بيوغرافيا| رحاب شنيب
ضع السكر … أحب بقهوتي السكر
فلا تغضب و لا تنهر … أحب بقهوتي السكر
أحب بقهوتي السكر … أحب الشاي بالسكر
أحب الشعر بالسكر … أحبك أنت بالسكر
فدعني كيفما أبغي … و لا تأسف و لا تضجر
أنا مجنونة السكر … أنا مجنونة النكهات
روحي عنها لا تصبر .. أحب العشق بالريحان
و قلبي كله مزهر
أحب الوطن .. بالنعناع .. و بالتيه .. و بالزعتر
أرش الزهر في بلدي .. و ماء الورد أسكبه
على الألحان كي تبحر
ضع السكر .. و دعني أرتشف روحي
لعلّ طفلتي تُبصر .. لعلّ في حنايا القلب
تمر الفرحة أنهر
ضع السكر
و خذ من قهوتي الحلوة … و خذ من نكهتي الحلوة
فلن أبقى على الهامش ى… هوانا مارد الأسطر
ضع السكر .. و هات القهوة
ممزوجة …. بالهيل و الكسبر
و لون كل أحلامك … مذاق اللون لا يُسكر
فإن غنينا للحب … و إن أنشدنا للوطن
و إن رنمنا للطير … و للأزهار .. لن نكفر
هذه السكرة الليبية .. الزهرة اليانعة في كل الفصول المتفتحة في بساتين الأدب كافة التي حضت بها بنغازي ولنقل ليبيا بأسرها حين ازديدت على أرضها البنغازية رغم أن عائلة شنيب العرقية يقال إن أصولها درناوية بحته .. في الثامن شهر يوليو للعام 1974 م وكأنها ولدت مولعة بالكلمات ونظمها كما تهجسها الحالة .. قصة , قصيدة بالعربية أو العامية رغم ضلوعها في الفصيح بألوان عدة , مقال نقدي أو آخر هجومي خفيف بين الفصحى واللهجة لشيء يؤرقها في عملها .. مدينتها العشق .. أولادها والإدارات التعليمة .. هكذا هي دائما حاضرة وفي يدها قلم وكأنها ولدت هكذا رغم اعتراض العائلة على عالمها الخاص المنوط بالكلمات والإبداعات حرصا على مستقبلها العلمي وكانوا يوجهونها كصيدلانية أو طبيبة وشاءت الأقدار أن تكون الأولى قبلا القاصة والشاعرة الليبية رحاب شنيب ثم الصيدلانية التي تخرجت في العام 1998 م من كلية الصيدلة جامعة العرب الطبية .. وربما لولعها بالثقافة والإبداع لم تعمل في مجالها إلا لماما .. حينما تقترب منها تدرك أنها شاعرة رقيقة وقاصة متفردة وحينما تسمع عنها تعتقد أنها امرأة قوية لا يعتريها وهن الأنثوات أمام معتركات الحياة وهي هذا المزيج المتفرد معا .. مذ أن كانت تزين مدرجات الجامعة بأعمالها الأدبية شابة صغيرة تحبو ناح عالم الإبداع مع دراستها الصعبة كن زميلاتها يطالبنها أن تسمعهن أعمالها فكانت حروفها ذات تأثير خاص .
الفستان الأبيض …
ماتت نعـــم ماتت في ثيــابهــا البيضاء، كانت تتوســـل لأمــها بأن ترتدي الفستـــان الأبيـــض، كانــت قــد نزفـــــت شــــوقا ً لارتداء هــــذا الفستــــان الأبيض، غمـرتني هذه الكلمـــــات بنفس الشـــــوق وبمــزيج ٍ من الألـــــم والخوف، قالت صديقتي بأنها كـانت جميلة رائعة ووديعــــة وظلت تسرد لي عن جمالها تارة ً وعن حسن خلقها تارة ً أخري، لكنهــــا ماتــت، نعم ماتـت وهـي أسيــرة حلــم كــان يأسـرهـا ويأسـرني ويأسـر صديقتي بعد .
مرصودة…… هي مرصودة
فدب الرعب في أعماقي، ألتفت يميني وشمالي، أمامي وخلفي لأبحث عن رصـــدٍ خفي، وأدركت ماذا يحــــدث أوربما ظننت أنني أدركت ماذا يحدث وأيقنت لا محالة بأنني قد رُصــدت وصاحبتي قد رُصــــدت أيضا ً … جالت الأفكار بداخلنا فأسطردتني نفسي عابرة ً قسمات وجهي ساخـــرة ً مني فأنا لســـت جميلة ولا أحتـــاج للرصــــد وما لرصـــــد الإ بعضــــا ً من العزاء … ظل حوارنا مليئا ً بالحكايات عن السحر والشعوذة، فجـــــارتنا كرهت زوجها ثم اكتشفا أن هناك من كتب لهـــــم السحر، وتلك تكتب لزوجـــــها فيمضي علي هواها ويفعل ما ترغب به والأهم الأهم تضمن أنه لن يتزوج مرة ً أخري، وأصبحت كلمة كتيبة تتغلغل في أعماقي فرجعت إلي عزائي القديم بأنه مكتوب لي كتيبة.
