الناير اليعقوبي
تُعد المقتنيات الشعبية في بلادنا، جزءًا مهمًا من التراث الثقافي الذي نفتخر و نفاخر به، فهي تمثل تاريخًا طويلًا عريقًا من التفاعل الثقافي والاجتماعي بين مختلف الحضارات التي مرت على هذا التراب.
من هذه المقتنيات، التي تتفرد ليبيا بها دون سائر البلدان، هي الأزياء التقليدية، والحلي، والأدوات المنزلية، والصناعات التقليدية، التي تمتد امتدادًا لثقافة مازالت حية في الذاكرة الجمعية بين ظهرانينا.
الأزياء التقليدية تختلف في بعض التفاصيل في شرق البلاد عن غربها و جنوبها، بل أنها تتنوع أحيانا في ذات المنطقة، حيث يعكس كل زي طابعًا ثقافيًا متميزا بتصميمه و نقوشه، و تتزين النساء بالحلي التي تصنع غالبًا من الذهب أو الفضة ،و يتفنن الحرفيون بمهارة في تشكيلها في أشكال تعكس أصالة وجمال بيئتنا.
الأدوات المنزلية التقليدية و رغم بساطتها ،هي الأخرى، تضفي دفئا و رونقًا على البيت، ونجد أواني الفخار تستخدم حتى يومنا هذا لتجدد بعبقها عبق الماضي في حاضر الاستخدامات اليومية كالطهي و طحن الحبوب و تحضير اللبن.
وتأتي الصناعات التقليدية لتحتل مكانة خاصة في فسيفساء تراثنا، من بينها صناعة الفخار والسجاد و الأحذية والسعفيات ،حيث تتميز بالدقة والإبداع، وتُظهر عليها بصمات النسيج الاجتماعية في مختلف ربوع البلاد.
هذه البصمات تواجه تحديات كبيرة في العصر الحديث على خلفية التغيرات الاقتصادية والاجتماعية، وتداعيات العولمة التي أدت في مجملها إلى تراجع الاهتمام بها.
وبعد.. علينا بذل المزيد من الجهود لدرء الخطر عن الدُرر الشعبية من خلال إنشاء معارض دائمة خاصة بها، ومراكز وهيئات ثقافية تهتم بجمعها، وفعاليات تُحييها، وتشجع الأجيال الشابة على تعلمها، بما يضمن بقاء واتقان هذا التراث الفتان.
شارك هذا الموضوع:
اكتشاف المزيد من New Jetpack Site
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.