الأخبار الشاملة والحقيقة الكاملة​

2025-03-10

4:39 صباحًا

أهم اللأخبار

2025-03-10 4:39 صباحًا

انتشار الإيدز في ليبيا بين تزايد الإصابات والأسباب والحلول واستمرار معاناة المرضى

Wide Web copy

تشهد ليبيا ارتفاعا ملحوظا في معدل الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة(الإيدز) خلال السنوات الأخيرة، وهو ما يشكل تحديًا صحيًا واجتماعيًا كبيرًا.

وأكدت الدراسات أن هذا الانتشار يرجع إلى عدة عوامل منها تعاطي المخدرات، وممارسة الرذيلة خاصة مع بعض المهاجرات غير الشرعيات، إضافة إلى ضعف التوعية الصحية، وتدهور البنية التحتية نتيجة الأوضاع الأمنية والسياسية.

حجم الإصابات

وأشار تقارير صادر عن برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس الإيدز، أن عدد المصابين في ليبيا بلغ حوالي 6,700 شخص.

من جانبها حذرت منظمة الصحة العالمية من ارتفاع نسبة انتشار الإيدز في ليبيا منذ عام 2011، حيث أوضح المتحدث الرسمي باسم مكتب منظمة الصحة العالمية في ليبيا أحمد سالم، “أن عدد حاملي فيروس نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) المسجلين في البلاد يقدر بحوالي 6330 مريضاً”.

وأكد المتحدث الأممي المختص، أن آخر تقييم أجرته المنظمة للنظام الصحي في ليبيا كشف انهياراً عاماً في الخدمات الطبية من حيث شراء الأدوية وتوزيعها، مضيفاً أن عام 2016 شهد تدهوراً كبيراً في النظام الصحي الليبي، ترتب عليه نقص شديد في الإمداد الطبي، والأدوية المضادة لفيروس مرض نقص المناعة المكتسبة في كل أنحاء ليبيا، ما أدى إلى وفاة الكثير من المرضى المصابين بالفيروس.

وأوضح سالم أن الأسباب التي أدت إلى انتشار هذا المرض بين عامي 2005 – 2011، تتمثل في عدم وعي المواطنين بكيفية انتشاره والتعايش مع المصابين به، وكذلك للأسباب الاقتصادية والسياسية التي تمر بها البلاد، ومن ضمنها ظاهرة الهجرة غير الشرعية، والثقافة السائدة في المجتمع الليبي من حيث نظرتها لمريض الإيدز، التي سببت عائقاً أمام المنظمة لتنفيذ خططها وبرامجها الوقائية الخاصة بفيروس نقص المناعة المكتسبة.

فيما أكد المركز الوطني لمكافحة الأمراض أن العدد الإجمالي للمصابين تجاوز 7,000 حالة حتى عام 2022، مع تسجيل 471 حالة جديدة في نفس العام، مقارنة بـ305 حالات في عام 2021.

أسباب الانتشار

ومن أبرز أسباب انتشار الفيروس،  تعاطي المخدرات بالحقن حيث تشير الدراسات إلى أن وباء الإيدز متمركز بشكل كبير بين متعاطي المخدرات بالحقن، وفي هذا الصدد قدمت كلية ليفربول للطب الاستوائي نتائج دراسة الترصد السلوكية الحيوية التي أُجريت قبل النزاع المسلح في ليبيا، وتشير الدراسة التي أُجريت فيما بين الفئات السكانية الأكثر عرضة لخطر انتقال فيروس نقص المناعة البشرية إلى انتشار الفيروس بنسبة 87٪ في صفوف العيّنة المتكوّنة من 328 شخصاً ممّن يتعاطون المخدرات بالحقن؛ و3.5٪ في صفوف العيّنة المتكوّنة من 227 رجلاً يمارس الجنس مع الرجال؛ و15.7٪ في صفوف عيّنة تضم 69 مشتغلاً في تجارة الجنس، وبذلك يعتبرّ معدّل انتشار هذا الفيروس فيما بين متعاطي المخدرات بالحقن هو الأعلى من أيْ رقم تم الإبلاغ عنه فيما مضى.