………… ……………….. ……… ……. ………….
قالت لأمها حين أموت دعي زوجة عمي تغسلني، طلبت أن تغسلها زوجة عمـهـــا، غسلتها زوجة عمهـــا، قيل أن يديهـــا اُحتجــــزتا في فــم الفتاة، أسنان الفتاة أطبقت علي يديها، قـــالوا زوجة عمها غسلتها، زوجة عمها سحرتها ….. كان الباب فاتحا ً ذراعيــــه لكن هناك قماشـــا ً مسدولا ً علي معبر الباب تتلاعب به الريـاح، المكان ملئ بالأبخرة، كثير من البشر مرتصون في غرفة ٍ ضيقةٍ، نظرت إلي تلك المرأة الصالحة، الوشــــــم يملأ وجهها أسنانها ذهبية اللون الإ أنها فقدت بعضا ً من أسنان أخر، حدقت ثانية فيمن حولي، طوائف كثيرة من البشر لاجئة ً إلي هذه المرأة، هاربة ً مـــن رصـد ٍ خفي … كانت المرأة تثرثر بطلاســـم لم أدرك معنــــاها، الأبخرة تتصــــاعد وتتصاعد ومــــازلت في حالة تردد بين الاقتناع وعدمـــه، تحدثت المرأة عن بيضة الخميس وعن ملابس متسخة يتغلغل العرق فيها، وظلت تثرثر بطلاسمها ولم أشعر بأنها امرأة صالحة أبدا ً …. حدثتني صديقتي عــن جارتها التي سكنهــا الجن، قالت بأن الشيـخ أخبرهم وكان شيخـا ً صالحـا ً، يصلي ويحفظ القــرآن، بأنها لم تكـن من المصلين ولم تكن من المتطهرين.
مازالت الفتــاة ترقـص في داخـلي وتردد أغانيهـا حتي شعرت بأني أرقص معها لأتخطي عالم السحر والشعوذة … عانـقتُ الفتاة فوشوشت في أذني بأنه القـدر، واندمجتُ معها، وظـلت ترقـص في أعماقي وصــرت أرقـص وأرقـص وأنا أكتســي بــذلك الفستــان الأبيض، شعــرت بــأن الملائكــة كــانت تلتــف حولي، خطوت بعيداً عن هذا الزقاق الضيق، عن هذه الأزقة وأنا أردد:
لا حول ولا قوة الإ بالله العلي العظيم
لا ملجأ ولا منجي منك إلا إليك..
لا ملجأ ولا منجي منك إلا إليك..
عرفت في الوسط أكثر مع صدور أول أعمالها القصصية مجموعة قصص قصيرة عنوانها – الفستان الأبيض _ عن مجلس الثقافة العام انضوى على أربع وتسعين صفحة .. أما عن اللجنة الشعبية للثقافة والإعلام في العام 2008 صدر لها ديوان شعري جاءت قصائده في 96 صفحة عنونته ” سَكْرَةُ الحياة ” وربما هذا النجاح والطريق السلس نحو قمة كانت تريدها ماجعلها تقول :
” الحمد لله أنا راضية عن نفسي “
مستطردة حديثها عن البدايات وعمق إحساسها بالكتابة : الحديث عن البدايات حديث شائق يحمل الكثير من الغبطة ، لأنه الحديث عن الطفولة حيث الأنامل لم تلامس الوجع بعد وحيث القلب لا يزال يحلق في فضاء الصفاء والصباحات المشرقة ، كنت أشعر بأنني في جزيرة الحوريات أرقص على شواطئ اللهفة وأجمع أصداف المعنى وأغني مع الحوريات أغنية الحلم الجميل، وبالرغم من أن العلاقة بين القلم وبيني بدأت في وقت مبكر إلا أنني لم أمارس الكتابة بشكل فعلي إلا في وقت متأخر، ويرجع ذلك إلى ضغوط العائلة التي لم تحبذ ولوجي إلى عالم الكتابة وأصروا على دخولي كلية الصيدلة التي لم أرغب بها ومحاولة معالجتي من المس الذي أصابني وإبعادي عن هذه الترهات ، وللكتابة مذاقها الخاص وعبيرها الأخاذ ، للكتابة مذاق الليمون؛ مذاق يصيبك بالقشعريرة ويفتح شهيتك، دائمًا أسأل نفسي بدون الكتابة من سأكون ؟
