أ. صالح الحاراتي
تتم ترقية الصمت من أمر سلبى إلى أمر إيجابي، ويصبح فضيلة، وما هو كذلك، فالصمت حين يجب الكلام أكبر رذيلة.
_ هناك نوع خطير وانعكاساته السلبية تعود على المجتمع بكامله، وهو خوف «أهل السلطة»، حيث نجد هناك «فوبيا» مخفية وغير ظاهرة للناس، وهى خوف من في السلطة على منصبه، الذي يُظهره على أنه الحرص على المصلحة العامة. لهذا عندما نفكر في المسؤول، أياً كان، ونراقب سلوكه، فسنرى أن عقليته تتركز حول الخوف من الفقد والخسارة، وقد يفعل الإنسان أي شيء في لحظة الخوف.. قد يكذب ويخدع ويضحي بزملائه ومرؤوسيه من أجل البقاء في عمله .
_ قد يكون الصمت فضيلة إذا كان منجاة من التهلكة أو كان المقابل الموضوعي للثرثرة، ولكن السبب الحقيقي وراء ذلك هو «الخوف» .
_ الخوف يحدث في البشر كاستجابة طبيعية عند وجود خطر، ولكى لا يتحول هذا الشعور الطبيعي إلى حالة مرضية من الرهاب والهلع (فوبيا) يفترض أن يستطيع الشخص التحكم في خوفه من خلال التفكير المنطقي، والحرص على ألا تكون استجابته في حالاتها القصوى.
_ تفرض «ثقافة الخوف» هيمنتها على الأذهان، وتسود وتترسخ في العقل الجمعي مقولة «اللي ما يدير شيء ما يجيه شيء»، عندها يتضخم الرقيب الداخلي بسبب الخوف من بطش السلطة، فلا يستطيع الإنسان أن يعيش حياة آمنة، ولا يستطيع أن يبوح برأيه وأفكاره، مما يسبب انعكاسا سلبيا على حالته النفسية، فيلجأ للصمت، ويسود داخله الشعور بالغبن والقهر والذلة.
شارك هذا الموضوع:
اكتشاف المزيد من New Jetpack Site
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.