نجح المهندس الزراعي صالح بريكاو، أحد مزارعي منطقة دوجال ببلدية وادي عتبة، في زراعة نبات البونيكام كجزء من تجربة استمرت لمدة عام بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي لتغذية المواشي والحيوانات. هذه الخطوة جاءت كحل مبتكر لتوفير بديل مستدام للأعلاف التقليدية، وتُعتبر تجربة زراعة البونيكام مثالًا عمليًا لإدخال تقنيات زراعية جديدة في المنطقة.
يُعد نبات البونيكام من النباتات النجيلية المعمرة التي تُستخدم كأعلاف خضراء بفضل قدرته على النمو في الظروف القاسية. يتميز بنشاطه خلال فصل الصيف، بينما يتراجع نموه خلال الشتاء، حيث يتوقف تمامًا عن النمو من شهر نوفمبر حتى فبراير. يحتوي هذا النبات على نسبة بروتين تصل إلى 8% فقط، لكنه يُعمر من خمس إلى سبع سنوات، ويتحمل درجات الحرارة المرتفعة، والملوحة العالية، والجفاف، مما يجعله خيارًا مناسبًا للزراعة في المناطق الصعبة.
إلى جانب قيمته الغذائية العالية، يتمتع البونيكام بإنتاجية كبيرة واستهلاكه القليل لمياه الري مقارنة بالنباتات الأخرى. يُعتبر بديلًا فعالًا للأعلاف التقليدية مثل الحشائش والذرة، مما يُسهم في تقليل العجز في الأعلاف الخضراء. كما يُنتج سمادًا بلديًا يُعزز من خصوبة التربة ويوفر الجهد والعمالة طوال العام. المهندس بريكاو يُشجع مزارعي وادي عتبة على تبني زراعة البونيكام والتوسع فيها، خاصة بعد أن أثبتت التجربة نجاحها الكبير في تحسين الإنتاج الزراعي واستدامة الموارد.