للشاعرة – رحاب شنيب
تباغتني
بكامل أناقتها
يفيض عطرها
في فضاءات البوح.
تراودني عن نفسها.
لا أشتهي القصيدة
هذه الليلة.
تدغدغني
يتربص عبقها بأنفاسي.
تتسلل إلى جسدي.
تراوغني
تكبلني.
لا أشتهي القصيدة
هذه الليلة.
قصيدةٌ
لا تلثم ملامح المارة
في شوارع مدينتي المفجوعة
لا تسكن آهاتهم
ليس لها صوت القنابل
و صراخ الأطفال
و أنة الأرامل.
قصيدةٌ
لا يلطّخُها لعاب الساسة
و هي تصرخ في وجوههم.
لا يشتمها المؤدلجون
لا يحرمها تجار الدين
و لا يدوسها تجار الأسلحة.
قصيدةٌ
لا تتسكع
في مخيمات النازحين
و في عقول
شبابنا المسلوبين
باسم الله.
لا يباغتها انقطاع
الكهرباء
لا يقتل وقتها بطء النت.
لا يُؤَجَلُ موعدَ طائرتها
و لا تسافر إلى الخارج للعلاج.
قصيدةٌ
لا يزفها “عبد السلام المسماري “
و لا توقد شمعة لأبناء
” المهدوي”
لا تكون أرجوحة
“لفراس الحضيري”
و لا تقدم الحلوى
“لعائلة الفسي”.
قصيدة لا طعم لها
قصيدة منزوعة الدسم
منزوعة الوطن
منزوعة الألم
تذهب إلى العدم
إن لم أبح بغيرها
فليسقط القلم .
شارك هذا الموضوع:
اكتشاف المزيد من New Jetpack Site
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.