في سابقة تاريخية، أدرج الصندوق العالمي للآثار “القمر” ضمن قائمة المواقع المعرضة للخطر لعام 2025، وذلك نظراً لتزايد الأنشطة الفضائية عليه واحتوائه على أكثر من 90 موقع تاريخي يرتبط بوجود البشرية خارج كوكب الأرض.
وأوضح الصندوق، وهو منظمة دولية غير ربحية تُعنى بحماية المواقع التراثية يقع المقر الرئيسي للمنظمة في نيويورك، أن القرار جاء استجابةً لبداية عصر فضائي جديد، قد يهدد الإرث الذي تركته البعثات القمرية السابقة، ومن بين أبرز المواقع المشمولة في القائمة قاعدة ترانكويليتي، حيث وطأت قدم الإنسان سطح القمر لأول مرة خلال مهمة أبولو 11.
وأكد البيان الصادر عن المنظمة أن موقع الهبوط لا يزال يحتفظ ببصمة نيل أرمسترونغ، إلى جانب أكثر من 100 قطعة أثرية تعود إلى المهمة، من بينها الكاميرا التي التقطت المشاهد الأولى لخطوات الإنسان على القمر، والقرص التذكاري الذي تركه رواد الفضاء أرمسترونغ وباز ألدرين.
وقالت بينيديكت دي مونتلور، الرئيسة والمديرة التنفيذية للصندوق العالمي للآثار، إن إدراج القمر في القائمة يعكس الحاجة الملحّة للحفاظ على هذه القطع الأثرية، التي تمثل لحظة مفصلية في تاريخ البشرية، وأضافت أن تزايد الأنشطة القمرية دون بروتوكولات حماية مناسبة يشكل تهديد متزايد لهذا التراث.
وشددت دي مونتلور على ضرورة تطوير استراتيجيات تعاونية لحماية المواقع التراثية، سواء على الأرض أو خارجها، بما يضمن الحفاظ على الإرث المشترك للبشرية.
يذكر أن صندوق قائمة مراقبة الآثار، الذي أُطلق عام 1996، قد قدّم تمويل يفوق 120 مليون دولار لمشاريع حماية أكثر من 350 موقع، وساهمت رؤيته في توفير 300 مليون دولار إضافية لدعم هذه المواقع.
وتشمل قائمة عام 2025 مواقع أخرى تواجه تهديدات خطيرة، مثل قطاع غزة، الذي تأثر بشدة بالحرب وأدى إلى تدمير نسيجه العمراني وتراثه الثقافي، وكذلك منزل المُعلِّم في كييف، وهو مبنى تاريخي تضرر جراء الحرب الروسية الأوكرانية، مما يسلط الضوء على المخاطر التي تواجه التراث الإنساني في مناطق النزاع.