في مثل هذا اليوم منذ تسع سنوات، انتفض الشارع في مدينة بنغازي دعمًا للقوات المسلحة في حربها ضد الجماعات الإرهابية المتطرفة التي شنت عمليات إرهابية قذرة استهدفت عناصر الجيش والشرطة والإعلاميين والناشطين المدنيين .
في هذا اليوم التحم الشعب مع جيشه ضد الإرهاب ليكون جبهة واحدة ويكون بداية الخلاص من المجموعات الإرهابية من تنظيمي داعش والقاعدة وأنصار الشريعة والمتحالفة مع تنظيم الإخوان.
في 16 مايو انطلقت عملية الكرامة بقيادة القائد العام للقوات المسلحة اللـــواء (آنذاك) خليفة حفتر، الذي قاد مجموعة من منتسبي الوحدات العسكرية النظامية في بنغازي، وأعلن معهم عملية عسكرية ضد التنظيمات والمجموعات الإرهابية التي كانت وقتئذ تسيطر على المدينة.
عملية الكرامة
حفتر أطلق على هذه العملية اسم “عملية الكرامة” ثأرًا لكرامة ضباط الجيش الليبي والشرطة والنشطاء والإعلاميين الذين كانوا يتساقطون اغتيالا، سواء بالرصاص أو التفجير في وضح النهار، وكل العمليات كانت تسجل ضد مجهول ، وسط صمت وتجاهل من المسؤولين في ذلك الوقت ، وسجلت عمليات الاغتيالات أرقاما غير مسبوقة تجاوزت الـ 13 قتيلا في يوم واحد .
واجهت عناصر الجيش في ذلك الوقت مشكلة عدم التسليح الكافي وعدم انضمام كافة الوحدات العسكرية والشرطية في المدينة، في مقابل كثرة عدد التنظيمات المتطرفة التي اتحدت للقضاء على هذه النواة الوطنية التي تريد اقتلاعهم من جذورهم في المدينة، الأمر الذي رجح كفة الإرهابيين خاصة مع الدعم الذي تلقوه من المسؤولين من المؤتمر الوطني العام ، الأمر الذي أجبر الجيش على التحصن في القاعدة الجوية ببنينا والتي حاصرها الإرهابيين، فيما تحصن الجزء الآخر بمعسكرات الرجمة التي حاولت عناصر الإرهاب الوصول إليها دون جدوى.
وأمام خسارة قوات الجيش لأهم معسكراتها وهو معسكر القوات الخاصة بمنطقة بوعطني، ومع توافد المزيد من العناصر الإرهابية القادمة من مدينة درنة، وتفجير أسوار معسكر بنينا، أعلن سكان بنغازي موقفهم الحاسم، وخرجوا منتفضين في 15 أكتوبر 2014 معلنين عن تحرك مسلح لشباب بنغازي .
المساندة المسلحة للشباب
حمل الشباب في المدينة السلاح كل في منطقته، وتمكنوا من السيطرة على مناطقهم بعد اشتباكات مع الإرهابيين، وسطروا ملاحم وبطولات خاصة في مناطق بوهديمة وشارع عشرين والماجورى الوحيشي وزواوة وحى السلام ورأس اعبيدة والسلماني وسيدي حسين ، وكان الثمن ارتقاء العشرات من الشهداء ومئات القتلى في صفوف الإرهابيين الذين خسروا كل تلك المناطق.
بالتزامن مع ذلك شنت القوات المسلحة هجمات موحدة داخل أحياء بنغازي ضد مواقع الإرهابيين.
وفي مثل هذا اليوم أعلن القائد العام للقوات المسلحة اللواء خليفة حفتر استعداد القوات المسلحة للنزول إلى بنغازي لتطهيرها من الإرهابيين وإعادة الاستقرار إليها.
حصار وحرب طويلة
ونجحت هذه الوحدة بين الجيش وأبناء المدينة وشبابها في استئصال جذور الإرهاب من بنغازي وإنهاء سيطرته واستبداده عليها، حيث انتهت المعارك التي احتدمت بين الجانبين بعد أسبوع واحد بسيطرة الجيش على المدينة ومحاصرة الإرهابيين في مناطق عدة؛ منها الليثي والصابري وسوق الحوت والقوارشة وبوعطني والهواري وقنفودة، واستمرت المعارك مع تلك العناصر الإرهابية المتحصنة بالمناطق السكنية والتي حولت الأهالي لدروع بشرية حوالي أكثر من ثلاث سنوات، ناهيك عن الإمداد الذي كان يصل للإرهابيين عبر البحر في مناطق الصابري وفنفودة والقادم عبر “جرافات (سفن) الموت”.
خلال هذه الفترة العصيبة تعطلت المؤسسات الحكومية وتوالت الأزمات على المدينة بعد أن أغلقت منافذها البحرية والجوية، كما تسببت الحرب في نزوح الآلاف من سكانها خارج المدينة وداخلها وفي المدارس العامة، ونشطت مؤسسات المجتمع المدني والهلال الأحمر في تدارك أزمة النازحين بالوقوف معهم ومدهم بالمؤن والاحتياجات الأولية تقديراً لظروفهم الصعبة .
عودة الأمن
وشهدت بنغازي بعد مرور 3 أعوام من انطلاق انتفاضة أكتوبر، تحسنا كبيرا للأوضاع الأمنية بفضل الجهود الكبيرة التي تبذلها الأجهزة الأمنية بمختلف مسمياتها، والتي أصبح انتشار قواتها ملحوظا بشكل كبير، بعد أن كانت قبل 3 أعوام من هذا التاريخ غير قادرة على أداء أبسط مهامها.
وبذلك أصبحت القوات المسلحة بقيادة اللواء خليفة حفتر بعد مرور 3 أعوام من انطلاق انتفاضة 15 أكتوبر القوة المسيطرة على كامل شرق ليبيا وأجزاء كبيرة من غربها وجنوبها.
ومنذ اقتلاع آخر جذور للإرهابيين من شرق وجنوب البلاد وبعض أجزاء من الغرب، انطلقت عملية إعادة الإعمار التي أولاها المشير خليفة حفتر أهمية قصوى وبدأت ملامح الازدهار تعود إلى بنغازي ودرنة وغيرها من مدن الشرق، وما زاد من تسريع وتيرة البناء الأجهزة التي كلفتها الدولة بتولي إعادة الإعمار وفق أحدث المواصفات القياسية.
شارك هذا الموضوع:
اكتشاف المزيد من New Jetpack Site
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.