الأخبار الشاملة والحقيقة الكاملة​

2025-03-09

11:38 مساءً

أهم اللأخبار

2025-03-09 11:38 مساءً

الأمازونات الليبيات.. حكاية لنساء حكمن ليبيا بين التاريخ والأسطورة

الأمازونات الليبيات.. حكاية لنساء حكمن ليبيا بين التاريخ والأسطورة

عبرن بقصصهن العصور، وكن جزءا من الأساطير والحكايات، في عديد الروايات، فلطالما عرفت الأمازونات الليبيات بشجاعتهن ودورهن المهم في الدفاع عن اراضيهن.

الأمازونات الليبيات بين الأسطورة والتاريخ 

كانت صورة الأمازونات تمثل المرأة الليبية التي عرفت بشجاعتها ومشاركتها في القتال، وتشير بعض الدراسات التاريخية إلى أن الأمازونيات الليبيات قد انحدرن من قبائل أمازونية كانت قد استقرت في المنطقة الغربية من ليبيا. هذه القبائل كانت متواجدة في مناطق مثل فزان، حيث كانت تملك تقاليد محاربات قويات من النساء التي ارتبطت أيضًا بالتقاليد البدوية. يقال إنهن كنّ يمتلكن مهارات قتالية عالية، حيث كنّ يتدربن على الرماية والقتال في المعارك.

هذه القصص قد تم الحفاظ عليها في الأدب الشفهي، وكثيرًا ما كانت تذكر ضمن الحكايات التي ترويها المجتمعات الليبية القديمة. وعلى الرغم من أن هذه القصص قد تكون مغلفة بالأساطير، إلا أن العديد من المؤرخين يعتقدون أنها تحتوي على عناصر حقيقية تخص نساء في تلك الحقبة، سواء في ليبيا أو في شمال إفريقيا بشكل عام.

وتحدث عنهن ديودور الصقلي في كتابه الثالث وقال إن الليبيات عشن قبل أمازونات الشرق اللاتي عشن في زمن حرب طروادة ويذكر “ديودور الصقلي، أنه “وجد شعبا في ليبيا القديمة تحكمه النساء سياسيا وعسكريا بينما يمضي الرجال حياتهم في البيوت يطبخون ويربون الأطفال, ويستولدون النساء، أما النساء فكن يطلبن للخدمة العسكرية والتدريب على القتال, بعد أن أظهرن قدرة خارقة على الصبر عليها وبراعة فاقت ما كانت الملكة (مورينا ) تتوقعه. الأمر الذي شجعها على خوض بعض الاشتباكات الخاطفة من أجل اكتساب الخبرة وفنون القتال.”

و قسم ديودور المقاتلات الليبيات إلى فريقين الطيبات منهن وهن الأمازونات والخبيثات اللاتي حملن اسم “الغرغونات”.

ويقول نيوتن صاحب قانون الجاذبية  نقلا عن ديودور الصقلي أن باكوش (ديونوسوس) استعان بالأمازونات الليبيات في حروبه في  أثينا حيث قتل عدد كبير منهن مع ملكتهن ميرينا في تلك الحروب.

الأدلة على وجود الأمازونات كثيرة بعد اكتشاف بقايا من النسوة اللاتي تم دفنهن مع اسلحتهن وأثبتت دراسات الحمض النووي أن تلك البقايا تعود لمحاربات نساء.

اليوم، تحتفظ هذه الأساطير بمكانة مرموقة في الثقافة الليبية، إذ يراها البعض رمزًا للتحدي والإرادة الحديدية في مواجهة الظروف القاسية. وفي العصر الحديث، تحولت الأمازونيات الليبيات إلى جزء من هوية ثقافية توظفها بعض التيارات الثقافية والفنية للتعبير عن قوة النساء في المجتمع المعاصر.

أصل تسمية الأمازونات

يعتقد الكثيرون أنّ اسم الأمازونات جاء نسبة إلى نهر الأمازون الموجود بأمريكا اللاتينية وجاء ذلك الاعتقاد الخاطئ من البرتغاليين الذين ظنوا أنّ الأمازونات هنّ من سكان تلك القارة وهو اسم أطلقه “فرانسيكسو دو اوريلانا” في القرن السادس عشر على النهر الذي يشق القارة بعد أن هاجمته مجموعة من المحاربات الآتي دافعن عن قبيلتهن في بسالة وشجاعة ذكرته بالأمازونات.

وأطلق اليونانيون ،على نساء ليبيا الامازونات وعرفت مورينا أنها تقود جيشا لا يقهر من النساء المتوشحات بالسواد يرتدين دروع من جلود الأفاعي سريعات شديدات البأس يدفعهن حقد أسود على أعدائهن.