** من ألوان إبداعها الشعري أسوق للقارئ ” فلر “
كلما أمد قلبي إلى هذه المدينةِ
يموت طائرٌ .. عشش على أصابعي
كلما أكتب لها رسالةً .. يرجع الصدى في أوردتي
المدينةُ المتخمةُ بالمولات
أكشاك بيع الحشيش .. والطرق الملتوية
حين أعلنتْ أن رحمها يَحْمِل الفجر
ظلوا يرقصون حتى انفرطت
مسبحاتُ الجدات
الطبيبةُ الوحيدةُ التي قالت :
إن حَمْل المدينةِ كاذبّ .. تحولت إلى .. كيسِ فحم
اسفلت هذه المدينة .. سيرةُ أنثى رهنت شرفها
لحضور حفل رسمي
المدينةُ .. تأكل نفسها
الجداتُ .. يأكلنَّ أصابعهن
أصابعي .. متخمةٌ بالتُجار
أنا …. سيرةُ شفاهٍ حُقِنت بالفيلر
حبُ هذه المدينةِ كافرٌ
ضحكتْ العاهرةُ عندما كتَبْتُها
وحين أفشتْ سري … فكوا رهنها
لا اتجاه .. في ذاكرتي
مضت سنوات وهم .. يصلبونني
كلما أود أن أتذكر طريق بيتي
تشهر المدينةُ المطبات في وجهي.
بدأت الشاعرة . القاصة . الصيدلانية شهرة وصيتا ذائعا في بنغازي ثم صقلتها المشاركات الخارجية ولأنها تملك لبنة الشجاعة الأدبية قاصة و شاعرة عضو مؤسس بمختبر القصة القصيرة عضو مؤسس بتجمع تاناروت للإبداع رئيس قسم البرامج و الأنشطة الثقافية بمكتب الثقافة / بنغازي / مشرفة الصفحة الثقافية في صحيفة الأحوال الليبية المتوقفة حاليا / عضو هيئة تحرير صحيفة الشارع المتوقفة حاليا / محرر ثقافي بموقع منشور نت الإلكتروني/
صدر لها ..
“ الفستان الأبيض ” مجموعة قصصية عن مجلس الثقافة العام
” سكْرة الحياة ” ديوان عن وزارة الثقافة
” انكسار الضوء ” مجموعة قصصية عن وزارة الثقافة
” النزف قلقا ” ديوان عن وزارة الثقافة
عن طقوس الكتابة لديها قالت رحاب شنيب : يمكن أن يزورني الوحي في أي زمان ومكان، وأنا أجلس بين نسوة يثرثرن عن مشاكلهن الزوجية، وأنا مدججة بطلبات أولادي وحل نزاعاتهم، وأنا أتجول في شوارع مدينتي باحثةً عني، وأنا أشرب فنجان القهوة في ساعة اختطفتها من الضجيج، هذه هي الكتابة تأتي في أي وقت بلا استئذان، هي تباغتك ولا يمكن أن تباغتها.
رحاب مستطردة .. أكتب القصة وأستمد حكاياتها من من خفق القلوب، ومن رقص أوراق الشجر ومن نغمات المطر، من الدموع ترسم على الخدود، من شوق الأحبة، من بكاء المظلوم و حسرة المحروم .. إن للقصة القصيرة جدا خصوصيتها بالرغم من كل الأصوات التي ترفضها، إنها لقطة الومضة والقدرة على الاقتناص ، وكتابة الموجز مع لغة شعرية عالية، وهي إتقان كتابة الفكرة في لمحة تحمل خلاصة موجزة لفكرة، ولكن ليس كل من يكتبها يتقنها هي كقصيدة النثر يتسول على أرصفتها الكثير من أشباه الكتاب … من قصصها القصيرة الممعنة ننتقي ضمن سيرتها العطرة ..
صورة // المــرآة هي رفيقتهــا دوما ً وأدوات التجميـــل هــن صديقاتها ولا تهتم إلا بمحاكاة وجهها .. جلست مزهوة ً بزخارف وجهها ، ابتسمت وقالت للمصوراتي : أريــد صورة جميلة
قال في نفسه : العيب ليس في الكاميرا.
* شاركت في أنشطة الجامعة شابة طموحا فلم تكن تمر أصبوحة أو أمسية أدبية إلا وحضرتها مشاركة بأعمالها وهي في تلك السنوات كتبت الشعر الغنائي ولحنت بعض أعمالها وكثيرا ما تردد في بعض المهرجانات المدرسية ، فهي قاصة شابة وموهبتها فرضت نفسها ..
