرقة المال العام والجهوية ومحاولة تقسيم الوطن وتخوين الآخر وخيانة الأمانة الوظيفية والسطو على المال العام والخاص وسرقة أي منهما .. كان لزاما عليا التحذير .. فإننا نتجه إلى حالة قاهرة لأن المجتمع وصل إلى مرحلة التفكك الأسري والاجتماعي والثقافي والانحلال زادت وتيرته بضياع مجموعة القيم والأخلاق والأعراف والعادات والتقاليد الاجتماعية المحترمة .
أبنائي الأعزاء الطالبات والطلبة .. أبنائي في كل ربوع الوطن .. عليكم الانتباه فأنتم عماد ومستقبل هذا الوطن ولنضع الجميع دون استثناء لأحد أمام مسؤولياتهم وننير لهم الطريق مؤكدين لهم بأن الحل يكمن في إنجاز مشروع القانون ( الدستور) الغائب تطبيقه على أرض الواقع .. فالوطن أمانة وأؤكد لكم مرةً أخرى أنتم هم الأمل .
شارك هذا الموضوع:
اكتشاف المزيد من New Jetpack Site
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.