الشاعر / أحمد الفاخري
طوفي دروب العاشقينَ وَمَهْدِي * عَيْنَاكِ مِنْ حَوْلِي رُوْايَ وَمَقْصِدِي
وغناؤكِ الْمَكْسورُ يَعْكِسُ عَالَمًا *مُتَصَدِّعًا بِصَدَى الرَّصاصِ الْأَسْوَدِ
مري على الأحْياءِ كَمْ مِنْ مِحْنَةٍ * مِنْ مُقْلَتَيْكِ سَكَبْتِها لَمْ تُنْشِدِي
ودَمُ الشَّوارع لَمْ يُغَيْرُ لَوْنَهُ حُزْنَا * عَلَى الشُّهَدَاءِ أَوْ لَمْ يَشْهَدِ
غَنِّي فَصَوْتُكِ لَنْ يَكُونَ مُرَدًدًا * ما يَسْمَعُونَ وَشَاهِدًا فِي الْمَشْهَدِ
صُوغي تعابير الْمَدِينَة كُلُها * وَجْهُ الْمَدِينَة بانفعالك يَقْتَدى
طوفي بأحلام الشَّوارع كُلَّما * نامَتْ خَطايا الضَّائِعِينَ تَفَقَدِي
ثُمَّ ارْسُمي في الأفق ضَوْءَ صَلاتِنا * لا ضَوْءَ إِلَاهُ لِيُشْرِقَ فِي الْغَدِ
أَنا مُؤْمِنُ بزُحامها كُلُّ الْخُطَى * بمَشِيئَةِ سَتَضِلُّ ثُمَّ سَتَهْتَدِي
كُلُّ الْمَيادِين الشَّرِيدَةِ * بَيْنَ أَرْصِفَةِ الرُّجُوعِ تَحَفُّها بتَوَدُّدِ
وَعْدُ البناياتِ الْغَزِيرَةِ قَاطِعُ * وَعْدُ الْحَيَاةِ إِلَى انْتِشَاءِ الْمَوْلِدِ
تُمْلِي السَّماءُ لَهَا الْمَسافَةَ والرُّوَى * ويُجِيبُها التَّارِيخُ فَلْتَتَفَرَّدِي
سَتَبُوحُ لِلْبَحْرِ الْقَدِيم بهَمُها * ويَظُلُّ يُنْشِدُها الْهَوى بتَجَدُّد
هَلْ كَانَ صَوْتُكِ يا حَبيبَةُ خَاشِعَا ؟ * فاللَّيْلُ مُبْتَهِلْ كَقَلْبِي الْمُجْهَدِ
لَوْ أَنْشَدَتْ شَفَتاكِ آخِرَ نَغْمَةِ * لَوَجَدْتُ أَنَّ الْحُبَّ غَيْرُ مُحَدَّدِ
قَدْ باتَ وَجْهُكِ مِثْلَ وَجْهِ مَدِينَتِي * أَحْسَسْتُهُ مُنْذُ انْتَحَبْتِ عَلَى يَدِي
طوفي دروب العاشقينَ ومَهْدِي * عَيْناكَ مِنْ حَوْلِي رُوْايَ وَمَقْصِدِي