أختيرت الفنانة الليبية نور سامي جعودة من قبل رئاسة مؤسسة بيانالي الدرعية بالسعودية لتشارك في أحد أكبر أعمالها في الملتقى العالمي الخاص بالفنون الإسلامية 2025 بجدة من 24 يناير إلى 25 مايو.
من هي نور جعودة
ولدت نور جعودة عام 1997 في القاهرة، حيث تقيم وتعمل بينها وبين لندن، تحمل نور درجة البكالوريوس في الفنون الجميلة من كلية روسكين للفنون بجامعة أكسفورد (2018)، ودرجة الماجستير في الرسم من الكلية الملكية للفنون في لندن (2021).
هي فنانة ليبية تتميز بشغفها بتصنيع المنسوجات المصبوغة يدوياً، وتحتفي بعدم القدرة على التنبؤ بالأصباغ العضوية.
وتعتمد أعمالها الفنية على جمع الأصباغ الطبيعية والأقمشة وما تعثر عليه من منسوجاتها وتركيباتها الليفية تتمحور أعمالها حول مواضيع انتشال الذات وإعادة بنائها، وميوعة الهوية، والحيرة الناشئة من الاضمحلال وإعادة البناء وضعف الانتماء والتجديد.
أقامت نور جعودة وشاركت في عدد لابأس به من المعارض داخل و خارج بريطانيا وكان أول معارضها سنة 2017 في أوكسفورد ، كما عرضت نور أعمالها مؤخراً في مركز موكو مونبليه للفن المعاصر (2014)، والمعرض الفني الدولي الستين في بينالي البندقية (2024).

جعودة تصف إحدى أعمالها
ووصفت جعودة إحدى أعمالها في المعلومات المرفقة إلى جانبها والتي أسمتها “قبل السماء الأخيرة” “تستدعي عظمة الله تعالى حالة الخضوع والاستسلام الإنساني، الذي يمثل جوهر الإسلام، إذ تعني كلمة «الإسلام» في أبرز معانيها الاستسلام والانقياد، حيث يتأتى هذا المقصد الجليل من خلال أداء المسلمين للصلاة على مدار اليوم والليلة يتناول هذا التركيب الفني، الموجّه نحو مكة المكرمة، هيئات الصلاة، عبر ثلاثة منسوجات ملفوفة تمثل الركوع والسجود، والجلوس”
وأضافت ” تشير هذه المنسوجات الثلاثة إلى أثر سجادات الصلاة المتنقلة في تحويل البقعة العادية التي تغطيها من الأرض إلى مساحة مقدسة؛ لتصبح بمثابة جسر يصل بين العالمين المادي والروحي. وتوجد بجانب هذه المنسوجات بوابات معدنية معلقة تمتد نحو السماء، مستوحاة من تصاميم الزخارف التي تعلو جدران المساجد، في إشارة إلى الحدود الرقيقة التي تصل الأرض بالسماء، يجسد العمل حالة الخضوع والاستسلام؛ عبر استخدام خامات بسيطة بمقاييس عالية.”
ونوهت إلى أن “الطابع الهش للمنسوجات المصبوغة يدوياً وما تحتويه من فراغات وخطوط عشوائية يدعو إلى التأمل في ضعف الإنسان ونقصانه وفنائه، تتيح هذه المنسوجات فرصة للتفكر في الذات، مركزة على سجادة الصلاة كمكان معظم، وعلى أوقات الصلاة كزمان معظم. وبكونها مساحة متنقلة تُجعَل بين الأرض والمصلّي تضفي سجادة الصلاة بعداً روحياً محدوداً في زمنه، لكنه خالد في معناه”.

ما الذي قالته عنها الناقدة جاسيكا
تقول عنها الناقدة البريطانية جاسيكا “إن أعمال نور جعودة هو نتاج تأثرها وتأثيرها في الأماكن التي مرت بها في حياتها والأماكن التي تعيش فيها وكأنها في حركة مستمرة غير مستقرة” مضيفة أن “أعمال جعودة هي محاولة منها إلى اكتشاف المسافات والجغرافيا وفهم الغياب والحضور زمنيا وإعادة المفكك وإعادة بناءه”
وقالت الناقدة جسيكا أيضا “تجربة جعودة في محاولة التجذر المتكررة تضفي عليها أبعاد ومفاهيم و إحساس قوي في أعمالها سواء بإعادة تجذير هويتها أو العكس، لذلك نلاحظ في أعمالها للمنسوجات حالة من المرونة في الهوية وحالة مستمرة في الوصول الى المقصود”

تحليل المرسم التشكيلي لوصف جاسيكا
وعلق المرسم التشكيلي الليبي على ما قالته الناقدة جسيكا بأن ما تقصده هو البحث عن قضية تأصيل الهوية عند جعودة، هوية المكان و الزمان، هوية الذكريات والمجتمع، لأن جعودة ولدت في لندن و درست الفن في جامعتها وتأثرت بمناخها العام و متاحفها و صالوناتها الثقافية، وهي كذلك متنقلة بين لندن والقاهرة وهي قضية هوية الجغرافية والانتماء للمكان والأهم انهها ابنة عائلة جعودة البنغازية وهي الهوية التي تحاول نور المحافظة عليها من خلال كل هذه المدخلات و المخرجات في فهم قضية الهوية عند الإنسان خصوصًا المهاجر سواء بفكرة أو بجسده.. “

