الأخبار الشاملة والحقيقة الكاملة​

2025-03-09

5:10 مساءً

أهم اللأخبار

2025-03-09 5:10 مساءً

مؤرخ جمع ووثق ما نجهل عن ليبيا وقدمه على مشجب التراث

01

سالم سالم شلابي

اختلف الأمر حينما وددت سبر غور السنين باحثة عن سيرته لا أدري لماذا لم يكتب عنه ولم يكتب وهو الموثق الأهم في ليبيا لكل صغيرة وكبيرة في ماضيها لكي يبقى مستقبلها مشرقا وكما غيرها من الأوطان يؤكد أن ماضيها عريق وجذورها عميقة مع بداية التكوين فسيكون سردي اليوم لقصته مختلف عما درجنا عليه سابقا في السير الحياتية ربما لأنه ليس كغيره .. الباحث “سالم سالم شلابي” المؤرخ الذي أتصوره لم يترك شيئا لم يوثقه ويؤرخ له وكأنه في سباق مع الزمن المتسارع الذي مضى منه ولم تجد ليبيا بكل ماتزخر من درر ثمينة تراثية وحقب مرت شيدت فيها المنائر والعمائر التي كان يجب أن يعرفها جيل بعد جيل ليس عبر كتب فحسب بل بالمشاهدات مرأى العين فالبصر مع إعمال التفكير يكونان موقعا للتخزين في الذاكرة لا يمحى مع الزمن فجاهد هذا الرجل الأصيل ليوثق لكل أصيل على أرضه حتى أنه يقول عن كتابه ((موسوعة الألقاب الطرابلسية)) :

أحترم جهود الداعمين لإظهار هذا الكتاب إلى النور ( موسوعة الألقاب الطرابلسية ) بعد عمل جاد ودؤوب امتد لنحو عشرة أعوام سعيت إلى تبيان وفهم معاني وأصول الألقاب المتداولة بين الأسر والعوائل لاسيما تلك الألقاب التي ظهرت وذاع صيتها في مدينة طرابلس الغرب وضواحيها ، وكيف أن هذه الألقاب أصبحت فيما بعد تمثل نسيجا واحدا ومشتركا بفعل ما تركه لها الزمن من تراكمات تجانست فيها أنساب مختلفة من العائلات والأسر التي أضحت تعيش في مجتمع حضري تحركه لوحة فسيفسائية ذات أصول وسلالات متنوعة ، هذه العوائل تأثرت بطبيعة الحال بعدة ظروف وعوامل منها الهجرة والتنقل والترحال من مكان لمكان بدءا من تأصل الأقوام التي كانت تجري في عروقها دماء أصحاب الأرض من الأمازيغ إلى عصر ذوبان العصر الفينيقي والروماني والبيزنطي وصولا إلى الهجرات المتعاقبة لقبائل بني سليم وبني هلال والهجرات الأندلسية ، وتوافد أصحاب الركائب والمراطبين المغاربة ، وغيرها من الهجرات الوافدة التي امتزجت فيها السلالات والأنساب بالمصاهرة بينهم وبين الأمهات المحليات ، عربا وأفارقة وأتراكا ، وكذلك من دول شرق أوروبا.

إذ نشير اليوم عبر هذا السرد لشيء من سيرة  مؤرخ ليبي كبير ضمن كثر أسهموا في ثراء مكتبتنا بعديد المراجع المهمة ليعود إليها البحاث وحتى الإعلاميين ومن يرغبون معرفة كنه هذه البلد البكر التي وإن طاف بها عدد من البحاث والمنقبين عرب وأجانب لم تأخذ حقها بعد بين كل الأمم من التعريف بما فيها وماكانت عليه وماستكون بإذن الله فقارئ التاريخ يستشرف المستقبل ولا يمكن أن أرضا عظيمة كما ليبيا بمركباتها الثقافية إلا أن تظل على قوتها ومتانتها وتلاحم مركباتها الفسيفسائية وهكذا تقول كل الكتب التي أرخت ووثقت للمؤرخ الجهبذ سالم سالم شلابي الذي لم يحتفل في عيد ميلاده كما الآخرين بإطفاء شمعة بل بإشعال الفكر الإنساني للمواطن الليبي القارئ المحب لأرضه بجذوة جديدة للتعريف ببواطن وأسرار تاريخ بلده العريق الضارب في قدم الحضارات المرت عليه وشواهدها كثيرة .. فوثق أيضا لمواليده المثرية الثرية في ذكرى ميلاده وهو في طرابلس بالمدينة القديمة التي يعتز بكل ركن فيها وحجر ويعرف أصول معظم بل كل البشر ..  8 / ديسمبر / 1943 م .. وظل حتى تاريخ 12/ يناير / 2025 يضيف للمكتبة التاريخية الليبية ذخائره المهمة .. فأعلن عن إصدارين له عن جهاز إدارة المدينة القديمة .

