حذر مركز الأرصاد الجوية من تقلبات جوية تؤثر على مناطق الشمال الغربي مع فرصة سقوط أمطار متوسطة الشدة إلى غزيرة على مناطق الساحل من راس اجدير إلى مصراتة ومناطق الدواخل- سهل جفارة- مناطق الجبل الغربي -ترهونة- مسلاتة- بني وليد.
وتوقع المركز أن تكون الأمطار غزيرة من آخر مساء اليوم ويوم الغد الجمعة خصوصاً على منطقة طرابلس الكبرى، مرجحة جريان وسيول بعض الأودية وارتفاع منسوب المياه في الأماكن المنخفضة، وربما حالات فيضانية محدودة في بعض الأماكن الأخرى مع رياح نشطة إلى قوية.
وقد انتشرت في جميع المناطق مقاييس الرصد لمراقبة كميات الأمطار بدقة، وذلك لتحديد الكميات التي هطلت.
عقب هذا التحذير أبدت مختلف القطاعات في الدولة استعداداتها لاتخاذ الإجراءات الاحتياطية اللازمة ولتقديم المساعدة المطلوبة كل وفق القطاع والخدمة التي يقدمها.
لجنة الطوارئ
من جانبها طالبت رئيس اللجنة الوطنية للطوارئ بوزارة الحكم المحلي بحكومة الوحدة الوطنية نصر المحتوت، كافة أعضاء اللجنة من وزارات وهيئات وأجهزة وشركات حكومية برفع حالة التأهب إلى القصوى لمواجهة تقلبات الأحوال الجوية المحتملة يومي الخميس والجمعة.
وأعلن المحتوت استكمال كافة المؤسسات الحكومية والهيئات المعنية بالتعامل مع التداعيات المحتملة للمنخفض الجوي المتوقع على طرابلس وأجزاء من المنطقة الغربية يومي الخميس والجمعة، لاستعداداتها لمواجهة الأمطار الغزيرة التي يُمكن أن تسبب جريان بعض السيول والأودية وتجمعات للمياه.
ونوه رئيس اللجنة إلى أهمية ابتعاد المواطنين عن مجاري الأودية والحذر عند قيادة السيارات على الطرق العامة والفرعية.
البلديات
من جهة أخرى عقد المحتوت اجتماعًا مهمًا مع عميد بلدية تاجوراء “خالد الأزرق”، وعضو المجلس البلدي سيدي السايح “الهادي الجدر”، بالإضافة إلى عضو اللجنة مدير إدارة السدود بوزارة الموارد المائية، لمناقشة الاستعدادات لهطول الأمطار وجريان وادي الربيع.
وأكد المحتوت خلال الاجتماع، على أهمية اتخاذ البلديتين للتدابير اللازمة للتخفيف من الأضرار التي قد تنتج عن تدفق مياه الوادي، مشيرًا إلى الحاجة الملحة لتكثيف الجهود في هذا الصدد.
وشدد “المحتوت ” على ضرورة تكليف مخاتير المحلات بالعمل على تنبيه السكان القاطنين في منطقة مصب الوادي وبجوار مساره، بضرورة اتخاذ الحيطة والحذر والاستعداد المبكر لإخلاء المنطقة ومغادرة رقعة المصب في حال تحرك الوادي، وذلك لضمان سلامة الأرواح وحماية الممتلكات.
ونقلت بلدية غريان عن مدير إدارة التشغيل والصيانة بمنطقة الجبل الغربي دعوته المواطنين إلى توخي أقصى درجات الحيطة والحذر من تجمع المياه بالأماكن المنخفضة وكذلك احتمال جريان الأودية المحلية.
شركة الخدمات
من جهتها أعلنت شركة الخدمات، جاهزية فرق الطوارئ المختصة لمواجهة أي مستجدات قد تنجم عن الظروف المناخية المتوقعة، مؤكدة أنها تعمل على ضمان سرعة الاستجابة لمواجهة أي طارئ خلال هذه الفترة، في إطار الجهود المبذولة للحفاظ على سلامة المواطنين والمنشآت.
وأكدت الشركة بدء الفرق المختصة بالشركة في الأعمال المكلفين بها حسب البرنامج المعد مع الشركة العامة للمياه والصرف الصحي – ليبيا ومديرية أمن طرابلس، وذلك بناء على التوجيهات بشأن رفع درجة الاستعداد والتأهب القصوى للتعامل مع الظروف المناخية القادمة.
مديرية أمن طرابلس
وعلى الرغم من استمرار هطول الأمطار بغزارة إلا أن رجال المرور والنجدة وقوة المهام الخاصة لم يتوقفوا عن أداء واجبهم النبيل على مدار الساعة، حيث يعملون بجهد وتنظيم لتيسير حركة السير متجاوزين التحديات لضمان سلامة المواطنين وممتلكاتهم.
بالتزامن مع ذلك نبهت مديرية أمن طرابلس إلى أن القيادة أثناء هطول الأمطار الغزيرة يمكن أن تكون محفوفة بالمخاطر وتتسبب في الانزلاق المائي، لا سيما مع تحذيرات مركز الأرصاد الجوية بتقلبات الطقس و هطول الأمطار واشتداد الرياح حيث يمكن أن تؤدي مثل هذه الظروف الممطرة بشدة إلى زيادة حوادث السيارات، داعية المواطنين أصحاب السيارات الثقيلة والشاحنات للامتناع عن دخول الطريق السريع أثناء العاصفة باستثناء السيارات ذات الطابع الخدمي وذلك لسلامتهم ولتجنب مخاطر الاصطدام والحوادث المؤسفة .
العملية التعليمية
وفي سياق آخر أعلنت جامعة طرابلس عن إلغاء امتحانات طلبة التمهيديّة، وذلك اليوم الخميس، نظراً للأحوال الجوية السائدة.
كما أعلنت مراقبة التربية والتعليم ببلدية سوق الجمعة تعليق الدراسة في كافة المدارس التابعة لها خلال الفترة المسائية من اليوم، وذلك بسبب الظروف الجوية السيئة وهطول الأمطار الغزيرة ويأتي هذا القرار حرصاً على سلامة الطلاب والكوادر التعليمية.
من جانبه أكد وزير التربية والتعليم بحكومة الوحدة الوطنية موسى المقريف، أن الوزارة منحت في وقت سابق السلطة التقديرية لمراقبي التربية والتعليم في البلديات، لاتخاذ القرارات المناسبة بشأن تعليق الدراسة أو منح عطلات للطلاب والتلاميذ في مثل هذه الأجواء الممطرة.
وأوضح المقريف أن القرار يهدف إلى حماية الطلاب وضمان سلامتهم، مع التأكيد على أهمية متابعة تطورات الأحوال الجوية والتعامل معها بما يخدم المصلحة العامة، مشددا على أن الوزارة تضع سلامة الطلاب والتلاميذ في مقدمة أولوياتها، داعيا إلى التنسيق المستمر بين المراقبين والجهات ذات العلاقة لضمان اتخاذ التدابير اللازمة في الوقت المناسب.
ما بين التحذيرات من التقلبات الجوية والسيول والاستعدادات لها يبقى القلق هو سيد الموقف في الكثير من المناطق والمدن الليبية، خاصة وأن هناك العديد من الشكاوى من عدم توفر الإمكانيات الكافية لمواجهة التقلبات الجوية.