نجلاء المسلاتي
كصفحة قرأتها من قبل، كلحن هادئ سمعت نغماته في مكانٍ ما كنت أعلم أنه سيكون مألوفًا، لطيفًا ورقيقًا، يحمل الهدوء والرفق كعادته .. كنت أشعر براحة بال، وبقدرٍ من الحماسة، دون مفاجآت كبيرة.
لكنه كان أجمل مما ظننت، أروع مما رسمته في خيالي. عند اقترابي، اكتشفت أبعادًا أخرى، عمقًا غير متوقع، تفاصيل كثيرة لم أرها من قبل، وألوانًا لم أكن أعلم بوجودها، ونكهات لم أتذوقها قط.
كان ناعمًا كنسيم صباح صافٍ، دافئًا كضوء الشمس، باسمًا يملأ محيطه بالبهجة.
كل هذا كان حقيقيًا فعلًا، بلا زيفٍ، بلا تكلّف، بلا وهمٍ يتلاشى عند الاقتراب، كما تجري العادة في هذه الحياة.
لطالما كان الوضوح الجميل سيّد الموقف، كمرآة صافية تعكس كل شيء كما هو حقًا. كل موقف أكّد أنه ليس مجرد انطباعٍ أو مرحلة عابرة، بل حقيقة ثابتة، ونقاء نادر لا يبهت مع الوقت.
ولا أنكر أنني تعمّدت افتعال الاختبارات، لكن النتيجة كانت الثبات والتألّق. مرةً بعد مرة، أثبت لي أنه فعلًا بهذا الجمال، بهذا الصدق، بهذا الصفاء الذي لا يتغيّر. كما لو أنه جاء ليؤكد أن بعض الأشياء ليست فقط كما نتمناها، بل أجمل بكثير مما نجرؤ على تصديقه.
“يكاد لايكون حقيقيًا، أبعد مما ظننت.”