الأخبار الشاملة والحقيقة الكاملة​

2025-03-09

5:11 مساءً

أهم اللأخبار

2025-03-09 5:11 مساءً

صاحب المنسي يعتكف .. وكأنه يقول رغم كل شيء سأُنسى

حامد العلواني

حامد العلواني

هو الكاتب الإذاعي كما بداية معرفتنا به .. وعضو رابطة الادباء والكتاب وعضو نقابة الفنانين .. ومن ثم برزت للجميع أهمية دوره في فن الكتابة الإبداعية الدرامية حتى تتلمذ على يديه كثر من الهواة واستزاد أيضا من معارفه في هذا المجال الدقيق لفن الدراما وكتابة السيناريو عددا ممن أسهموا في إثراء فن الدراما في البلاد فحامد العلواني ابن بنغازي بدأ في المجال الفني منذ العام 1990 فعليا وقبل ذلك هو الكاتب والروائي وأستاذ فن كتابة الدراما وكتابة السيناريو ..

يستشرف الكاتب القارئ النهم المكثر من استقراء الماضي عامة وماضيه خاصة متعايشا واقعه دون قفز للنتائج أو على الأحلام التي قد تكون وقد لا تتحقق مطلقا .. ويحتذي المنطق مستشرفا المستقبل الذي يصنعه أو ينتظره .. وأحيانا يجذب لذاته ماقد يكون عبر مايكتب ونحلل نحن الباحثين في سيرته تلك الوقفات الحياتية المرت قديما أو التي ستمر بناء على نمط حياته الحالي ومقارنته بكتاباته الكانت والحالية منتظرين كيف ستكون أفكاره القادمة إذا ماكان على قيد الحياة ومايزال إنتاجه الأدبي يترى .. كصاحب سيرة اليوم حامد العلواني ولم نشعر أنه سيعتكف تاركا ذخائره الثمينة عرضة للنسيان أو للتناسي .. هذه لفتة حياتية لم نرغب أن ينتهجها كاتب إذاعي وسيناريست وروائي وكاتب مسرحي وروائي أيضا له نفس طويل مع الروي المتواصل المتسلسل كحكايات ويوميات حقيقية لشخصية غير متخيلة .. ومن هنا جاء عنوان سيرته لأننا بحثنا عنه بيننا في بنغازي وتساءل كثر لماذا ترك وأين ذهب وهل من أسباب ذكرها قبل أن يرتحل ؟؟ !!! ولم نجد إجابات .. لكننا استشفينا ارتحاله عن الوسط واختفائه أو لنخفف الوطأ ونقول اعتكافه منذ نهاية العام المنصرم بعد تلبية دعوة مركز الصادق النيهوم الثقافي في 23/12/2024 م لجلسة حوارية أدبية مثرية ضيوفها معه الأستاذ محمد السوسي . الأستاذة عائشة بازاما . والأستاذة غادة البشاري .. حينما أعدنا قراءة روايته الأولى المنسي.. خاصة هذا الجزء فقد كتب صاحب السيرة اليوم في مقدمة روايته (( المنسي )) :

كتبت رواية ” المنسي” في وقت شدني فيه موضوعها دون اهتمام بالشكل .. لكنني تركتها وقتا طويلا حتى يتسنى لي تلبيسها ثوبا يظهر هيئتها .. كتبتها بداية .. بلا وعي تام ًول الكتابة الروائية ولعل ذلك جاء من خلال إصرار وعيّ الباطني بأن أكتب .

المنسي حالة طغت على مشاعري أخذت من اهتامي الكثير ولم يهنأ لي بال إلا حينما كتبتها .. كانت الكتابة الأولى في زمن الصبا .. كان الدافع وراء ذلك إلحاح المحتوى والشهرة .. بعد تمام الكتابة الأولى عرفت أنني سأطجرح قضية قد تهم الناس ولست وحدي .. كانت لي نظرة جديدة للمسؤولية والالتزام .., أسئلة كثيرة فرضت نفسها عليّ بالظهور .

” المنسي ” _ قصدت من كتابتها هدم الواقع وإزالته وأقنعت نفسي وقتها بأن الواقع لا يعني حال الماضي فأردت من الرواية أن تكون لسان حال الحاضر والمستقبل أيضا .. لذلك آثرت تركها زمنا تعدى عقدين ونيّف حتى يتسنّى لي فهم الواقع واكتمال إدراكي .

أثرى العلواني المكتبة الإذاعية بعديد الأعمال المهمة :

 _ قصة الأسبوع _ في إذاعة الجماهيرية ( الوطنية حاليا ) كتب العمل الدرامي هذا وأخرجه المخرج مفتاح بادي ..

_ دراما في رياض الكلم .. وقفة مهمة أخرجها له أيضا المخرج مفتاح بادي .