وأطلقت عدة تسميات على مقاتلات ليبيا ,منها راعيات التفاح الذهبي ،وحوريات الغرب. والحمائم السود.

وعلى ما يبدو أن المكان الذي نشأت فيه الامازونات وحسب تقدير بعض الباحثين وهو منطقة جبال نفوسة ومرزوق.

مسيرة الملكة ميرينا

قام الجيش النسائي الكبير المكون من النساء السوداوات حصراً، أولاً بتدمير مملكة “جورجوس” واستعباد جميع رجالها الذين بقوا على قيد الحياة، ولم تكن الملكة ميرينا تعرف شيئاً اسمه “الضمير”، خصوصاً تجاه الرجال، ولم يكن لديها أي نوع من الرحمة على الإطلاق، وذلك يتضح من خلال المجازر التي ارتكبتها خلال فترة حكمها، وعدد الرجال الذين استعبدتهم أو قتلتهم.

وعندما بدأت مسيرة الغزو الشامل كانت مصر المجاورة لليبيا هي الهدف الأول، إلا أن الفراعنة ،تمكنوا من عقد مفاوضات مع الملكة ميرينا التي أيضاً قبلت عرضهم الذي يقضي بأن تدفع مصر جزية سنوية ضخمة، وتعترف بشرعية الملكة ميرينا على أن تكفّ الأخيرة عن غزو مصر، وبالفعل حصل ذلك، لكنها عبرت إلى فلسطين من خلال الأراضي المصرية، وبعد فلسطين اتجهت نحو سوريا ثم دخلت إلى منطقة الأناضول، وخلال مسيرتها هذه لم تترك حجراً على حجر وارتكبت فظائع كثيرة.

كان جيش النساء الـ “أمازونات” أشد بطشاً من الحملات الصليبية، وأقل رحمة من جيوش هولاكو، إذ يروى في تاريخ الأناضول أنه لم يمر على أرضها جيش مدمر كجيش النساء الـ “أمازونات” الليبيات، إذ كانت القلاع تسقط أمامهن واحدة تلو الأخرى.

وعندما وصلت النساء الليبيات إلى بحر إيجة أخذن أخيراً استراحة من رحلتهن وقررن جعل هذا المكان موطناً لهن.

وفي جهة الأناضول الثانية، على البحر الأسود، تقع مدينة سينوب في أقصى شمال تركيا، ويقول بعض المؤرخين إن هناك صلة قرابة بين نساء الأمازون الليبيات ونساء الأمازون في سينوب التركية، إلا أن جميع الروايات التاريخية لم تذكر أن النساء الليبيات تحركن باتجاه البحر الأسود أو وصلن إلى سينوب.

وحسب بعض الروايات المنسوبة لعدد من المؤرخين فقد جلبت النساء الليبيات اللواتي استقررن في بحر إيجة كثيراً من الهياكل والتماثيل الفريدة إلى منطقة الأناضول، ومنها ما هو معروف اليوم لدى الأتراك باسم “معبد أرتميس”، حيث بني في عصرهن، ومن اللافت للانتباه هو أن بعض المؤرخين يرون أن المرأة الليبية المحاربة عندما استقرت في هذه المنطقة وقعت تحت تأثير الحضارة الأناضولية ولذلك هدأت، إذ إن التوسع والغزو اللذين قمن به اكتملا في الأناضول ولم يتجاوزنه.

وبعد أن قادت الملكة ميرينا حروب النساء الـ “أمازونيات” الليبيات وبلغت بهن هذه المكانة في العالم القديم، وكان قدرها الموت الطبيعي لترحل وتترك خلفها حضارة كبيرة، لكن بعد وفاتها اتخذت النساء الليبيات قراراً مفاجئاً بمغادرة جميع المناطق التي احتلوها سابقاً والعودة لمناطقهن الحقيقية، فتركن سواحل بحر إيجة والأناضول والمناطق التي احتلنها في اليونان وعدن لليبيا، مما منح أوروبا الغربية احتلال الأراضي اليونانية.حسبما ذكرت عدة روايات.

إنها حقبة تاريخية قديمة مزجت الواقع بالأساطير، وبين التاريخ ةالأسطورة تبزز حقيقة أن الأمازونيات الليبيات يمثلن رمزًا للقدرة والشجاعة في التاريخ الليبي القديم. حيث ارتبطت أسماؤهن بالصمود والمقاومة في وجه التحديات العسكرية والاجتماعية،وما زالت تلك الأساطير تذكر اليوم كرمز للإلهام والتحدي في مواجهة الصعاب.

شارك المقالات:

مواقيت الصلاة

حالة الطقس

حاسبة العملة