الأخبار الشاملة والحقيقة الكاملة​

2025-03-09

11:48 مساءً

أهم اللأخبار

2025-03-09 11:48 مساءً

أبراج القيد

مجد الدين العماري

مجد الدين العماري

كان الهواء كثيفًا وخانقًا، ضباب أخضر يبدو وكأنه يتصبب من ندوب تلك الأبراج الشاهقة. كان المسافر، المُلف بخرق بالية، يتقدم ببطء على الأرض المتشققة، ويداه مخفيتان تحت عباءته. أمامه، كانت الأبراج ترتفع كصخور صامتة، تتخللها توهجات حمراء تنبض كأوردة جريحة.

لم تكن تلك مدينة كغيرها؛ كانت حية، بطريقة ما. بدت كل خطوة وكأنها تجذب انتباه الأضواء، التي كانت تلمع وتخفت مع مروره، كما لو كانت تراقب، تُحسب.

توقف المسافر، ورفع نظره نحو البرج المركزي، الأعلى بينها. ذات يوم، كان ذلك المبنى قلب إمبراطورية، مكان قوة وتقدم.

الآن، كان مجرد هيكل، سجن لأسرار أكبر من أن تُكشف.

كان يمسك بسيف بإحكام، مُخبأ تحت عباءته، رفيقه الوحيد في تلك الرحلة.

لم يكن هناك ليهرب أو ليقاتل.

كان هناك ليجد الحقيقة حول ما استهلك العالم.

لم تُبنى الأبراج لتحمي، بل لتُسيطر، وكان هو آخر من يتذكر ذلك.

بينما أضاء البرج المركزي بتوهج شديد، شق شعاع أحمر الضباب، مُشيرًا إليه مباشرة.

حان الوقت.

مع نفس عميق، استعد لاتخاذ الخطوة التالية، نحو المصير الذي ينتظره في ظلال تلك الجدران العملاقة.

شارك المقالات:

مواقيت الصلاة

حالة الطقس

حاسبة العملة