_  (وريقات من المدينة اللغز) .

_ (من أويا التاريخ إلى طرابلس القديمة) .

كما لم يترك حينها متابعيه والمتلهفين لمعرفة محتوى الكتابين ينتظرون بل أعلن أيضا أن بداية شهر فبراير للعام الجاري 2025 م سيلتقي بعشاق الكتاب والقراءة خاصة التأريخية التوثيقية في دار حسن الفقيه حسن للفنون لتوقيع الكتابين والتعريف بهما .. وبعودتنا ليوم ميلاده ذاك الذي أذاع فيه عن سر مايملك من مثامن بحث فيها وخطها وجمعها .. فكر في تواريخها وحكاياتها بدقة ومن معينها سأل حتى يصدق التأرخة فكانت أثمن لديه من أي ثمين من سجنجل ذهب أو رنين دراهم تجمع ثم تترك مع الزمن ولن يذكره بها أحد بل ماخطته يمناه من أحرف هي الاهم والأجدى والأثمن فسيبقى معها ذكره مابقيت تتداولها الأجيال وتزين أرفف المكتبات الليبية والعربية وحينما يذكر اسم ليبيا تاريخيا سيشار إليه سالم سالم شلابي أحد الموثقين التاريخيين الأهم في هذا المضمار ولأن للإنسان مدة سيكون بهكذا كنز عابر ترك أثر وأي أثر ..حكى عن أقراص مدمجمة جمعت أعمالا كثيرا منها ماصدر ومنها مايزال ينتظر وترك ملاحظة بعد ذلك ستتلو حيث أنقل هنا كلامه كما جاء في صفحته الخاصة وكأنه يقول هنا كثير من المعدن الأصيل والإرث الفكري الثقيل من سيهتم ومن يحمل على عاتقه حفظه .. ربما لم يذكر ضمنها كتابين كانا قد نشرا بالفعل وهما على درجة من الأهمية التاريخية التوثيقية أيضا .. (( الموثق من الشواهد التاريخية في مدينة طرابلس التاريخية .. في احاديث المدينة واخبار المنشية )) و (( طرابلس الغرب ما بين الحربين (الأول) و (الثانية) ))  قال المؤرخ شلابي دون تصرف مني : 

لم أكن في يوم من الأيام أن أتصور أن أعيش هذه الساعة التي اضع امامي فيها هذه المجموعة من العناوين التي اخترتها لكم من الكتب التي كنت قد بدأتها بعنوان تذكرة إلى عالم الطفولة سنة 1983 م، ثم ما تبع ذلك من عناوين.

– كتاب تذكرة إلى عالم الطفولة (ثلاث طبعات)

– كتاب عيون الناس ومرآة التعابير (طبعتان)

– كتاب معالم المدينة البيضاء

– كتاب عناوين على نواصي المحروسة

– كتاب ألبسة على مشجب التراث

– كتاب المستعمل من الألبسة التراثية في مدينة طرابلس الغرب

– كتاب المألوف تراث مالوف

– كتاب عين السائح في عمق التاريخ (طبعتان)

– كتاب معجم الاسماء التراثية في ليبيا

– كتاب المختار من أسماء وأعلام طرابلس الغرب (طبعتان)

– كتاب عدسة التاريخ في صور لأعلام الوطن (طبعتان)

– كتاب ألعابنا واحاجينا في ذاكرة الزمان

– كتاب حكايات من داخل القلعة وأسوارها

– كتاب الموسيقار حسن عريبي (زرياب ليبيا)

– كتاب ديوان أشواق

– كتاب طرابلس الغرب ما بين الحربين

– كتاب زاوية الدهماني تحت أضواء الفوانيس

– كتاب أغنيات طرابلسية علي ورق الحنة

– كتاب الموثق من الأبنية التاريخية والدينية

– كتاب ملامح العمارة الاسلامية في مساجد مدينة طرابلس

– كتاب مقهى العجائب والغرائب في مدينة طرابلس الغرب

– الجزء الثالث من كتاب مدرسة الفنون والصنائع الاسلامية في مائة عام .

_ الموثق من الشواهد التاريخية في مدينة طرابلس .

مسار أعمال التوثيق بطريقة النقش على الصخور والقطع الرخامية والممر باللغتين العربية والتركية أيام السلاطين .

– مخطوط موسوعة الألقاب الليبية

–  مخطوط إشراقات نورانية

– مخطوط صفحات خالدة في مدونة سوق الجمعة.

– مخطوط قالت خالاتي ألف مثل ومثل.

– مخطوط تاريخ الأجداد بإمضاء الاحفاد.

_ المستعمل من الألبسة الشعبية .