ومن بين أسباب انتشار وانتقال الفيروس نقل الدم غير المأمون، من خلال ضعف الرقابة الصحية على عمليات نقل الدم، إلى جانب العلاقات الجنسية غير الآمنة، حيث تلعب الممارسات الجنسية غير المحمية دورًا أساسيًا في نقل الفيروس، وقد تسببت الاضطرابات الأمنية والسياسية في ليبيا في ظهور شبكات استغلال جنسي، خصوصًا بين النساء المهاجرات اللاتي يتم استغلالهن اقتصاديًا واجتماعيًا، إلى جانب غياب القوانين الرادعة والرقابة الأمنية يفاقم المشكلة.

تحديات المواجهة

ومن أبرز التحديات التي تواجه محاولات الحد من انتشار المرض: نقص التوعية الصحية، بسبب قلة حملات التوعوية حول كيفية الوقاية من الأمراض المنقولة جنسيًا، إضافة إلى تدهور النظام الصحي من حيث ضعف البنية التحتية الصحية في البلاد، وعدم توفر خدمات كافية للفحص والعلاج.

ومن بين التحديات أيضا الهجرة غير الشرعية، إذ تُعد ليبيا محطة عبور رئيسية للمهاجرين، مما يؤدي إلى ظهور شبكات استغلال جنسي غير قانونية، إلى جانب  ضعف القوانين الرادعة الأمر الذي أدى إلى غياب الرقابة الأمنية والاجتماعية أدى إلى انتشار ممارسات خطرة.

توصيات بالحلول

وأوصت الدراسات التي أجريت حول انتشار هذا المرض في ليبيا بضرورة تعزيز التوعية الصحية من خلال إطلاق حملات وطنية توضح مخاطر الإيدز وطرق الوقاية منه، تضمين التثقيف الجنسي في المناهج الدراسية، تحسين الخدمات الصحية  عبر توفير الفحوصات والعلاج مجانًا للفئات الأكثر عرضة للإصابة، وتعزيز الرقابة على عمليات نقل الدم.

 كما دعت الدراسات إلى مكافحة شبكات الاستغلال الجنسي والاتجار بالبشر من خلال تطبيق قوانين صارمة لمحاربة شبكات الاتجار بالبشر، وتوفير الحماية والدعم للمهاجرات المستضعفات، إضافة إلى التعاون الدولي من خلال الاستفادة من خبرات المنظمات الدولية مثل UNAIDS ومنظمة الصحة العالمية لتطوير استراتيجيات مكافحة انتشار الإيدز.

معاناة مرضى الإيدز

ويشكو مرضى الإيدز في ليبيا من الإهمال على الرغم من أن ملف الإصابات بالمرض كان مفتوحا منذ عقود، عبر قضية الممرضات البلغاريات اللاتي حقن بعض الأطفال في بنغازي بالمرض.

وبشأن معاناة مرضى الإيدز بشكل عام أكد عضو اللجنة العليا لمتابعة أوضاع الأطفال المحقونين بالإيدز، وائل محمد أبو سنينة، أن «مرضى الإيدز يواجهون تحديات مصيرية جراء إهمال أغلب الحكومات التي تعاقبت على إدارة البلاد بعد ثورة 17 فبراير لملف علاجهم».

وعلق على دعوى العديد من المسؤولين بالمراكز الطبية الحكومية بأن مرضى «الإيدز» في ليبيا الذين أصيبوا بالفيروس بطرق العدوى المتعارف عليها عالمياً، يتلقون علاجهم بالمجان، بأن الدواء الذي تدعمه الدولة «يسبب مضاعفات جمة لمن تم حقنهم عمداً بالفيروس، كون الأخير معدلاً جينياً».

ما بين الإهمال والوصمة الاجتماعية والمعاناة من المرض يستمر تزايد أعداد المصابين بالمرض في ليبيا، لأسباب عديدة تتحمل الحكومات جزءً منها.

شارك المقالات:

مواقيت الصلاة

حالة الطقس

حاسبة العملة