الجامع العتيق في غدامس مزيج فريد من الطرازين القديم والحديث

يُعد الجامع العتيق في غدامس، المعروف أيضاً بالجامع الكبير وجامع ورنوغن الثالث، أحد أبرز المعالم التاريخية والثقافية في ليبيا. بُني هذا الصرح الديني في سنة 44 هـ “668 م” على يد ورنوغن بن واجليدن بن معطوس، ويُعتبر اليوم من أهم الرموز الإسلامية في المنطقة.

تعرض الجامع لأضرار جسيمة خلال الغارة الفرنسية الجوية على غدامس في 11 يناير 1943، حيث تصدعت أجزاء كبيرة منه، لكن بفضل الجهود الحثيثة لإعادة ترميمه، تمت إعادة بناء الجامع بنفس الطراز الأصلي، وشملت عمليات الترميم والإصلاح عدة مراحل في سنوات 1970 و2003 و2007.

يتميز الجامع ببيت الصلاة شبه المنحرف الذي يضم مئذنتين على الطراز المغربي، ذات القاعدة المربعة والبدن المستطيل، مع شرفة تتبع نمط العمارة الغدامسية، كما يحتوي على محراب مجوف معقود على شكل حدوة الفرس، ومنبر متحرك، وغرفتين إضافيتين، يجمع الجامع بين الطرازين القديم والحديث في مواضيه، ويحتوي أيضاً على بئر مياه.

إضافة إلى دوره كمكان للصلاة، يحيط بالجامع عدد من المعالم الدينية الهامة، مثل مسجد افرسغو والزاوية القرآنية زاوية ننج ومسجد المودو نزكا، كما يتمتع الجامع بعدد من الأوقاف الخاصة به، التي تساهم في استمرارية خدماته وتجديده.

لا يزال الجامع العتيق في غدامس يُمثل مركزاً دينياً مهماً، حيث تقام فيه الصلوات حتى يومنا هذا، ويشكل رمزاً للتراث الثقافي والديني في المنطقة.