الأخبار الشاملة والحقيقة الكاملة​

2025-10-20

7:27 صباحًا

أهم اللأخبار

2025-10-20 7:27 صباحًا

   رؤوس طأطأت وأخلاق انتهكت .. سكرتنا قاعدة وإفاقتنا استثناء

د. عبدالسلام محمد الحاج

        

د. عبدالسلام الحاج

إنها الانهزامية في أروع صورها ، و النكوص في أبلغ معانيه … أعرف أن من قرأ العنوان سيكون هذا انطباعه الأول ، و فكرته البكر عني وعن كل من ذهب مذهبي و رأى رأيي ، و هو محق في انطباعه ، و مُصيب في نظرته ، و له أن يتهمنا بكل التهم المباحة و غير المباحة ، لأننا انهزمنا أمام الباطل و ولينا الدُبُر ، و طأطأنا رؤوسنا أمام الرِعاع و شذاذ الآفاق ، وتركنا قيّمنا و أخلاقنا تُنتهك من قبل هؤلاء ( البصطاردية ) ، لا لشيء ، إلا لأننا آثرنا الدعة و استكنّا للمكوث مع القواعد من النساء ، وهن والله أفضل حالاً منّا ، فلا أحد يُدينهن و لا يلومهن ، و لسن مطالبات بشيء ، أما نحن فويل لنا من أنفسنا ومن لوم اللائمين ، نحن الذين رأينا الباطل باطلاً و دعونا الله أن يرزقنا اجتنابه ، و لم نسأله أن يعيننا على محاربته و القضاء عليه ، و ذلك ربما لأننا أوهمنا أنفسنا بأنه لا يمسنا و لا يعنينا ، و أن دورنا لا يتعدى رفضه في دواخلنا و نكرانه في ذواتنا ، و نحن بذلك نتبع الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم بتغيير المنكر في قلوبنا ، و لم نسأل أنفسنا عن مدى كفاية هذا الإنكار للباطل ، و هل تنصلح الأمور بهذا الإنكار ، و من هو المعني بالتغيير بلسانه أو بيده  في مثل ما نحن فيه من ظروف ، حيث لا سلطة للدولة ، و لا وقع لسوط السلطان على جلود المُنحرفين عن كل القيم و الأعراف و القوانين ، و إلى متى ننتظر ذلك السلطان الآتي من وراء الشمس ليقيم فينا حدود الله.

أسئلة كثيرة تتداخل مع بعضها البعض و لا نجد لها إجابة ، أو بالأحرى لا نريد لها إجابة لأننا استمرأنا الباطل و أوضعنا في مراقده ، نحن الذين أطلقنا على أنفسنا نعوتاً ، ألفاظها تُسكرنا ومعانيها تطربنا ، فمنذ زمن كنا شعب صعيب عناده ، و اليوم شعب أبهر العالم ، و كم كنا نتيه زهواً و افتخاراً بأن من ليبيا يأتي الجديد ، و لم يدر بخلدنا أن ما فخرنا به ذات يوم لم يكن مجرد شعارات جوفاء ، فهي مفاهيم بلا ما صدق ، و لم يصدق منها إلا كوننا شعب شديد المراس ، نعاند كل شيء  و في كل شيء ، حتى التحضر والرقيّ نحاربه بكل ما أوتينا من قوة ، فلا نرى بأساً في سرقة الكوابل ، و لا ضير في الزحف على الساحات و الأحزمة الخضراء ، و لا عيب في احتلال المباني العامة  ، نحن الذين نخرق القانون بكل أريحية و خيلاء ، بل نفخر بذلك و نتباهى به ، فوصفنا المختلس بأنه ( خادم على راسه ) و المرتشي بأنه ( فالح ) ، نحن الذين نتجاوز إشارة المرور الحمراء بحجة أننا مشغولون و أنها تعطلنا.

في حقيقة الأمر نحن شعب لا يعمل منه إلا القلّة القليلة، و هؤلاء القلّة يقفون للإشارة ، خلاصة القول نحن الذين أبهرنا العالم بكل ما هو سيئ ، فنحن الذين لا نقيم وزناً لأي شيء  فالأشياء في بلادنا مشاع ، نحن الذين نسوّغ لأنفسنا استباحة كل شيء ، فدمرنا الوطن باسم الحرية ، و انتهكنا الحرمات باسم الثورة ، و لم يجرؤ أحدُ منا على مجابهة المفسدين ، و لا حتى رفع صوته في وجه الأرجاس الذين عاثوا في الأرض فساداً ، و أهلكوا الحرث و النسل ، و لم نستطع حتى محاربة ثقافة الفساد ، فسادت أمثال ( أخطى راسي و قص ) و (بيت أمك ليا طاح خوذ منه عمود ) و ( رزق حكومة ربي يدومه ) و غيرها من الأفكار الهدامة التي تمثل المعقل الأخير الذي يحتمي به المفسدون و المعتذرون عنهم و لهم ، و نحن في غمرتنا نعمه مع العامهين ، و في سكرتنا نميد مع السكرانين ، و للأسف  أصبحت سكرتنا هي القاعدة و إفاقتنا هي الاستثناء ، و لا يمكننا إلا أن نقول …. ليس بمقدورنا إلا أضعف الإيمان.

شارك المقالات:

مواقيت الصلاة

حالة الطقس

حاسبة العملة

PNFPB Install PWA using share icon

For IOS and IPAD browsers, Install PWA using add to home screen in ios safari browser or add to dock option in macos safari browser

Manage push notifications

notification icon
We would like to show you notifications for the latest news and updates.
notification icon
You are subscribed to notifications
notification icon
We would like to show you notifications for the latest news and updates.
notification icon
You are subscribed to notifications