_ حکایات افريقية.. دراما قدمت في إذاعة الجماهيرة كما أخرج عددا من حلقاتها المختلفة المخرج محمد بالقاسم في إذاعة صوت إفريقيا .. أما ما قدم في إذاعة الجماهيرة فسلمه العلواني للمخرجة الفنانة کریمان جبر .

_ شخصيات من التاريخ .. دراما من إخراج رجب العريبي .

_ لإذاعة ليبيا الوطنية عام 2017 .. ابتسامة اثناء النوم ..

دراما أخرجتها الإذاعية / عزيزة عبد المحسن .

_ لإذاعة صوت الوطن العربي الكبير كتب ” الأدب الثوري ”  دراما من إخراج مفتاح بادي .

_ الأدب الافريقي .. دراما أخرجها الأستاذ /  علي احمد سالم .. وقدمت بإذاعة صوت إفريقيا .

_ في صوت إفريقيا أيضا كتب العلواني ” افريقيا والتاريخ ” من  إخراج الأستاذ / علي احمد سالم .

_ استراحة في الظل… دراما .. اخراج محمد بلقاسم . قام باعداد اربع دورات فــ في الكتابة الدرامية وصولاً

تنوع نشاطه بين الكتابة الدرامية والبرامجية لكل الإذاعات العاملة بعد العام 2011 وذاع صيته أكثر في مجال الكتابة الدرامية حتى قدم دورات عديدة متتالية منها ما استمر ثلاثة أشهر متواصلة لطلبة الإعلام في جامعة بنغازي في ” فن الكتابة الدرامية _ و ” فن كتابة السيناريو المرئي “

وانتخبته هيئة الإعلام والثقافة لتقديم دورتين في الكتابة الإبداعية دراما وسيناريو لنخبة من الموهوبين في الكتابات القصصية والدراما التليفزيونية  اثنتان لهيئة الاعلام والثقافة .

_ تعاون الروائي حامد العلواني مع ” منظمة أركنو للفنون ” لتقديم دورتين في فنون الكتابة الدرامية وفن السيناريو .

_ نشر العلواني قصصه وأعماله الأدبية الأخرى عبر الصحف اليومية والسيارة .. منذ 1995 م فكانت أعماله عبر صحف ” الشمس / أخبار بنغازي / ثم في العام الألفينيات وبعد عودة صحيفة الحقيقة للنور من جديد نشر أعماله المقالية والقصصية عبرها .

_ صدر له رواية المنسي _ بعد فترة طويلة من استكمال كتابته لها لتردده في نشرها عبر كتاب .. كما صدرت مجموعة قصصية عنونها منابت الترح .

_ أعد كتابا بعنوان ( تجارة الرقيق ) لكنه لم يصدر لهذه السنة 2025م ولم يذكر الكاتب لماذا تعثر إصداره وكان مبرره الوحيد لمن يسأل عن تجارة الرقيق وأيناه ولماذا توقف!بسبب بعض الظروف .

# حين أخرجت له عملا برامجيا في قالب تمثيلي الأستاذة عزيزة عبد المحسن تحت عنوان (( ابتسامة اثناء النوم )) وكان من العلامات المميزة التي استهوت جمهور المستمعين تمنى عليه أهل الأدب والزملاء أن يضمن هذه الأعمال المهمة بين دفتي كتاب يحفظ درر المعاني فيها لتتداوله الأجيال القارئة لاحقا .. ولكن مشاغله الأخرى لم تعطه فرصة التجميع إلى كتابة سيرته هذا العام 2025 كما له في ذات السياق الأدبي المهم برنامج _ استراحة في الظل _ أما قصة الأسبوع فكان مجموعة قصصية متكاملة وجاهزة لتضمينها كتاب ولم يفعل أيضا العلواني المتهم بالتقصير حيال إبداعاته العلامة المؤثرة .. قدمت القصص الإفريقية سواء التي أعدها من الأدب الإفريقي العالمي أو ما ألفه في حكايات إفريقية .. تباعا ضمن خارطة إذاعة صوت إفريقيا حيث تماشت مع أهداف الإذاعة وتطلعاتها ومثلها فريق من الإذاعيين الفنانين ” علي أحمد سالم . عبد الله عبدالمحسن . عزيزة عبد المحسن . هدى صبري . وعفاف عبدالمحسن ” ليخرجها المخرج الفنان محمد بالقاسم . وبعضها الآخر الأستاذ الفنان علي أحمد سالم  وظلت تمثيليات قصصية مستقلة كل واحدة بمراميها ضمن أرشيف الإذاعة ولم تحول لمجموعة قصص ورقية .

