أطلق منبر المرأة الليبية من أجل السلام حملة توعوية تحمل عنوان “وسيطات السلام” في ظل الأحداث المتسارعة التي تشهدها ليبيا، والتي تؤكد الحاجة الملحة إلى مشاركة جميع مكونات المجتمع، لا سيما المرأة، في صناعة مستقبل أفضل للبلاد.
وأكد منبر المرأة الليبية من أجل السلام عبر صفحته بموقع “فيسبوك” أنه خلال التحولات السياسية التي تشهدها ليبيا منذ عام 2011، والنزاعات المسلحة التي اندلعت منذ عام 2014، تعرضت حقوق الأفراد والجماعات في مناطق النزاعات لانتهاكات جسيمة على جميع المستويات، بما في ذلك الحقوق المدنية والسياسية، والحق في الصحة والتعليم والعمل اللائق، والمسكن، والماء النظيف، والغذاء. وقد كانت النساء والفتيات الأكثر تضررًا من هذه الانتهاكات، حيث تعرضن لأشكال متعددة من العنف المنهجي والتهميش في جهود الوساطة.
وأشار منبر المرأة الليبية إلى أنه رغم التحديات الكبيرة، أطلقت النساء الليبيات مبادرات للوساطة، تجسيدًا لحقهن في المشاركة وحماية لمجتمعاتهن. وقد شهدت المرحلة الماضية إسهامات فردية وظرفية لعدد من النساء في الوساطة المحلية والوطنية، مما يستدعي تأطير هذه الجهود في قالب مؤسسي.
ولفت منبر المرأة الليبية من أجل السلام إلى أنه يعمل على تأسيس الشبكة الليبية للنساء وسيطات السلام (NLWMN)، وهي منصة تهدف إلى تعزيز مشاركة النساء في الوساطة على ثلاثة مستويات: المحلي، الوطني، والدولي. وتأتي هذه المبادرة كجزء من جهد إقليمي عربي لمأسسة إسهامات النساء في بناء السلام، والذي تُوج بتأسيس الشبكة العربية للنساء وسيطات السلام.
وشدد منبر المرأة الليبية على أن المرأة الليبية لها تاريخ طويل في الوساطة، بدءًا من منتصف القرن التاسع عشر، حيث أسهمت النساء في الوساطة في النزاعات القبلية والمدنية. وخلال الفترة من 2011 إلى 2023، شاركت النساء في الوساطة في النزاعات السياسية والاقتصادية والقانونية، بما في ذلك النزاعات المتعلقة بالموارد الوطنية ونزع السلاح غير الشرعي.
وتهدف حملة «وسيطات السلام» إلى رفع مستوى الوعي بأهمية دور المرأة الليبية في الوساطة، وتحدي الصور النمطية حول قدراتها، وتسليط الضوء على الدور المحوري الفعال الذي تلعبه المرأة في بناء السلام، وتعزيز قدراتها في مجال الوساطة والمصالحة وتأطيرها في قالب مؤسسي، وتزويدها بالمهارات والمعارف اللازمة، وتحفيزها على المشاركة الفعالة في عمليات السلام.
وتتضمن حملة “وسيطات السلام” حملات إعلامية عبر وسائل التواصل الاجتماعي وبرنامج إذاعي وآخر تلفزيوني، ومجموعة متنوعة من الأنشطة، منها: تنظيم ورش عمل تدريبية للمرأة في مجال الوساطة والمصالحة، وتقديم الدعم اللوجستي للمبادرات النسائية في مجال السلام كما تشمل الحملة إقامة شراكات مع المنظمات الحكومية والخاصة والمجتمع المدني لدعم جهود المرأة في مجال السلام، وإلى تغيير السياسات بالضغط على صناع القرار لتبني سياسات تعزز مشاركة المرأة في الحياة العامة وفي صناعة القرار.
وتأتي حملة التوعية بدور “وسيطات السلام” ضمن مشروع “منبر المرأة الليبية من أجل السلام” الأوسع لـ”بناء رؤية للسلام المستدام في ليبيا”.
وتأسس المنبر في السابع من أكتوبر 2011م، وهو حركة من قيادات نسائية وشبابية تهدف إلى الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية وحقوق المواطنة وبناء السلام المستدام.
شارك هذا الموضوع:
اكتشاف المزيد من New Jetpack Site
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.