الأخبار الشاملة والحقيقة الكاملة​

2025-03-09

4:37 مساءً

أهم اللأخبار

2025-03-09 4:37 مساءً

في غفوة الحرب يحتفي بصيود كاذبة

عبدالحفيظ العابد

سيرة الدكتور الشاعر الروائي عبدالحفيظ العابد

قريباً من فزّاعة الأربعين

أمشي

لكنّ عقلي

لم يُنبت أضراسه بعدُ

وطفل كهولتي

لم يبلغ فطامه

مازال يحتشد خلف فمي

كلّما

تدلّت عراجين نارك

واشتعل في دمي

بلح شفاهك

# الدكتور عبد الحفيظ العابد • من الروائيين المؤمنين أن العمل الإبداعي رسالته المتعة في الحرف والمعنى والكتابة وليس من أهمية فقط ليكون رسالة مجتمعية فالرواية عنده كما جاء في أحد لقاءاته ..  ليست خطابا أخلاقيا ، بل هي  فن من أهم أهدافه الإمتاع ، فمثلا رواية “اسليمة” لا تقدم رسالة وإنما رؤية ، تقدّم الإنسان لوصفه الثيمة الأهم في الحياة…. والرسالة الأولى لرواية “اسليمة”هي المتعة .. وعلى الصعيد الوظيفي بعد حصوله على الماجستير أصبح أحد أعضاء هيئة التدريس بكلية التربية – جامعة غريان .. العابد من مؤسسي وأعضاء ملتقى شتاء ماريش الثقافي بغريان مع ثلة من مبدعي مدينته المهمين .. وهوالمولود بالمدينة الساحرة بثلوجها شتاء .. غريان في 12 / ديسمبر / 1972م

درس فيها كل علومه الأكاديمية حتى  تخرجه من جامعة الجبل الغربي،  قسم اللغة العربية وعين معيداً بالقسم ولم يتوقف حتى  حصل على درجة الماجستير في الأدب العربي ..  وهو هذا الكاتب النحرير لم يتوان عن دخول قائمة الثماني عشرة رواية للروايات غير المنشورة ليفوز ويكون أحد هؤلاء الثماني عشر بروايته (( إسليمة )) وفي الجولة الأولى من جائزة كتارا للرواية العربية على مستوى العالم العربي، المقامة في دولة قطر، حيث تقدم للجائزة أكثر من 800 رواية خرجت دولة ليبيا في القائمة المطولة ولأول مرة في تاريخ الرواية العربية الليبية في 18 رواية ، بعدها سوف يتم المفاضلة بينها لتصبح 9 روايات، وأخيراً سوف يخرج منها ثلاث روايات ستنال الجائزة الكبرى على مستوى الوطن العربي يقول عن رواية إسليمه التي عدلها بعد الموافقة عليها لتكون ضمن روايات الجائزة بشكل طفيف :

تشتغل رواية اسليمة على الإنسان بوصفه التيمة الأهم، فتقدّم شخصياتها مجرّدة من كلّ بعد إلا بعدها البشري، فتعيش الشخصيات آدميتها المغمّسة في ماء الخطيئة، وتعيش تناقضاتها الإنسانية العميقة عبر الانتقال بين فضائين مختلفين هما ليبيا ومالطا، وهي رغم أنها شخصيات بيضاء لا تحمل أي فكر سياسي، غير أنها تتأثر بالخط السياسي العام، فتجد نفسها مجبرة على الهجرة بعد الحصار المفروض على ليبيا إلى مالطا، التي تمثّل هامشاً للمتن ليبيا، لكنّها في هذا الهامش تعيش إنسانيتها المكبوتة فيصير هذا الهامش متناً، وتضحي الشخصيات مسكونة بالهامش حتى بعد ترحيلها من جديد إلى ليبيا، كما أن الشخصيات تُقحم في الصراع في أحداث سنة 2011م رغم حيادها السياسي، ويُسجن (صالح) بسبب عمّه المعارض السياسي رغم ماضيه الأبيض سياسيّاً.

# حصل الباحث الليبي عبدالحفيظ العابد على درجة الدكتوراه من جامعة العلوم الإسلامية العالمية ، الأردن، عن أطروحته المعنونة «قصيدة النثر في ليبيا في الفترة 1980- 2016»، والي نوقشت في 16 مايو 2019 في عمان.