#من جزالة قلمه واسترسال أفكاره في رواية المنسي اقتطعت :

امتدت الأرض أمامه بوفرة أشجارها .. وقاوم ريحا لا تستوي في هبوبها إلى أن انتهى إلى شجرة كبيرة لتقيه الريح .. وأخذ يراقب الأعواد التي تندفع بفعل الريح نحو سيل يحفر له طريقا في الأرض في اتلواءات كأنها بفعل إرادته .. طلعت الشمس عند الظهر وقد علتها غبرة .. تقدم نحو زرع قد انبسط أمامه وامتدت أوراقه في اخضرار .. رأى أن يجمع منه مايسد رمقه .. عاد بحزمة منه لم تنضج بعد .. ورماها في النار .. رمى بعود طال دخانه ولم يشتغل .. وقد تشبع ثيابه بدخان النار ووجد أن رائحته عطرة . حل الظلام واضطدع على جنبه الموجوع وتوسد حزمة ثيابه وهو لا يدري أنه مع بقية ليله يصبح عرضة لدخان (( المفحومة )) فبعد وقت قصير بدأ الدخان يتصاعد ويتخلل الغابة كالضباب .. نهض وقد خنقه الدخان واتجه ناحيته .. عثر عليها ولم يعرف عنها شيئا لكنه ابتعد عنها في حذر خوفا أن يراه أحد القيمين عليها .. تاركا دخانها يسير وراءه .. كان يمشي عدة خطوات .. ثم يجلس لتتضح له الرؤيا إلى أن انتهى إلى شجرة جلس تحتها ليرصد أية حركة في المكان إلى أن غلبه النعاس .

كل ماتحصل عليه حامد العلواني الروائي القاص المعد البرامجي من دورات ترجمها عمليا بأن أثرى عديد الراغبين استزادة فوهب فترة من الزمن وقته وجهده لتقديم هذه الدورات لكل راغب الانخراط فيها والتي تركت علامة مهمة بين المبدعين الجدد هي  دوراته التي منحها للمبدعين الجدد وللراغبين من الموجودة أعمالهم الأدبية فعليا ولكنهم رغبوا صقل مواهبهم الكتابية أكثر فأكثر .. كانت (( في الكتابة الدرامية للمبتدئين والهواة )) وكانت له رؤيته الخاصة فيقول عما يجب تقديمه فيها « بشكل عام تبدأ من مهمة عنصري الصراع والحوار إلى نماذج ومشاريع في كتابة السيناريو ، مرورا بدروس متعددة في أصول الكتابة الدرامية لأنها تعتبر الركيزة التي يعتمد عليها المتدرب لفهم الوصف الحسي لمشاهد السيناريو ».

نختم سيرته الباذخة بالأعمال الجليلة ولا أريد ان أقول أنه توقف عن منح الساحة الثقافية من معينه مايبلل ريق المتعطشين للمزيد من الإبداعات متوخية أن لا يترك الكتابة وينحاز للاعتكاف بعيدا عن بنغازي بعد أن استقر به المقام مع عائلته في مدينة صرمان .. متمنية قريبا أن نقرأ نتاجا قصصيا أو روائيا .. أو نشترك معه كإذاعيين وممثلين في تنفيذ برامج حوارية قيمة ككل ماكتب خلال مسيرته الإذاعية بيننا .. وأترك جزء آخر من رواية المنسي ختاما ترجيديا مبكيا لا يمكنني إسقاطه إلا على المنسي بطل روايته .. كتب العلواني محركا مشاعر القارئ :

سلبتَ عقلي ( أبي )

شاخ قلبي ..

شحّت صورتك بفكري ..

لازمني الهم ولازمت الحياء ..

نازعتَني في منامي ..

ضجرتَ مني وسأمت دون أن أراك أو تراني ..

ألا تعرف أنني هنا ! في أرض قد نضب ماؤها .. واستبدت بها الشمس في قساوة ..

تركتني وبالغت في ظلمي .. أم ان أمي قد توافقت معك بالتخلي عني !؟

أظن أنكما قد تدارستما أمري .. حينما كنت أحرك قدميّ في حضنها ببراءة لم أعلم حينها أنني فريسة لدسيسة استعجلتما فيها بإسراف .. 

ممن عمل معهم في إذاعة الجماهيرية منتصف الألفينيات وكذا إذاعة صوت الوطن العربي وصوت إفريقيا من بعد .. علي أحمد سالم . عزيزة عبدالمحسن . عبدالفتاح الوسيع . عبدالله عبدالمحسن . المخرج مفتاح بادي . المخرج محمد سالم . عفاف عبد المحسن . هدى صبري . المخرج والممثل عوض السمين . الممثل فتحي بدر  الممثلة كريمان جبر . الممثلة سعاد خليل ..

شارك المقالات:

مواقيت الصلاة

حالة الطقس

حاسبة العملة