أعرب ديفيد يامبيو، رئيس جمعية اللاجئين في ليبيا والمدافع عن حقوق الإنسان، عن استيائه العميق وحزنه لما تعرض له من انتهاكات جسيمة، مؤكدًا أنه يضطر مرارًا وتكرارًا إلى إعادة فتح جراحه في سبيل السعي لتحقيق العدالة والمساءلة، واستعادة كرامته وكرامة اللاجئين الذين تعرضوا للانتهاكات.
وقال يامبيو في خطابه: “أنا محطم ومفجوع من كل الجوانب، حيث أضطر إلى استرجاع معاناتي مرارًا وتكرارًا في سبيل البحث عن العدالة والمساءلة، ومحاولة استعادة كرامتي وكرامة شعبي التي دُست بالأقدام. لكنني ممتن أيضًا لأننا نملك اليوم مساحة حيث يُسمع صوتنا، وحيث يمكننا التعبير عن معاناتنا”.
وأضاف يامبيو: “أنا ضحية مباشرة للمدعو أسامة نجيم الملقب بالمصري (في إشارة إلى المتهم بارتكاب جرائم ضد اللاجئين في ليبيا). في بلدي السودان، كنت بالفعل طفلًا جنديًا، وانتهى بي الأمر في ليبيا بعد فراري من بلدي”.
وأوضح أنه عندما وصل إلى ليبيا، تعرض للتعذيب والاستعباد والمهانة، حيث قال: “لم أكن أتصور أنني سأتعرض لمثل هذه الوحشية، لكنني كنت ضحية لانتهاكات تتجاوز إدراكي”.
وأشار يامبيو إلى أنه حاول الهروب من ليبيا عبر البحر المتوسط خمس مرات، لكنه في كل مرة كان يُختطف في عرض البحر من قبل خفر السواحل الليبي المدعوم من الاتحاد الأوروبي حسب قوله، ويتم إعادته قسرًا إلى ليبيا حيث يتعرض للتعذيب مجددًا.
وأضاف: “في إحدى المرات، تم احتجازي في مركز اعتقال رسمي، حيث تم بيعي كعبد للمدعو “المصري”، ومن هناك أصبحت عبدًا مرة أخرى”.
وكشف يامبيو أنه تم نقله لاحقًا إلى قاعدة معيتيقة الجوية، حيث أُجبر على العمل في أعمال البناء، بل حتى في الخطوط الأمامية للصراع، حيث كان يُجبر على حمل الذخيرة والقيام بأعمال قسرية غير إنسانية.
وأكد أن الانتهاكات لم تتوقف عند ذلك، بل تعرض للتعذيب الشخصي على يد المدعو المصري، مشيرًا إلى أنه “تعرض لأنواع من التعذيب يصعب وصفها”.
وتابع يامبيو: “نجوت من هذا الجحيم، وحتى عندما وصلت إلى أوروبا، فوجئت بأن جلادي، هذا المجرم المطلوب، القاتل، المغتصب، وتاجر البشر، كان يتجول بحرية في أوروبا، وكان في إيطاليا، البلد الذي لجأت إليه بحثًا عن الأمان”.
وأشار إلى أنه عندما تم القبض على المتهم “المصري”، كان من المفترض أن يتم تسليمه إلى المحكمة الجنائية الدولية لمواجهة العدالة، لكنه بدلاً من ذلك تم تهريبه مجددًا إلى ليبيا، حيث يواصل ارتكاب جرائمه ضد الليبيين والمهاجرين على حد سواء.
واختتم يامبيو خطابه بمطالب واضحة للعدالة، قائلًا: “نريد العدالة، نريد محاكمة المدعو المصري وبقية المجرمين أمام القضاء، ونطالب بمحاسبة المسؤولين عن إدارة خفر السواحل الليبي وجهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية في ليبيا”.
كما شدد على ضرورة الاعتراف بالمهاجرين كلاجئين، مضيفًا: “عندما تُناقش قضايا اللاجئين، يجب أن نكون جزءًا من تلك النقاشات، ويجب الاستماع إلى أصواتنا”.
وختم يامبيو خطابه بدعوة المحكمة الجنائية الدولية لتوفير حماية للشهود والضحايا سواء الموجودين في أوروبا أو الذين لا يزالون عالقين في ليبيا.