د . أمال عامر أستاذة الفلسفة والتصوف ومقارنة الأديان
سؤال المرّ في ذواتنا الباحثة عن خلاصها تتجلى في رواية مر القدر ثنائيات الموت والحياة والألم والامل وتتعدد أسئلة الانسان و حاضر اللحظة الهاربة المنفلتة من الزمن ..و أفق الآتي في ثنائية المكان والزمان حيث الحدث المحدد لمصيره و حاضره عبر لوحات الرواية التي تعكس السؤال الجوهري :
عن مدى فاعلية الذات في توجهاتها واختياراتها .. أم أنها مستسلمة كقشة تتقاذفها أمواج ذلك البحر الذي اختاره الكاتب ان يكون مؤثثا للقاء إنساني بكل اسلته الحاملة هم الكينونة و المصير وقلق الولادة والمستقبل والانا والآخر.. والتي تشكلت عبر أمواج الذات الإنسانية في معاناتها و توقها في مشاهد اتسمت بانسيابية الزمن في كل تقلباته وتمظهراته..مما يجعلها تعكس سؤال الفضاء الزمني بكل مساحاته المتماهية مع الوجود الإنساني في جدلية الألم و الامل والموت والحياة ..
ومن خلال الرؤية بعين القلب كما يشير لها الكاتب تتجلى حقيقة متوهجة وهي ان مواجهة الألم هي التربة التي يزهر فيها الامل وان مواجهة الموت بأشكاله هو السبيل إلى الحياة..ومن هنا كان غوص الكاتب في جوانية النفس الإنسانية واستكشاف الذات في لحظات ألمها ومعاناتها وحلمها.. ففي كينونة الوجود البشري بحسب هيدجر سبيلا ومشروعا لفهم حقيقة الوجود الذي لا نفهمه إلا من خلال وجودنا وتجربتنا.. مرّ القدر..رواية تعكس تجربة إنسانية في اتساع الوطن و رحابة الإنسانية بحمولة اسءلتها في السفر والاغتراب وقيمة الحب والحرية والوطن .. مر القدر.. تأتي محملة بوجع المر في ذواتنا الباحثة عن خلاصها.. الظامئة للخروج من غياهب اليتم وظلمة الفقد إلى حياة يضيؤها الامل والمعنى ..عميق الشكر والتقدير للدكتور محمد المحجوب.
شارك هذا الموضوع:
اكتشاف المزيد من New Jetpack Site
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.