اللوحة الرابعة .. رواية مرّ القدر
في مقهى فندق رمادة، وعلى أنغام العزف على آلة العود؛ في القاعة الكبيرة في الدور الأرضي؛ جلس أنور والعم فتحي، بادر المصور المحترف أنور بالسؤال قلت عندي موضوع مهم ما هو؟ في هذه اللحظة صار وجه الشاب مركزاً لألوان الطيف جميعاً لاحظ الخبير ذلك؛ وقال بسرعة :إذا كان الموضوع محرجاً أو شخصياً جداً لا داعي للحديث فيه، ابتسم أنور وقال: يقولون لا سر على طبيب ولا سر على قاضِ؛ فقال فتحي ما المعني يا صديقي؟ أنت في هذه المسألة قاض عندي؛ وفيما أؤمن به أنت من أهل الذكر .قال المصور ما القصة إذن؟ هنا اعتدل الشاب في جلسته وبدأ يقول: يا صديقي عندي صورتين لشخص واحد في زمنين مختلفين؛ فقال فتحي ما المشكلة في هذا؟ قال الفارق الزمني هو المشكلة الصورة الأولى عُمْرُ صاحبنا فيها شهر والصورة الثانية وعمره في حدود ثلاث وعشرين سنة اعتدل المصور ليقول: في غالب الحال تتم المقارنة من خلال ملامح الوجه ويتم التركيز على العيون من أجل استجلاء العلاقة بين الصورتين فتكون الناصية والعيون والأنف والوجنات من المؤشرات المهمة في عملية التقريب والمقارنة؛ وربما يكون للشفاه دور كما للعيون دور كبير . انصت أنور لكلام العم فتحي باهتمام؛ توقف المصورعن الحديث فكان الرد كيف يمكن المقارنة مع هذا الفارق الزمني ؟ أردف قائلاً: في العديد من دول العالم وخصوصاً في الجوازات وبوابات الدخول بين الدول تستخدم تقنيات متقدمة، فقال الجليس (أنور) نعم تتم من خلال مقارنة جواز السفر وصاحبه، قال أنور: كما في خدمات الجمارك الأسترالية ونيوزيلندا لديها نظام معالجة الحدود الآلي يدعى Smart Gate يستخدم للتعرف على الوجه. النظام يقارن وجه الفرد مع الصورة في جواز السفر الإلكتروني من خلال رقاقة تثبت أن صاحب جواز السفر هو المالك الشرعي لهذا الجواز . هذا التوضيح من جانب الشاب وملاحظة المصوروإصراره على فكرة المقارنة جعل القضية قضيته هو وأوجد فكرة تورط صديقه في مشكلة لا يمكنه في هذا الموقف التخلي عنه . فقال دع هذا الأمر لي ولا تقلق . نهضا سوياً على موعد باللقاء
تحيات الدكتور محمد محجوب
ولقاء في لوحة قادمة
**———————————————-
“شخوص الرواية” أنور ( الشاب) الليبي وهو بطل الرواية يقيم في بنغازي، وتذكر الروايات أن والده توفي وهو طفل لم يعرفه، كذلك لم يتعرف على أمه ___ سماح البحر ( هند) وهي بطلة الرواية (أم أنور) مرأة مصرية من منطقة الدخيلة بالإسكندرية، تقيم مع والدتها ولم تلتقي أبنها منذ عقدين من الزمن، مات زوجها في حرب أوغنده عاشت معتمدة في حياتها على نفسها، دون أية مساعدة من أحد. وعرفت بعد عودتها من ليبيا إلى مصر باسم سماح البحر ــــ أمراجع. (أب أنور) شاب ليبي من مدينة بنغازي عمل في الجيش الليبي، تزوج من الإسكندرية نظراً لظروفه الاقتصادية، في ذلك الوقت التي لا تسمح بزواجه من فتاة ليبية لكثرة المطالب والمصروفات، شارك في الحرب بين أوغنده وتنزانيا تذكر الروايات بشبه إجماع بأن تمساح ابتلعه في إحدى البحيرات هناك ـــــــ الحاج منصور الزنتاني. مواطن ليبي من أصول مدينة الزنتان انتقلت اسرته إلى بنغازي منذ زمن بعيد، ولكن بطبع المدينة ظل لقب الزنتاني صفة له. على معرفة بوالد أنور بحكم الجيرة وربما بحكم السن كذلك، يعرف أم أنور بحكم العلاقات الاسرية بينه وبين عائلة امراجع وله تعليقات على والدة الشاب قبل أن تغادر إلى مصر ــــــ العم ( مراد) عم أنور يقيم في العامرية بمصر، ويتركز عمله في الزراعة وله صلات وعلاقات لا بأس بها مع جل الليبيين المقيمين هناك، وخصوصاً أبناء المنطقة الشرقية وبنغازي بصورة خاصة، يقول في أحد احاديثه مع أنور أنه زار بيت أمه في الدخيلة مرة واحدة وربما كان ذلك قبل وفاة أخيه، والموقف الذي أتخذه الجد من ابن ابنه أنور ـــــ السيدة ( السيدة أم هند) وهي جدة أنور تعرف الكثير عن بنغازي، وتتابع بطرف خفي كل ما يقوم به الشاب والابنة، ذكية صعبة المراس لها من الخبرة ما لم تستطع الرواية الالمام به بشكل شبه كامل ــــــ العم فتحي( بوعلام) خبير البحر والصورة، يعمل على شاطئه أفنى عمره مصوراً على كرنيش الإسكندرية تجاوز وجوده هناك خمسة عقود، رأيه في شاطئ الإسكندرية وزواره لا يشق له غبار، عرف أنور وربما عرف هند( سماح البحر) تبنى فكرة المقارنة بين الصور وجمع صفوة من المصورين لإنجاز هذه المهمة ___ السيدة مراد ( خطيبة أنور) الشابة الطامحة في سكن ليبيا والإقامة بها، صاحبة الشرط الغريب فهي بين وبين كما يقال: رجل هنا ورجل هناك صاحبة الشرط القاسي؛ وما زاد الامر تعقيداً في شرطها ربطه بقصة الحاج منصور الزنتاني ـــــ الحاجة دنيا مركز الخبرة التي عاركت الحياة وعاركتها وتركت أثرها في تجاعيد وجهها وعبارا ت كلامها الخبيرة التي قدمت تفسيراً لذلك الشرط المريب وغادرت بهدوء تحسد عليه ..حصرت في الرواية عديد من الشخصيات التي تفاوت حضورها في تغيير مجريات الأحداث.
“الأماكن في الرواية” (بنغازي) حيث يقيم أنور وبها كان سكن والده ووالدته قبل أن يموت الأب وتسافر الأم إلى ديارها مصر – الإسكندرية – الدخيلة. (الإسكندرية) حيث الميلاد والنشأة لهند ثم الحب والغرام مع أمراجع على كرنيش الإسكندرية والزفاف كذلك ( غريان) منها أصول الحاج منصور وقبيلته، التي أصرت أو شبه أصر جزء منها على عودة جثمانه ليدفن في تربة الجد، وتمحى أثره من بنغازي وتبقى حياته وحياة عائلته هناك من الذكريات، يتحدث بها الأخلاف دون أن يخوضوها من جديد .. مع ذكر بعض الأماكن غير المحورية في هذه الرواية.
شارك هذا الموضوع:
اكتشاف المزيد من New Jetpack Site
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.