وأخيرا اقتراحاتكم بأن تتحول أقراص هذه المخطوطات إلى كتب في أيدي أحبائي من القراء …!؟

وددت في آخر ماطفت بكم أن أتبين وإياكم ماهو (الموثق من الشواهد التاريخية في مدينة طرابلس) فوجدت أن سالم شلابي مع حفظ الألقاب صاحب السيرة المؤرجة بطيب وطيبات ماجمع طوال عمره المديد بصحة وعافية إن شاء الله .. شرحها قائلا : هي مسار أعمال التوثيق التي تجري بطريقة النقش على الصخور والقطع الرخامية والممر، حيث عرف هذا النوع من التوثيق منذ أقدم العصور ونماذجه في ما خلفه الرومان في لبدة ، والإغريق في شحات وغيرها من المدن الإغريقية على الساحل الليبي ، وصولًا إلى العهد العثماني حيث أعطى سلاطينهم في طرابلس لهذا النوع من التوثيق اهتمامًا خاصًا باللغتين العربية والتركية .

اكتمل البحث في سيرته المجللة بعظمة العلم الإنساني والإنثروبولوجي عامة في ليبيا ثقافة وإنسانا ومكانا .. والحوصلة تؤكد لي .. يتعلم ويتحصل على معارف كثيرة لم ترد في خاطره يوما ذلك المتصفح لكتب شلابي من الأجيال الحديثة العهد بكل مامرت به ليبيا من تطورات عبر العصور .. في الأمكنة التي سكنت .. والطرقات .. ووسائل المواصلات .. والمآكل والملابس والعادات والتقاليد .. وبذا سأترك في نهاية سيرته للقارئ الملول بعضا من معارف وردت في أحد كتبه المتحدثة عن الملابس الليبية القديمة وكذا بعض العادات التي كانت متبعة .. من كتابه المستعمل من الالبسة الشعبية في طرابلس .. وعن بعض العادات المتبعة والمسميات في المناسبات المختلفة .. فكم سمعنا عن :

( النحيلة / والبتات / الزايرة / البيان / السوابيت ….. وغيرها من المصطلحات ) أوضحها لنا نحن من نواكب ربما والقادم ممن لن يروا هذه المراسم ربما ومطلقا بسبب تطورات الحياة وتلاقح ثقافتنا الليبية مع ثقافات العالم .. هيا نقرأ في ختام سيرة مفعمة بالزواخر :

الزايرة والرمو والصايبة والبشارة والنحيلة جلها من العادات الليبية التي كانت سائدة بين الاسر والعائلات في مدينة طرابلس الغرب فكانت جزءا من ذلك الزمن الجميل…

فكانت بداية من الزايرة التي كانت فيه فتاة الحي تتحجب عن الانظار ولا تخرج من عتبة الحوش لتتهيأ لمن يأتي يطلب يدها من قبل الخاطبات اللواتي (يبيّنو فيها) وتعيش في كنف تحضيرها (للبتات) الذي يجعل منها كنه وتكون بذلك قد ودعت آخر ليلة من عرسها وهي ليلة الدخول تزفها الزغاريد لتبقى سيدة في حوش اللاها وسيدها لاتخرج منه لمدة سنة كاملة ثم ينزع عنها ذلك لتبارح بزيارة الى حوش اهلها وفي هذه الحالة تعرف بين الناس (بالزايرة) فتقام لها مباهج الفرح لمدة اسبوع كامل ثم يعود بها بعلها بعد لمة الاحباب الى مخدعها في حوش العيلة مصحوبة (بالصايبة) وهي المتمثلة في هدية متواضعة من قراطيس الشاي والحلوى واللوز والسكر والكاكاوية الذي يحتوي عليها (سابات الصايبة) والى جانب ذلك صرة التستمال أو لفة البخشة التي تحوي هدايا الزايرة وربما كان مع هذه الهدايا خروف الصابية…

وعندما نأتي الى ذكر (النحيلة) نجدها تعطي للمواليد الجدد (والبشارة) تعطى كهدية لمن كان قد أتى بخبر مفرح .. أما فيما يتعلق (بالرمو) فكان يعطى في شكل رأس من الخراف .. يقدم عادة في مناسبات الافراح وخصوصا اثناء وصول الحجيج الى بيت الله الحرام .. إما في مناسبات الاعراس سواء في ليلة النجمة .. أو في يوم المحضر والدخلة .. وتكون عادة بين النسوة حيث يأتي هذا (الرمو) بالمال .. أما في حفلات الختان وفي بعض الاماكن خارج المدينة يكون (الرمو) بين الرجال داخل طاقية صاحب (النوب) ..

واخيرا هذه العادات قد أفلت مع الزمان الجميل وهي في اعتقاد اصحابها حلقات متواصلة في سلسلة ترتبط بجماليات بشمار قمجة الشاريت .. وبيزوان قفطان كسوة الجلوة .. وتليك الفجوة .. وفرملة الفانك .. وقمجة البارات.

شارك المقالات:

مواقيت الصلاة

حالة الطقس

حاسبة العملة