سيرة الفقيه علي العربي الهوني..إثراء جديد للمكتبة الثقافية الليبية

يطرحه الأديب – عبدالله زاقوب

مؤلفات عبد الله زاقوب التي أذكر بعضها في معرض حديثنا عن كتابه الجديد في 2024 م سيرة الفقيه علي العربي الهوني – (( حالات/ صهيل الريح / الحلم والتوق إلى الحرية / الأشياء التي لا تضاهى …… )) وكل ما أثرى به المكتبة الثقافية الليبية زاقوب .. الشاعر . الكاتب . المؤرخ .. ربما لم تحقق له رغبة لم يكتمها حين قال : بالمنتصف الثاني من عقد السبعينات حللت ببنغازي طالباً بكلية الآداب، حيث يتم وضع ثلاث خيارات كانت: الفلسفة، اللغة العربية ، التاريخ.. كنت اود ان ادرس او اتخصص بالفلسفة، لكن امتحان القياس اوكشف درجاتي، احالني على التاريخ، الذي كنت مولعا به ايضاً… ..

كما كان يقرأ سير ذاتية لحيوات كثر من عمالقة الآداب والتاريخ والعلوم عربيا وعالميا ومحليا كونه أديبا مولعا بالتأرخة واستشفاف تجارب الآخرين الجد مهم لصقل التجربة الشخصية مستقبلا .. واليوم عبر مُألفه الجديد المحتفى به في باحة متحف مدينة هون ببلدية الجفرة يوم الجمعة 9/8/2024 م ووسط لفيف من المبدعين عبر عن ولعه هذا مع سبر غور السيرة التاريخية المشرفة العبرة لكل متتبع وقارئ لكتاب زاقوب (( الفقيه . علي العربي الهوني )) وجاء الكتاب المؤرخ للسيرة والمسيرة في مائة وأربع وثلاثين صفحة ( 134ص) احتوت بسلاسة الكتابة الشائقة ..

سيرة القاضي والفقيه علي العربي  وقد امتاز الشيخ الفقيه بالحكمة والشجاعة وقوة الحجة والرأي الصائب والنظرة الاستشرافية متصفا بالأخلاق الفاضلة ورجاحة العقل والإيمان الراسخ العميق .. وعرج زاقوب على تصدي الفقيه علي العربي الهوني للظواهر المحيلة التي شابها التخلف حيث كان داعياً للتحضر وملاحقة العصر.. وعرف بدوره الوطني المناوئ لسلطة الاحتلال الإيطالي رغم كونه قاضي لجوء مهتما أيضا ، بنشر العلم والمعرفة دافعا في زمنه الممتد من 1900 إلى 1967 في القرن العشرين على افتتاح  المدارس ودور العلم والثقافة المختلفة لمختلف الشرائح ليواكبوا التحضر في تلك الأوقات الصعبة بالعقود الأولى من القرن العشرين فالعربي الهوني فعليا وفي كل مراحل حياته وما قدمه لأهله أكد على كونه أحد رموز حركة النهضة الإصلاحية في البلاد وكفاحه هذا امتد مع رحلة حياته العامرة بالعطاءات لأكثر من نصف قرن حارب فيها  كافة مظاهر التخلف ، وصور اهتمامه بالشأن العام ، ومبادرات الفقيه  لطرح وبناء العديد من المشاريع ونشر الوعي بين مواطنيه …

قدم زاقوب الفقيه علي العربي الهوني بكونه داعية ومصلح اجتماعي مستنير تعامل في خطابه مع كافة شرائح المجتمع مخاطبا وجدانها الوطني والاجتماعي والثقافي بكل تفرعاتها وقدرته الفذة على التأثير ورغم كونه قاضيا بأثر علمه الوافر وكلمته المؤثرة كثيرا ما دعى إلى المصالحة والتراضي بالتحاور والتسامح بين المتخاصمين والمفضي للحلول العرفية بدلا عن إصدار أحكام قضائية.. كما جمع الأديب المؤرخ المحتفى بكتابه القيمة .. بين المسيرة العلمية والدينية  على امتداد أكثر من ستة عقود من الزمن حسب ما ذكر سنوات ستين من عمر الفقيه الجهبذ وما شهده العالم من تطور حياتي حاول الهوني إيصالها لمجتمعه بصورة مبسطة اعتمد فيها على العلوم والمعرفة في العصر الحديث .

حفل توقيع كتاب ( سيرة الفقيه علي العربي الهوني ) لم تكن مجرد احتفالية لتوقيع كتاب إنما أمسية جُمعية ثقافية باقتدار وتقدير لمن حضروها فاحتوت كلماتهم المحتفية بصدرو المؤلف المهم وقفات تنويرية للإفادة عن سيرة تاريخية نضالية للقاضي الفقيه المناضل الداعية .

حررها عفاف عبدالمحسن