بلا لغة

نحتفي بالكلمات السمان

صيودنا الكاذبة

نقفُ على مشارف

الصمت

ونتظاهرُ بالتخمة

ولأهمية ماخاض من تجربة علمية لها تأثيرها في المجال الإبداعي الأدبي الليبي أحببت أن استقطع للقارئ الراغب معرفة كنه هذا البحث ومدلولاته وتأثيره بعضا مما بحث فيه وكتب ونال به درجة الدكتوراة تمكنا محكما إذ (( يتخذُ هذا البحثُ من نصوص قصيدة النثر في ليبيا بين عامي (1980- 2016) متنًا شعريًّا مؤطّرًا بحدود الزمن والجغرافيا، هذا المتن الشعري يمثّل موضوع البحث الذي يدرس هذه النصوص في ضوء الأطروحات النظرية عن مصطلح (التشاكل)، وهو مصطلح سيميائي نقله (غريماس) من مجال العلوم الطبيعية إلى الدراسات النقدية، ثم تطوّر من بعده على يد مجموعة من النقاد، ويعني التكرار المقنّن لأي مقوّم من مقوّمات النص الصوتية والمعجمية والتركيبية والمعنوية والطباعية، كما أنه يشمل البنيتين السطحية والعميقة، إنه ينشأ عن تنمية نواة دلالية ومراكمتها في نص أو عدّة نصوص .

والبحث يتكوّن من مقدّمة ومدخل نظري وأربعة فصول وخاتمة، يُدرس من خلال هذه الفصول التشاكل اللغوي، والتشاكل في بناء الإيقاع، والتشاكل في بناء الرؤية السردية، والتشاكل في بناء الصورة الشعرية، فهو بحث يتبع منهجًا تحليليًا ينظر في بنية النصوص، ويطمح من خلال الكشف عن التشاكل إلى إبراز النظام الداخلي الذي يضبط الفوضى الظاهرة التي أوجدها الانزياح عن اللغة الاعتيادية.))

والعابد واحد من أبرز شعراء جيل الشباب في ليبيا، حصل على الماجستير في الأدب العربي ، يكتب الشعر منذ منتصف التسعينيات، وصدر له بعض الدواوين، شارك في العديد من المهرجانات الدولية والمحلية ، وشارك بأوراق نقدية في مؤتمرات داخل ليبيا وخارجها ، وحصل على المركز الأول في النقد في المسابقة التي نظمتها المؤسسة العامة للثقافة بليبيا.

كما صدرت روايته الأولى «ماءان» عن دار نشر تموز بدمشق، في العام 2017، وهي تقترب من الواقع الليبي كعادة تصفيح النساء وطقوس الأفراح الليبية وعزف الزكرة والأكل الشعبي كالبازين .

ومن آرائه أن المتغيرات الحالية التي يمر بها المجتمع الليبي ربما يكون تأثيرها سلبيًّا إلى حدّ الآن؛ لأنّ الكثير من الأقلام جف حبرها بعد ما طرأ على المجتمع الليبي ، لكن لا بد أنْ يكون لما حدث تأثيره على المشهد الأدبي في ليبيا دون أنْ يقتضي ذلك بالضرورة أنْ تتزامن المتغيّرات السياسية مع المتغيّرات الأدبية ، لأنّ أكثر المتعصبين لعلاقة الأدب بالمجتمع أدركوا ذلك، فأوجد ماركس مثلاً مصطلح «العصور الطويلة» ليفسّر بعض الظواهر الأدبية التي لا يمكن ردّها إلى لحظتها الراهنة، وإنما هي نتيجة تغيّرات اقتصادية وسياسية سابقة؛ أي أن التحولات الأدبية في الغالب لاحقة للمتغيرات السياسية والاقتصادية، والأمر ينطبق على الحالة الليبية.

# النص بين النقد واللسانيات الحديثة – رمزية الوجه في رواية (اللحية) لسالم العوكلي .. هذه من المقالات النقدية المهمة التي تبرز نمطا كتابيا لصاحب السيرة الفخيمة إذ يحلل سائلا ويفرد للمعنى النفسي المختبئ مساحة لفهم الرواية من منظور آخر .. سيلاحظ القارئ أنني لم أبالغ قط حينما قلت إنه يكتب نقدا وينتج قراءة تعيد صياغة العمل الأدبي بين يديه حتى أنك عنه في مقال ناقد تستطيع فهم كاتب النص الأدبي أكثر من فهمه عبر النص الأصيل .. فقط سأنتخب هنا مقدمة كتبها حول رمزية الوجه في رواية اللحية للكبير سالم العوكلي قال العابد :

يمثّل الوجه رمز الشخصي وأبرز مظاهر الهوية المادية للإنسان، وهو بالإضافة إلى ذلك يكتسب من خلال هيئته أبعاداً ثقافية وسياسية واجتماعية تجعل منه شِفرة محمّلة بالدلالات، بحيث يمكن في كثير من الأحيان تصنيف الناس سياسيّاً واجتماعيّاً عبر المظهر الذي يتخذه الوجه، من هنا تغيّت هاته القراءة استثمار المقولات السوسيولوجية في مقاربة رواية (اللحية)، متبعة منهجاً سوسيونصّياً يظل النص فيه نقطة البدء والعودة، وهي في هاته المقاربة تحاول أنْ نُعرّي الوجه، وتكشف عن دلالاته الرمزية، وتبرز دوره في تنامي السرد وانتظامه، فالشخصيّات الرئيسة الثلاث تعيش تحوّلاتها الكبرى التي تتجلّى في الوجه بوصفه المرآة التي يعاين فيها القارئ تلك التحوّلات بدءاً من اكتشاف الجندر في الزغب المنثور على أطراف الوجه ووصولاً إلى إقحام تلك الشخصيّات في القضايا الكبرى المتعلّقة بالإرهاب وأحداث الحادي عشر من سبتمبر حين تخترق اللحية أهمّ نظام أمني في العالم.

