المستشار / د . فائز محمد بوجواري
تطاول الأبناء على والديهم واستعلائهم عليهم وجحودهم اللا أخلاقي في سلوكهم المتبع تجاههم ولو بكلمة واحدة ، يبكي الرجال قهرا وحزنا .. وفي ذات الوقت ُغلبًا .. ويضيق الأفق الممتد أمامهم ضيقًا لأنهم يصابون بخيبة أمل فيهم .. يقول لسان حال البعض المتابعين لهذا العقوق (( لا حفظ الله بنتا أو ابنا كان أي منهما عاقا لوالديه أو لأحدهما ولا رحمهم الله لأنهم لا يستحقون رحمته الواسعة .. بل ان الزمن سَيُقْلِبَهُمْ تقليبًا كما يُقْلَبْ الشِواء على النار لأن رب العباد يمهل ولا يهمل ، لا أحد يرغب أن يحدث هذا لابنه أو بنته دائما نريدهم أفضل منا وأن يسعدوا في حياتهم إذن ..
علينا أن نفرد دراسات مستقلة لمتابعة ودراسة هذه الظاهرة وتسليط الضوء عليها ومعرفة الظروف المحيطة والأسباب المؤدية لهكذا تصرفات غريبة سيئة لا تمت لديننا ولشعائرنا وخلقنا بصلة لنضمن سرعة التقويم والعودة لجادة الصواب في تربية أبنائنا نعم حسب روح عصرهم ولكن بثوابت قيمية يدركها الكبار المربون ..
فالكلمات الدلالية وحدها عاجزة عن البيان في هذا الشأن فهي صدمة كبيرة يصاب بها الإنسان لأن تلك المَلَكَةْ التي يتمنى الآباء أن تكون مبنية عليها أرواح بناتهم وأولادهم ضاعت في ظل غياب وضياع مجموعة القيم والأخلاق والأعراف والعادات والتقاليد الاجتماعية المحترمة التي تربت عليها أجيال متلاحقة لعقود طويلة مضت من زمن كان جميلا في بدايات القرن العشرين .. الآباء يحلمون بالحصول على أشياء ترتضيها نفوسهم وتطمئن بها قلوبهم من خلال تعبير أبناءهم عن مشاعر جياشة تجاههم تَشْرَهِبْ بها أرواحهم .. لأن الآباء يفعلون كل شيء لأطفالهم منذ الولادة بكل يسر بينما نجد صعوبة عند الأبناء وهي بالفعل صعوبة حقيقية في تعبيرهم عنها عن درجة الاحترام والتقدير التي من الضرورة أن يقدمونها لمن كان لهم حصنًا منيعًا حتى وصلوا لما وصلوا إليه …
إن البحث عن كلمات جميلة من الممكن أن يضعها الأبناء إن أرادوا الإحسان لمن كان سببا في وجودهم في هذه الدنيا مهم جدًا جدًا .. لأنها تستطيع أن تنقل إلى المتلقي لفائف من مشاعر إنسانية راقية جدًا وجياشة وهذا ليس بالأمر الغريب على من تربى على مكارم الأخلاق الحميدة والتي تتقاطع من شخص لآخر حسب نقاء سريرة الأم والتي تعتبر أساس قاعدة البنيان الثابت في تربية الأبناء
الكلمات وحدها لا تحمل أي إشعاع ولا تأثير لها .. إن كانت الأم تعتمد على سند خارجي في مسألة التربية مثل شبكات التواصل الاجتماعي المختلفة التي لا تأتي إذا تركوا لها تربيهم إلا كل سيء وغريب وبعيد عن قيم ديننا الحنيف وعاداتنا وتقاليدنا كمسلمين وكعرب .. أو تؤثر سلبًا عليهم بعض الآراء من هنا وهناك سواء كانت من قريب من الدرجة الأولى أو حتى من الدرجة المائة … علينا أن نعي أن الدائرة متصلة فسلوك الأبناء غير السوي يدمر الأسرة بكاملها ولا تحمد عقباه .. ولن يشعروا به إلا عندما يأتي الفأس في الرأس كما يقال .. عندها وعندها فقط تأثير عدم المتابعة والتقويم المبكر .. بدء سيصل إلى أمهم التي ستندم في لحظة لن ينفع فيها الندم لتركها وإهمالها وعقوقها لأبنائها .. ومن ثم سيصل ذلك التأثير السلبي إلى كل فرد من الأبناء .. وتأسيسا على ماتقدم .. فإن بناء المجتمع يحتاج إلى المحافظة على سلامة بناء الأسرة .