على مدى سنوات كانت ظاهرة التصحر في ليبيا خطرا يهدد الطبيعة في ليبيا خاصة وأن 2% فقط من مساحة البلاد صالحة للزراعة إلا أن الأمطار الغزيرة التي أصبحت تجتاح مدنا ليبية بين الحين والآخر أعطت أملا جديد في احتمالية وقف ظاهرة التصحر وتحول بعض الأراضي من صحراوية إلى مساحات خضراء.
وكالة ناسا
ورغم أن الفيضانات تحدث أضرارا مادية كبيرة في الممتلكان العامة والخاصة لكنها تنعش الطبيعة حيث عززت وكالة ناسا هذا الاعتقاد بعدما أظهر صور أقمار اصطناعية نشرتها الوكالة زيادة ملحوظة في الغطاء النباتي في منطقة الصحراء الكبرى مقارنة بسنة 2023. ويرتبط هذا التحول المفاجئ في اللون المهيمن عادةً على المناطق الصحراوية بشكل أساسي بارتفاع نسبة الأمطار.
ويرى العلماء أن هذه الأمطار ترتبط بتحول منطقة التقارب الاستوائية شمالا، مما ينتج عنه هطول أمطار فوق المعدل الطبيعي، بل يتوقع حتى أن تشهد بعض المناطق هطول أمطار يصل إلى 500% من معدل الأمطار الشهري المعتاد، مما يزيد من خطر حدوث فيضانات مفاجئة، خاصة وأن التربة الصحراوية غير قادرة على امتصاص المياه بشكل فعال.
كما أظهرت خرائط الشذوذ، التي تسمح بمراقبة “التغيرات غير الطبيعية لنمط هطول الأمطار”، لشهر سبتمبر من هذه السنة أن جزءا كبيرا من الصحراء الكبرى يعاني من تغيرات ملحوظة في كمية الأمطار، مما يشير إلى احتمال أن يكون عام 2024 الأكثر رطوبة للصحراء الكبرى منذ عام 1994.
الأمم المتحدة
وتعد هذه المؤشرات إيجابية في بلد يعاني التصحر حيث حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف»، من اتساع التصحّر الذي يعيد تشكيل الطبيعة في ليبيا، وصنفت أكثر من 95% من بيئة ليبيا على أنها صحراوية أو شبه صحراوية، مشددة على الحاجة إلى حماية واستعادة المناطق الخضراء، باعتباره أمرًا بالغ الأهمية.
وقالت «يونيسف» إنها تعمل مع الشباب وشركائها لاتخاذ إجراءات لاستعادة وحماية البيئة في ليبيا للأطفال حتى يتمتعوا بمستقبل أكثر اخضرارًا.
مؤتمر المناخ
من جانبه أشار رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي خلال كلمة في مؤتمر المناخ الذي عقد بمدينة شرم الشيخ المصرية في نوفمبر 2023 إلى أن “ليبيا باتت من أكثر الدول حساسية للتغيرات المناخية، بحيث بدأ شح مياه الأمطار” كما “أن تراجع الموارد المائية في الأعوام الأخيرة ينذر بموجات جفاف حادة تزداد وتيرتها مع الوقت”.
وقال رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة التصحر عبد الغني عون إن ليبيا تعاني منذ سنوات جفافاً جزئياً على المنطقة الغربية أثر سلباً في الإنتاج الزراعي والحيواني، إضافة إلى تفاقم ظاهرة الزحف العمراني على بعض المناطق الزراعية وسط تقاعس من السلطات في تطبيق القانون، فضلاً عن عمليات الاعتداء على الغطاء النباتي وسط غياب الدولة خلال السنوات الماضية مع الحروب المتواصلة منذ عام 2011
ودعا عون إلى “ضرورة وقف الزحف الصحراوي وسط مخاوف من حدوث جفاف عام في ربوع البلاد كافة وذلك لشح الأمطار وأزمة تغير المناخ وتراجع مستويات نزول المطر وارتفاع درجات الحرارة.
شارك هذا الموضوع:
اكتشاف المزيد من New Jetpack Site
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.