حالة من الجدل أثارتها العملية العسكرية التي أطلقها المجلس الرئاسي في مدينة العجيلات استكمالا للعملية الأمنية التي بدأت في مدينة الزاوية.
ورغم حديث القائمين على العملية العسكرية الساحل الغربي عن نجاحها في ردع العصابات الإجرامية والمهربين إلا أنها تعرضت لانتقادات تتعلق بممارسة انتهاكات وإتلاف الممتلكات الخاصة.
تفاصيل العملية
في 27 يناير الجاري أطلقت قوات المنطقة العسكرية الساحل الغربي، بقيادة الفريق صلاح الدين النمروش، عملية عسكرية قالت إنها تهدف إلى فرض الأمن في مدينة العجيلات، وذلك استكمالاً للعملية الأمنية التي بدأت في مدينة الزاوية مطلع شهر يناير الجاري.
وبينت العملية العسكرية أنها تمكنت من مداهمة عدة أوكار لتهريب الوقود وتصنيع الخمور في العديد من المناطق كما أنها تقوم يوميا بنشر صور ومقاطع مصورة للعمليات التي تنفذها إضافة إلى انتشار الشرطة العسكرية الغربية بالتعاون مع المنطقة العسكرية الساحل الغربي، في الطرقات الرئيسية في العجيلات، لضمان استباب الأمن والاستقرار.
وللتأكيد على حرص القائمين على العملية على تطبيق القانون التقى آمر المنطقة العسكرية الساحل الغربي مع النائب العام الصديق الصور، لبحث مجريات العملية وضمان تطبيق الإجراءات القانونية في القبض على المطلوبين للعدالة بالتنسيق مع مكتب نائب العام.
الوجه الآخر
لكن هذه الصورة المشرقة يقابلها وجه آخر يتمثل في تعريض حياة المدنيين للخطر حيث طالبت المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان بليـبيـا، آمر المنطقة العسكرية الساحل الغربي بضمان الحيلولة دونما حدوث خروقات أو مخالفات وتجاوزات أو مساس بأمن وسلامة وحياة المدنيين.
وشددت المؤسسة، على أهمية الالتزام بضمانات أمن وسلامة السكان المدنيين، وتمكين السكان المدنيين وإجلاءهم من منطقة النزاع وعدم تحويل المناطق السكنية إلى ساحة قتال وعدم التحصن في المناطق والأحياء السكنية.
وأكدت المؤسسة أنه يتوجب على جميع القوات العسكرية والأمنية ضمان أمن وسلامة المدنيين في أثناء العمليات العسكرية والأمنية وعمليات إنفاذ القانون وعدم تعريض المدنيين للخطر، وذلك طبقاً لما نصّت عليه قواعد وأحكام القانون الدولي الإنساني.
انتهاكات
وفي ذات السياق أعلن أهالي مدينة العجيلات في بيان لهم رفضهم انتهاك حرمة البيوت وحرقها وإتلاف الممتلكات من قبل القوة الأمنية خلال العملية التي تقوم المنطقة العسكرية الساحل الغربي.
وأكد الأهالي أن العصابات قامت بنهب وسرقة البيوت وتخريب وحرق للممتلكات الخاصة والعامة وحملوا حكومة الوحدة الوطنية المسؤولية وطالبوها باتخاذ إجراء لوقف هذه القوة.
عملية الزاوية
العملية العسكرية في العجيلات تأتي استكمالا للعملية التي انطلقت بداية الشهر الجري في مدينة الزاوية والتي قال آمر المنطقة العسكرية الساحل الغربي إنها تهدف إلى تفكيك التشكيلات المسلحة الخارجة عن القانون، ومكافحة تهريب الوقود والبشر عبر السواحل القريبة من المدينة، وتأمين الطرق الرئيسية والمرافق الحيوية، وفرض هيبة الدولة في المدينة وإعادة الاستقرار إلى مؤسساتها.
لكن عملية الزاوية أيضا لاقت انتقادت تتعلق بفشل هذه العملية، بعد علم شاغلي تلك الأماكن بالعملية وإخلائها مسبقاً، وانضمام تجار الممنوعات أيضاً لصفوف القوات المقتحمة لأوكارهم.
بين التركيز على النجاحات التي حققتها العملية العسكرية في العجيلات والوقوف عند تبعاتها السلبية يظل المؤكد أنه من غير العادل أن يدفع المدنيون ثمنا لأخطاء ترتكبها العناصر الأمنية التي سمحت منذ البداية بوجود أوكار الجريمة.