شارك في عديد الأمسيات والملتقيات الثقافية محلياً وعربياً .. ونشر نتاجه الأدبي عبر الصحف المحلية والعربية أيضا .. صدر له ديوانان شعريان حتى الآن هما :  اشتهاء في العام 2008 م // و سيرة اللهب عام 2017 م

في الخارج

يتسكّعُ الليل في الطرقات بذيئاً ..

يبصقُ في آنية النهار

بديناً يزحفُ نحو الحقول

بمثانة بحر

***

في الداخل … أكابدُ

كي أُبقي اللهبَ رطباً

منصتاً لنقيقِ الصور

وهي تغرق في المرآة

أتحرّى صحراء سريري

لا شيءَ غيرُ ذئبِ

العتمة .. وخنفساءِ الوقت بطيئةً

تصعد الجدار

ونتاجه الروائي رأت رواية ( ماءان ) النور وتلقفها الكتاب والنقاد معا حين صدورها في العام 2017  حيث سميت رواية الطقوس وقال عنها الناقد رياض خليف :

ليست الرواية مجرد حكاية خيالية، تحمل بصمات الواقع اليومي ونماذجه حسب، بل هي حكاية مطرّزة بذاكرة المجتمع وعاداته وتقاليده، وبمختلف تفاصيل تراثه. فالتشكيل الروائي تتخلّله مادة أنثروبولوجية، تتسلّل إلى الرواية وتخترق عوالمها الخيالية وتلوّنها بهذه المسحة التي تكتسب علاقة حميمية بالقارئ المحلي، باعتبارها تحيله إلى عوالمه الذاتية، وتلتقط أشياء من ذاكرته، وبالقارئ الغريب الذي يجد في النص الروائي درسا حضاريا عن مجتمع الرواية. فكثيرا ما يتحوّل السرد الروائي إلى سرد طقوس المجتمع وتقاليده .. لعلّ هذا أبرز ما يتبادر إلى الأذهان عندما نفكّر في رواية الكاتب الليبي عبد الحفيظ العابد. فـ»ماءان» رواية اجتماعية تصوّر جانيا من حياة قرية ريفية بسيطة وتنغمس في يومياتها المختلفة، مستعرضة هواجس شخصياتها وأحلامهم ومغامراتهم ومزاحهم، مشاركة إياهم عددا من الإحداث مثل الزواج والموت، ومسايرة عدد من مواسمهم. لكن الطقوس تفرض ذاتها على قارئها. فيجد نفسه مكتشفا للكثير من عادات وتقاليد المجتمع الليبي، خصوصا المجتمع الريفي. فهاجس كتابة الطقوس يلوح في هذه الرواية، مفضيا إلى توسيع الدوائر الدلالية للرواية، ومتيحا تأمل التشكيل الأنثروبولوجي ودلالاته العميقة.

ويختم الناقد لرواية ( ماءان ) : الروائي يلتقط الكثير من مظاهر نمط عيش الأهالي وطقوسهم، متخذا بذلك مواقف نقدية كثيرة. فالرواية وثيقة شاهدة على مكامن المجتمع وطقوسه. لكن الروائي لا يكتب هذه الطقوس كتابة تكريس وتقديس، بل يكتبها ساخرا من مواقف كثيرة ومقوضا للكثير منها، فالرواية تتعامل مع الظواهر الأنثروبولوجية ممارسة عليها الكثير من النقد.

في الأبحاث والدراسات المهمة صدر له في العام 2022 م دراسة بحثية تحت مسمى ( قصيدة النثر في ليبيا ) ..

وختاما لسيرته .. إسقاطا لحالة الشعراء .. أترك نصا للشاعر والروائي والباحث عبدالحفيظ العابد بين يدي القارئ ليعرفه أكثر ..

مثل شاعر أخرس

لم يشتعل الكلام بعد في شفتيه

أكمنُ خلف فمي

دونما لغة

أحشدُ جيوش مائي

وأُسرج وسادتي

لغزواتي القادمة

مثل ليلة عمياء

تكره الصخب

تأتيني القصيدة

على غيوم الصمت

ولا تنهمر

…..

…..

دونما لغة

أرحل في عتمة معناكِ

بلا وحي

أتحسّس أنفكِ

مثل طفل جائع

وأنتحب

شارك المقالات:

مواقيت الصلاة

حالة الطقس

حاسبة العملة