شهد حوش القره مانلي بالمدينة القديمة في طرابلس، أمسية ثقافية بعنوان “عادات ناس زمان في طرابلس”، نظمتها مؤسسة الحومة بالتعاون مع منظمة تفاصيل للتنمية والثقافة. تناولت الأمسية أبرز العادات والتقاليد الأصيلة التي اشتهرت بها طرابلس، في إطار جهود لإحياء وتعريف الأجيال بتراث المدينة العريق وعادات الجدات والأجداد.
أدار الأمسية الشاعر صلاح حودانة بمشاركة كل من الأستاذة أمال الزرقاني والأستاذة نعيمة النطاح، إلى جانب حضور عدد من النشطاء والمهتمين بالشأن الثقافي، كما تضمنت الأمسية فقرة فنية أحياها الفنان محمد بوجراد برفقة فرقته الموسيقية، ما أضفى جواً من الحنين والدفء على الفعالية.
وجاء الإعلان عن الأمسية بلمسة مميزة عبر اللهجة الطرابلسية العامية، حيث دعت مؤسسة الحومة الجمهور بعبارة “تآنسونا وتشرفونا في يوم طرابلسي زمني شتوي نحكوا فيه عن عادات ناس زمان في الشتي من تطيب ومن لمة حلوة وقنينة، وبنتكلموا عن كيف كانوا الناس قريبين من بعض وعلي عادات ناس زمان، في الحوش حناكلوا رشتة البرمة والقصطل والبطاطا الحلوة، وماتكملش لمتنا إلاّ بشاهي العائلة بالطاسة الأولى والثانية والثالثة يا بالكاكويا يا باللوز.”
حوش القره مانلي، الذي احتضن الفعالية، يُعدّ واحداً من أبرز المعالم التاريخية في طرابلس، ويعكس جمال العمارة الليبية التقليدية، يعود تاريخ بنائه إلى أوائل القرن التاسع عشر، حيث شيده يوسف باشا القره مانلي، أحد حكّام الأسرة القره مانلية التي حكمت ليبيا خلال الفترة الممتدة من القرن الثامن عشر وحتى الثلث الأول من القرن التاسع عشر.
بعد انتهاء حكم الأسرة القره مانلية، تحول الحوش إلى مقر لقنصلية دوقية توسكانا العظمى، وهو اليوم يُفتح للزوار ليقدم تجربة فريدة تعكس أسلوب الحياة في ذلك الزمن، ويحظى الحوش بمكانة خاصة لما يحتويه من مقتنيات تاريخية تعكس عبق الماضي، مما جعله خيار مثالي لاستضافة الفعالية.