* كاتبت الإذاعة فكانت أعمالها في البرامج الإبداعية الثقافية المختلفة عبر أثير إذاعة الجماهيرية وفي برنامج مايكتبه المستمعون قال الإذاعي الشاعر عبد الله عبدالمحسن عنها .. على لسانه والقاص المبدع سالم العبار المعد للبرنامج : وردتنا قصة لم تكتب صاحبتها اسمها عليها مرمزة بصيغة الأنثى .. والقصة كشفت عن قاص موهوب يجيد توظيف تقنيات الفن القصصي ..
* راسلت الصحف والمجلات وكانت تنشر لها صحيفة الجماهيرية فقال الكاتب الكبير مفتاح العماري // إن نصوص الكاتبة رحاب شعرا ونثرا تضعنا أمام تجربة طموحة تتكئ على صدقها فهنيئا لرحاب بوعد الكتابة .
* تحصلت شنيب على الترتيب الأول للقصة القصيرة في المسابقة الفكرية الأدبية على مستوى الجامعات في دورتها الحادية عشرة، ورشحت لنيل الترتيب الأول لجائزة عبد الله القويري للقصة منذ عدة سنوات .
*أعددت و قدمت العديد من البرامج المسموعة :
* داؤك و دواؤك ” طبي ” على قناة ليبيا الحرة 675 –
* بانوراما الثقافة ” ثقافي ” على قناة المنارة
* ” كنزك في داخلك ” قصص للأطفال على قناة السنابل
* برنامج طبي متخصص .
* دائرة و نقطتان ” يهتم بالمرأة ” على قناة الآن
* برنامج عن إدارة الوقت في شهر رمضان بقناة ليبيا الوطن
* قوس قزح ” ثقافي ” على قناة صوت بنغازي
* ولأنها لم تتوان عن النشر داخل وخارج ليبيا منذ زمن بعيد والمشاركة بالأماسي والمهرجانات كانت أيقونة المبدعات الليبيات في الشعر والقصة فكتب عن تجربتها العديد من النقاد خصوصا بعد صدور كتابيها ( الفستان الأبيض _ وسَكْرَةُ حياة ) .
* شاركت ضمن العديد من اللجان في تنظيم المهرجانات الثقافية و معارض الكتب منها // اللجنة الثقافية بمعرض طرابلس الدولي للكتاب سنة 2013 // اللجنة الإعلامية ضمن وفد وزارة الثقافة بمعرض القاهرة الدولي ” ليبيا ضيف شرف ” سنة 2013 .. // مقرر لجنة ملتقى مبدعات عربيات في زمن الحرية بمدينة بنغازي سنة 2012 … لحن و غنى لكلماتي الفنان أيمن الهوني منها أغنية ” اسمع يا طير” و الفنان تامر العلواني منها أغنية ” لازم نقرا ” و لحنت لي الفنانة أماني أغنية ” مشتاقلك يا وطن ” التي غنتها الفنانة شهد …
* في بداية العام 2020 م الشاعرة والكاتبة رحاب شنيب نشرت لها دار البيان ديوان شعري ومجموعة قصصية تغوص من خلالهما في عالم المرأة والحرب والدمار وتسرد آلام بلدها ليبيا.
* حتى أنها كانت المرشحة رقم 24 للإنتخابات البرلمانية عن دائرة بنغازي .. وكان هدفها الأول والأخير إحياء هذا الوطن كما ينبغي لمواطنه أن يكون .
” الرحيل إلى الأعماق “
وهبتني للريح .. أنا الواقفة حدّ الغياب
الممزقة بين هزيعي وشفق الكلمات
أتناسل ثرثرة ً لنزق الأحرف العابرة فضاء المعنى
وأتطيب بهوس القصائد
ثمة وطن ٌ يسكن في الريح .. ثمة ريح ٌهي الوطن
أتشوق رائحة الأزقة .. تفرش دفئها للعابرين
وتتطيب بأنفاس العاشقين
أتسلل إلى مدينتي ليلا ً … أفتح أبواب السماء
أختلس النظر إلى جنة الأبرياء
كم تشبهها مدينتي .. حين تخلع لباسها
وتغتسل بالحب
تلاحقني الكلمات .. تُسابقني لاختلاس .. لحظة الألق
ضجيج صديقتي .. يسرق مني .. رائحة الحب
لم تتعلم كيف نموت من أجل قصيدة
ولم تعرف كيف نلثم وجه الرحيل
حتى نسكن الوطن
جمعتها وحررتها عفاف عبد المحسن
شارك هذا الموضوع:
اكتشاف المزيد من New Jetpack Site
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.