درنة جرح مايزال نازفا _ مشيت لدرنة
الأغنية مجموعة عناصر مجتمعة تبدأ بشعر ينظمه شاعر شفاف مرهف تجاه حدث ما .. موقف ما أو حكاية تحرك مشاعره فيضج بالكلمات والمعاني قلمه .. حين يلحظها فنان يتحرك إحساسه تجاه الكلمات ملحن أو مطرب فإنه حتما سيعرض على الشاعر أن يمتزج اللحن الشجي والصوت الطروب مع الصور والأخيلة والمعاني .. وكان هذا حينما وقف الشاعر المحامي / يوسف بودوارة على منبر الكلام المتاح في أمسية شعرية نظمها بهو الأدب والفن الثقافي وهو أحد أهم أعضائه الفاعلين .. خُصصت لتروي بالشعر والقصة والمقال مأساة كارثية حدثت لأهل أرض الياسمين والحبق ومسك الليل .. مدينة الثقافة والأنوار والبحر والجبل وسوسة والأصيل يلفها قبل أن تصل وهادها الخضراء .. قال يوسف بودواره فصمت الجميع يستمع للصورة الموجعة في القصيدة التي قد يراها السامع للوهلة الأولى من جملة ( مشيت لدرنه مالقيتهش ) أنها ستكون عادية .. وسيدرك القارئ بعد برهة أنها غير ذلك .. وتسارع الإيقاع ليحدث تعاونا كما كانت كارثة درنة المناخية في شهر سبتمبر للعام 2023 م فرصة قدرية وحكمة من المولى للم شمل الليبيين .. كانت مشيت لدرنة كذلك فشملت .. يوسف بودوارة الشاعر من أهل درنة مسقط رأسه .. وياسر نجم الملحن والموزع للكلمات من بنغازي .. والفنانة صاحبة الصوت الوديع القوي في آن عضو بهو الأدب والفن الثقافي _ عائشة الماجري إبنة ودان التي تعيش في بنغازي .. لتترنم بالكلمات ملحونة موزعة ولأننا في منصتنا .. قد نشرنا الأبيات عبر صاحبها قبلا في سيرته الذاتية تارة وعبر مقام الأدب تارة أخرى .. أحببنا أن نعرضها لقراء منصتنا بعد أن اتفقت عناصر الأغنية متكاملة لصوغها .. شاكرين من أهداها للمنصة الشاعر بودوارة متمنين أن يعقد الله على قلبه وكل الليبيين المفجوعين في أهل درنة وفيها أرضا بعد طبطبة الجراحات بإعادة الإعمار والبناءات والاحتواء النفسي والتنموي لأهلها .. منتظرين نتاجا شعريا يتغزل في جديدها وبناءاتها ..
مشيت لدرنة ..
كلمات / الشاعر يوسف بودوارة
تلحين وتوزيع / الفنان ياسر نجم
غناء / الفنانة عائشة الماجري
_ كتب المحامي الشاعر .. المكلوم في درنة وأهلها :
مشيت الدرنه ماالقيتهش…ماالقيت سوانينا ..
لا ألقيت فنار سهارينا…
ماالقيت او جوه غوالينا اللى كانو للناس ونس…
ماالقيت العايلات..اللى فى درنه مسمّيات…
اللى رقى او ثقافات..اللى دفنو من غير نعش…
ماالقيت عربنا الرحابا..ماالقيت او جوه الشرهابا.
ماالقيت اقبور الصحابا…وخذو فى ديموم شرابا متوحش
الماضى والحاضر يكحش .. مشيت الدرنه ماالقيتاهش..
ما ألقيت الياسمين او القيت الناس الباهيين..
او لا ألقيت اعزاز او غاليين ..غدرهم سيل امظلم شين..
خذاهم جمله ماشاورش…
ماالقيت امواير…مستوه او ماالقيت دباير…
نمشى وين قعدت انخايير لجبيله او شارع الفنار..
والا للعتيق الناير…القيتا صار هشيما من فعل التيار…
ماالقيت اغرفا..لا ألقيت سوانى نعرفا… نار اتلهلب ما تطفا..
ما ألقيت الجار..او لا ألقيت السده والدار..
مالقيت لاشى ..اللى راحو ناسى او هلى…
بعد يااغريفا فيك الضى او فيك ازويل اعز على…
او ماالقيتاش.. قعدت انكابى مستاحش..
مشيت الدرنه ماالقيتاش….