الأخبار الشاملة والحقيقة الكاملة​

2025-03-10

12:06 صباحًا

أهم اللأخبار

2025-03-10 12:06 صباحًا

“الاثنين الأزرق”.. هل هو أكثر الأيام كآبة في العام؟

"الاثنين الأزرق".. هل هو أكثر الأيام كآبة في العام؟

في الأسبوع الثالث من شهر يناير، يُحتفل بـ”الاثنين الأزرق”، الذي يُزعم أنه أكثر الأيام كآبة في السنة. ظهر مصطلح “الاثنين الأزرق” لأول مرة عام 2004، عندما ابتكر عالم النفس البريطاني كليف أرنال صيغة حسابية، بالتعاون مع شركة السفر البريطانية “سكاي ترافيل”، لتحديد أكثر الأيام حزناً على مدار العام، وقد اعتمدت هذه الصيغة على مجموعة من العوامل مثل الطقس، وحالة الديون، وقرارات السنة الجديدة التي يصعب تحقيقها، بالإضافة إلى الشعور بالفراغ بعد احتفالات نهاية العام.

ولكن، هل “الاثنين الأزرق” فعلاً هو اليوم الأكثر كآبة؟ العديد من الخبراء يختلفون مع هذه الفكرة، كريج جاكسون أستاذ الصحة النفسية في جامعة برمنغهام سيتي في إنجلترا، أشار إلى أنه لا يوجد دليل علمي يثبت أن هذا اليوم هو أكثر كآبة من غيره، وأضاف أن “الاثنين الأزرق” هو مجرد تصور تم ترويجه عبر وسائل الإعلام، مما يمكن أن يخلق مشاعر سلبية غير حقيقية لدى الناس، حيث يتم توجيه الانتباه إلى هذا اليوم باعتباره يوم كئيب، في حين أن الأبحاث لا تدعم هذا الادعاء.

ورغم ذلك، هناك ظاهرة تُعرف باسم “الاضطراب العاطفي الموسمي” (SAD) التي تؤثر على 1 إلى 10% من الأشخاص في فترات الشتاء، يتمثل هذا الاضطراب في مشاعر الكآبة والقلق التي تتفاقم بسبب قلة ضوء الشمس، وتغيرات الطقس، مما يجعل شهري يناير وفبراير من أكثر الأوقات التي قد يشعر فيها الناس بالإحباط.

أما “الاثنين الأزرق” فقد تم تسويقه من قبل “سكاي ترافيل” في حملة إعلانات مبتكرة لتشجيع الناس على حجز رحلات سفر في هذا اليوم، مستغلة الترويج لفكرة أن السفر قد يساعد في تخفيف الشعور بالحزن والاكتئاب، وهو ما أثار استياء بعض الأطباء النفسيين مثل جاكسون، الذي وصف هذه الحملة بأنها قد تكون مضللة، وقد تؤدي إلى تأثيرات نفسية سلبية على الأفراد الذين يعانون من مشاكل صحية عقلية.

ويقول الدكتور رافي شاه، طبيب نفسي في مركز إيرفينغ الطبي بجامعة كولومبيا في نيويورك، إن الشتاء بشكل عام يزيد من مشاعر الكآبة، وأن المشكلة ليست في يوم محدد مثل “الاثنين الأزرق”، بل في العوامل المحيطة التي تؤثر على المزاج، مثل الطقس البارد، وقلة الضوء، وارتفاع مستويات التوتر الاجتماعي والاقتصادي.

العديد من الدراسات، بما في ذلك بحث أجري في اليابان، أظهرت أن أيام الإثنين قد تشهد ارتفاع في حالات الانتحار بين الرجال في بعض الحالات، ما قد يعكس تأثير ضغط العمل أو الأزمات الاقتصادية، لكن هذا لا يعني أن “الاثنين الأزرق” هو يوم رسمي يتسم بالكآبة، بل هو مجرد حيلة دعائية قد تكون بعيدة عن الواقع العلمي.

في الختام، بينما يظل “الاثنين الأزرق” جزءاً من ثقافة العصر الحديث، فإنه لا يستند إلى أي أساس علمي دقيق، قد يكون من الأجدر بدل التركيز على يوم معين، أن نفهم أفضل كيف تؤثر العوامل الموسمية والاجتماعية على صحتنا النفسية وكيفية التعامل معها بشكل علمي وواقعي.

شارك المقالات:

مواقيت الصلاة

حالة الطقس

حاسبة العملة