يُعد التهاب المسالك البولية من الحالات الشائعة التي تحدث نتيجة دخول البكتيريا إلى مجرى البول، حيث يمكن أن تصل إلى المثانة وأحياناً تمتد إلى الكليتين، مما يؤدي إلى مضاعفات صحية إذا لم يتم علاجها في الوقت المناسب، وعلى الرغم من قدرة الجسم على التخلص من هذه البكتيريا في معظم الحالات، إلاّ أن بعض العوامل قد تزيد من خطر الإصابة بالتهاب المسالك البولية.
لماذا تصاب النساء بعدوى المسالك البولية أكثر من الرجال؟
بحسب موقع MedlinePlus، فإن النساء أكثر عرضة للإصابة بعدوى المسالك البولية مقارنة بالرجال، ويعود ذلك إلى أن مجرى البول لديهن أقصر وأقرب إلى فتحة الشرج، ما يسهل وصول البكتيريا إلى المثانة، كما أن النشاط الجنسي وانقطاع الطمث يزيدان من احتمالية حدوث الالتهابات لدى النساء.
يمكن أن تصيب العدوى أي جزء من الجهاز البولي، بما في ذلك، المثانة، وتعرف باسم التهاب المثانة، وهو النوع الأكثر شيوعاً من التهابات المسالك البولية…الكلى، وتسمى العدوى التي تصيب إحداهما أو كلتيهما التهاب الحويضة والكلية، وهي حالة أكثر خطورة،…الحالب، نادراً ما يكون الحالب، الذي ينقل البول من الكلى إلى المثانة، هو الموقع الوحيد للعدوى،…مجرى البول “الإحليل” ويُعرف الالتهاب في هذه المنطقة باسم التهاب الإحليل.
تزداد فرص الإصابة بهذه العدوى عند وجود عوامل معينة، منها: الأمراض المزمنة مثل السكري، التي تضعف الجهاز المناعي، التقدم في العمر، خاصةً مع وجود حالات صحية تؤثر على النظافة الشخصية مثل مرض الزهايمر والهذيان، مشاكل في إفراغ المثانة بالكامل، مما يسمح بتكاثر البكتيريا داخل الجهاز البولي، وجود قسطرة بولية، التي قد توفر بيئة لنمو البكتيريا، سلس البول، حيث يمكن أن يسبب التعرض المستمر للبلل تهيج والتهابات متكررة، تضخم البروستاتا أو انسداد مجرى البول، مما يعوق تدفق البول بشكل طبيعي، حصوات الكلى، التي قد تؤدي إلى انسداد المسالك البولية، وزيادة خطر العدوى، فترات عدم الحركة الطويلة، كما هو الحال عند المرضى الذين يلزمون الفراش لفترات ممتدة، الحمل، حيث تؤثر التغيرات الهرمونية على تدفق البول وتزيد من خطر العدوى، الإجراءات الجراحية المتعلقة بالجهاز البولي، التي قد تزيد من فرصة دخول البكتيريا إلى المسالك البولية.
تختلف الأعراض تبعاً لموقع الإصابة في الجهاز البولي، وتشمل أعراض التهاب المثانة، ألم أو شعور بالحرقان عند التبول، زيادة الحاجة إلى التبول، حتى مع امتلاء بسيط للمثانة، ظهور دم في البول، الشعور بضغط أو تشنجات في منطقة الفخذ أو أسفل البطن، أعراض التهاب الكلى “الأخطر” ارتفاع درجة الحرارة والشعور بالحمى، قشعريرة ورعشة برد، ألم في أسفل الظهر أو أحد جانبي الجسم، الغثيان والتقيؤ.
قد يصعب على الأطفال الصغار التعبير عن الأعراض التي يشعرون بها، إلا أن ارتفاع الحرارة يُعد العلامة الأكثر شيوعاً لالتهاب المسالك البولية عند الرضع والأطفال، لذا، من الضروري الانتباه لأي تغييرات غير طبيعية في عادات التبول لديهم، واستشارة الطبيب فوراًُ عند الاشتباه في الإصابة.
التهاب المسالك البولية من الحالات الشائعة التي يمكن الوقاية منها، وعلاجها بسهولة في معظم الحالات، لكن تجاهل الأعراض قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، خاصة عند انتشار العدوى إلى الكلى، لذلك، فإن الحفاظ على نظافة المنطقة التناسلية، شرب كميات كافية من الماء، والتأكد من إفراغ المثانة بالكامل بانتظام يُعد من أهم الخطوات للوقاية من هذه المشكلة.